أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة نورث ويسترن الأمريكية أن المحتوى المنشور على منصات التواصل الاجتماعي يؤثر بشكل كبير على الأطفال والمراهقين، حيث يدفعهم لتجربة منتجات عناية بالبشرة معقدة قد لا تتناسب مع أعمارهم أو احتياجات بشرتهم.
بحسب ما نشره موقع "CNN"، قام فريق البحث بتحليل 100 مقطع فيديو من مواقع التواصل الاجتماعي، لمنشئي محتوى تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عامًا.
وأوضح الباحثون أن متوسط عدد المكونات النشطة المستخدمة في هذه الروتينات اليومية بلغ 11 مكونًا، يحمل العديد منها مخاطر كبيرة مثل زيادة حساسية الجلد تجاه أشعة الشمس واحتمالية حدوث ردود فعل تحسسية.
اللافت أن ربع فقط من هذه المنتجات شمل مستحضرات واقية من الشمس.
غياب مشاكل البشرة رغم الإفراط في استخدام المنتجات
صرّحت الدكتورة مولي هيلز، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن معظم الأطفال الذين ظهروا في هذه الفيديوهات لم يعانوا أصلًا من أي حب شباب واضح أو مشاكل جلدية تُذكر، وكانت بشرتهم صافية ونقية.
وأضافت أن الأضرار المحتملة لهذه المنتجات قد تتجاوز أحيانًا أي فوائد متوقعة، إذ أظهرت الدراسة أن روتين العناية بالبشرة الواحد يتكون في المتوسط من ست خطوات، بتكلفة تصل إلى حوالي 168 دولارًا شهريًا، وقد تصل في بعض الحالات إلى أكثر من 500 دولار شهريًا.
نقص الحماية من الشمس
بيّن الباحثون أن معظم هذه الروتينات تفتقر إلى خطوة أساسية: استخدام واقٍ من الشمس. في المقابل، تحتوي هذه الروتينات على منتجات قد تزيد من حساسية البشرة لأشعة الشمس، وهو ما قد يرفع خطر الإصابة بسرطان الجلد.
أحماض ألفا هيدروكسي: فوائدها وأضرارها
أشارت الدراسة إلى أن أحماض ألفا هيدروكسي (AHAs) تُعد من أكثر المكونات النشطة انتشارًا في منتجات العناية بالبشرة التي يوصى بها، فهي تعمل كمقشرات كيميائية خفيفة تساعد في إزالة الطبقات العليا من خلايا الجلد، وتوحيد لون البشرة.
لكن استخدامها يجعل البشرة أكثر عرضة للأشعة فوق البنفسجية، ما يستلزم ضرورة استخدام واقي الشمس بشكل يومي لتجنب تلف الجلد الدائم.
مكونات أخرى قد تسبب التهيج
أوضحت الدراسة أن أحماض ألفا هيدروكسي، بالإضافة إلى المكونات الغنية بالفيتامينات مثل النياسيناميد، يمكن أن تسبب تهيجًا واحمرارًا وجفافًا عند الإفراط في الاستخدام.
في كثير من الحالات، قد لا يدرك المستخدمون الشباب أنهم يكررون استخدام نفس المكون النشط في منتجات متعددة، مما يزيد من خطر التهيج.
العطور والمهيجات الأخرى
أظهرت النتائج أن أكثر من نصف المنتجات تحتوي على العطور، وهو سبب شائع للإصابة بالتهاب الجلد التماسي التحسسي.
كما احتوت العديد من المنتجات على 20 مكونًا غير نشط آخر معروف بأنها قد تسبب حساسية الجلد.
دور المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي
حذّرت الدراسة من أن المعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي تُعد مشكلةً كبيرةً، خاصة لدى منشئي المحتوى الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
إذ غالبًا ما يفتقر هؤلاء إلى خلفية علمية تؤهلهم لفهم تركيبة هذه المنتجات وآلية عملها أو المخاطر المحتملة لها.
طالع أيضًا