أكد الدكتور فادي المدهون، مسؤول الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود في غزة، أن المنطقة تعيش كارثة صحية غير مسبوقة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية أدى إلى وفاة العديد من مرضى السرطان والأمراض المزمنة، كما أن خدمات غسيل الكلى توقفت عدة مرات بسبب نقص الوقود، ما أدى إلى تدهور صحة المرضى بشكل حاد.
وتابع: "غزة شبه خالية من المستشفيات والمراكز الطبية القادرة على تقديم الخدمات للسكان، والأمور تتفاقم يومًا بعد يوم، سكان شمال غزة يضطرون للمشي أكثر من أربعين دقيقة للوصول إلى مركز طبي، وغالبًا ما لا يجدون العلاج أو الأدوية اللازمة عند وصولهم".
المفاضلة بين المرضى
وأوضح المدهون أن غرف العمليات المتوفرة حاليًا أقل من ست غرف في كامل مدينة غزة وشمالها، مما اضطر الطواقم الطبية إلى المفاضلة بين المرضى، وعلاج البعض على حساب آخرين بسبب نقص المعدات، لافتًا إلى أن هذا الوضع أدى إلى تكدس المرضى وارتفاع عدد الوفيات.
واستطرد: "الكوادر الطبية نفسها منهكة، حيث فقدت غزة العديد من الأطباء إما بسبب الارتقاء أو الإصابة أو الخروج من القطاع، إضافة إلى نقص المستلزمات، وهذا يزيد من تعقيد الأمور".
معاناة النساء الحوامل
كما تطرق معاناة النساء الحوامل في غزة، وأشار إلى أنه لا تتوفر لهن أي فيتامينات أو مستلزمات للحمل أو حتى أماكن آمنة للولادة، ما أدى إلى زيادة التشوهات في الأجنة وسوء التغذية بين الحوامل.
وأضاف: "إحدى الحوامل قالت لي شخصيًا إنها لم تأكل سوى رغيف خبز واحد خلال 48 ساعة".
تداعيات الحرب
واختتم حديثه قائلاً: "تداعيات الحرب ستستمر لسنوات حتى بعد توقفها، حيث سيحتاج المصابون إلى عمليات وعلاج طويل الأمد، نعمل بالكاد لتقديم خدمات إنقاذ الحياة، الأمور معقدة جدًا وكل يوم يمر يزيد من حجم الكارثة الصحية في غزة".
