تحدث طلال القريناوي، رئيس بلدية رهط، عن الأزمة المستمرة في ضاحية 4 التي تضم 1600 قسيمة بناء تم تسويقها قبل 20 عاماً للأزواج الشابة، مشيراً إلى وجود عائلات تسكن المنطقة منذ زمن بعيد، تعاني بسبب غياب حلول جذرية لتنظيم أوضاعهم.
وأوضح قريناوي، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" أن الهدف من هذه التسوية كان منح العائلات حقوقها بتوفير قسائم بناء مطورة ومخططة جديدة، إلى جانب تعويضات مناسبة، "لكن للأسف لم تُنجز أي حلول حتى الآن رغم الجهود والتوجهات المتكررة للسلطات الإسرائيلية، التي لم تقدم نتائج مرضية".
العائلات تبادر لهدم البنايات لأسباب تنظيمية
ونفى حدوث هدم بيوت من قبل السلطات بشكل كبير، مبيناً أن العائلات نفسها بادرت إلى هدم بعض البنايات لأسباب تنظيمية، مضيفاً أن البلدية ضد الفوضى في المدينة، وتدعم التنظيم والنظام، خصوصاً في أكبر مدينة عربية في الداخل.
وأشار إلى أن هناك حالات استيلاء على أرصفة المشاة، وبناء كيوسكات لبيع الخضراوات والفواكه، بالإضافة إلى سرقة الكهرباء والمياه من المدارس، وهو ما يخلق مشكلة فوضى يصعب السيطرة عليها، مطالباً بضبط وتنظيم الوضع لصالح الجميع.
وفيما يتعلق بعمليات الهدم، أكد قريناوي أن البلدية تؤيد عمليات الهدم التي تسهم في تنظيم وترتيب الأحياء، لكنها تعارض الهدم العشوائي غير المنظم، مشدداً على ضرورة وجود تسويات تضمن حقوق السكان.
اتفاقيات بتوفير 20 قسيمة أرض للبناء
وحول مصير العائلات التي ستتضرر من عمليات الهدم، أشار إلى أن هناك اتفاقيات تقضي بتوفير حوالي 20 قسيمة أرض لبناء مساكن جديدة مؤقتة تتوفر فيها الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والبنية التحتية، بحيث تنتقل العائلات إليها، مؤكداً أن البلدية توافق على هذا الحل الإنساني وتدعم الناس في الانتقال الآمن.
وعن مدى وجود توترات أو احتكاكات بين الأهالي والشرطة أثناء عمليات الهدم، نفى قريناوي حدوث أي مواجهات، مؤكداً أن البلدية تعمل لتفادي النزاعات وأنها تدعم حقوق جميع السكان.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أما عن توزيع القسائم، أوضح أن الحقوق مخصصة للعائلات التي كانت تسكن في المنطقة قبل التخطيط الحديث، حيث تُمنح قسائم بناء وتعويضات عن البيوت التي بنتها قبل قيام الدولة، دون سجال قصص ملكية إذ أن الأرض ملك لدائرة أراضي إسرائيل جنوب رهط، ولا يوجد خلاف على موضوعها.
وختم قريناوي بالتأكيد على حق الأزواج الشباب الذين اشتروا قسائم قبل 20 عاماً في البناء، مطالباً بتحقيق العدالة والسماح لهم بالبدء في تشييد منازلهم، مؤكداً أن البلدية تدافع عن حقوق سكان رهط ضمن إطار التنظيم والنظام.
75 ألف نسمة في رهط
وتُعتبر مدينة رهط، الواقعة شمال مدينة بئر السبع، أكبر مدينة عربية بدوية في النقب، ويقطنها أكثر من 75 ألف نسمة، وتواجه تحديات تتعلق بالفقر، والبطالة، وضعف البنية التحتية.
وتأتي هذه العمليات ضمن حملة هدم متسارعة تشهدها منطقة النقب منذ بداية عهد الحكومة الإسرائيلية الحالية، حيث تم هدم أكثر من 5000 منزل ومنشأة، وتشير تقارير إلى أن وتيرة الهدم تضاعفت بنسبة تفوق 400%، في إطار مخططات تهدف إلى تقليص المساحة السكنية المتاحة لسكان النقب العرب، وحصرهم داخل البلدات المعترف بها رسميًا.
طالع أيضًا:
بحماية الشرطة..هدم عشرات المنازل والمنشآت في رهط بزعم البناء غير المرخص