توفي طفل يبلغ من العمر عامين، في مستشفى هداسا عين كارم بالقدس نتيجة مضاعفات مرض الحصبة، وذلك بعد عدم تلقيه التطعيم ضد المرض.
وحول هذا الخبر، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" مع الدكتور عبد اللطيف محاميد، اختصاصي طب الأطفال، الذي أوضح أن الحصبة مرض فيروسي معدٍ جداً، تسبب في مقتل ملايين الأشخاص تاريخياً في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط قبل بدء التطعيمات في الستينيات.
وشرح د. محاميد أن الحصبة تنتقل بسهولة بالغة، حيث يصاب 9 من كل 10 أشخاص معرضين للفيروس، مع أعراض واضحة مثل طفح جلدي يبدأ بالوجه وينتشر إلى باقي الجسم واحمرار العين مع بقع بيضاء في الحلق والتهاب الحلق.
وأضاف أن الوفاة ليست مباشرة من الحصبة نفسها، وإنما من مضاعفات مثل التهاب المخ والرئة، وتحدث غالباً للأطفال غير المطعمين.
وأشار إلى أن معظم حالات الإصابة الحالية في إسرائيل هي من مجتمعات متدينة ترفض التطعيم، وأن التطعيم المستخدم الآن هو لقاح MMR الذي يبدأ إعطاؤه في عمر السنة، ويُعطى جرعة ثانية بين عمر ٤ إلى ٦ سنوات.
وشدد على أن التطعيم ضروري ولا داعي للهلع في المجتمعات التي تتمتع بنسبة تغطية تطعيم عالية، لكن يجب الانتباه للطابع المعدي للمرض خاصة بناءً على تحركات الأطفال والأسفار.
وشدد على أهمية مراقبة علامات الحصبة مثل الطفح الجلدي والحمى والسعال والاحمرار بالعين ووجود بقع بيضاء على اللسان، داعياً لزيارة الطبيب فور الشك بهذه الأعراض.
وأضاف أن الأطفال الذين تسافر عائلاتهم إلى دول ذات انتشار للحصبة يجب التأكد من أنهم مطعمون، وأنه حتى الحالات المشتبه بإصابة الأطفال الذين تلقوا اللقاح ضمن ثلاثة أيام من ظهور الأعراض يمكن أن يتم توفير حماية لهم.
وأكّد د. محاميد أن التطعيم ضروري لكل الأعمار التي لم تتلق اللقاح، بما في ذلك الكبار الذين لم يُطعّموا سابقاً أو المصابون بأمراض مزمنة أو نقص مناعة، مؤكدًا أن اللقاح يُعطى مرتين فقط ولا يتكرر.
في إسرائيل، تم تسجيل 503 حالات إصابة بالحصبة منذ بداية انتشارها قبل ثلاثة أشهر، منهم 187 حالة نشطة، ويشكل الأطفال 81% منهم بمعظمهم غير مطعمين، وفق وزارة الصحة.
كما تحذر الوزارة من أن انخفاض معدلات التطعيم قد يؤدي إلى تفشي وشيك، مع توسيع مراكز التطعيم والدعوة لتغطية الأطفال بالكامل.