أدى الحريق الواسع، الذي اندلع بعد ظهر الأحد، في منطقة مفتوحة قرب حي الحليصة بمدينة حيفا، إلى أضرار كبيرة، حيث طال 4 منازل بالكامل، وترك العائلات في حالة صدمة وخوف.
وسبق أن عملت طواقم الإطفاء والإنقاذ بالإضافة إلى طائرات إطفاء على إخماد الحريق والسيطرة عليه ومنع انتشاره.
ولمزيد من التفاصيل من حيفا، تواصلنا ضمن برنامج "أول خبر" مع عماد محاميد، أحد المتضررين من حي الحليصة في حيفا، وأيضًا مع فاخر بيادسة عضو بلدية حيفا، للحديث عن حجم الأضرار بالمنطقة.
من جانبه وصف عماد محاميد، أحد المتضررين بشكل مباشر، اللحظات الأولى للحريق قائلاً: "بدأت الحرائق رأيناها تقترب وكانت الريح غريبة.. قلت للعائلة والأولاد يلا نترك الدار لأنه في شيء يقترب علينا".
وأكد أن بيته دُمّر في الحريق وأن كل ما يملكه تضرر بشكل كامل، لكنه شكر الله على سلامة عائلته وعدم وقوع إصابات في الأرواح.
وأوضح عماد أن الحريق اندلع بسرعة كبيرة بفعل الرياح الشرقية العاتية، ما أدى إلى امتداد النيران لمناطق واسعة في الحي، قائلاً: "قد ما شي مخيف كان.. كل البيت راح".
وأشار إلى أن طواقم الإطفائية وصلت بعد حوالي 25 دقيقة، ما أثار استياء بعض السكان بسبب التأخير، خاصة مع سرعة انتشار الحريق.
وأكد أن أغلب الأضرار التي لحقت بالمنازل كانت بسبب المياه المستخدمة في الإطفاء والروائح الكريهة الناتجة عن الحريق، ما دفع بعض العائلات إلى محاولة تهوية منازلهم وعدم مغادرتها رغم حجم الخطر.
وأكد محاميد أنه حاليًا يقيم في طمرة عند أقارب له بعد أن فقد منزله بالكامل، مشيرًا إلى أن العائلة تحاول التأقلم مع الوضع الجديد وسط حالة من الحزن والقلق، وأن ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي جعلته يشعر بقشعريرة في جسده، نظرا للحالة الصعبة، التي يصعب وصفها، على حد قوله.
وشدد على أن ما حدث كشف عن حجم التضامن بين الأهالي، لكنه أظهر أيضًا مدى الحاجة لتدخل رسمي سريع وفعال.
أما فاخر بيادسة، فمن ناحيته أوضح أن إدارة الأزمة كانت من منطقة مرتفعة بهدف مراقبة الوضع عن كثب، وأن جميع قوات الإنقاذ والبلدية والشرطة شاركت في إدارة الحدث.
وقال: "مهم جدا إثبات أن الحريق تم بسبب إهمال جهة رسمية معينة حكوميا، وأكد أن البلدية ملزمة اليوم بإيجاد آليات للتعويض عن الأضرار، خاصة في ظل غياب التأمين عن العديد من المنازل العربية القديمة في الحي، مشددًا على ضرورة عدم ترك أي فراغ تعويضي للأهالي المتضررين.
وأشار بيادسة إلى أنه تم إخلاء منزلين بالكامل بعد فحصها من قبل مهندس البلدية، بينما تم توزيع بقية الأهالي على أقاربهم أو بقوا في منازلهم بعد تهويتها وتنظيفها.
ولفت إلى أن أغلب سكان الحي يفضلون عدم مغادرة منازلهم واللجوء إلى أقاربهم بدلًا من البقاء في مراكز الإيواء، في ظل صعوبة الظروف الاجتماعية.
وأضاف: "بلدية حيفا اليوم ملزمة تجاه الأهالي خاصة أننا نتحدث عن حي عربي قديم، وهذا الشيء واضح جدا لن نترك الأهالي".
وشدد فاخر بيادسة على أن البلدية مطالبة بالبحث عن حلول بديلة، سواء عبر تعويض بسبب الإهمال أو إقامة صندوق دعم خاص بالأهالي المتضررين، مؤكدًا: "ممنوع نترك أي مكان لأي فراغ تعويض".
بينما عبّر عماد محاميد في ختام حديثه، عن أمله في تجاوز هذه المحنة، شاكرًا كل من وقف إلى جانب العائلات المنكوبة وداعيًا إلى استمرار الدعم حتى تعود الحياة لطبيعتها في الحليصة.