أكد كريم جبران، مدير البحث الميداني في منظمة بتسيلم، أن القيادة الإسرائيلية باتت تُرسي واقعاً جديداً على الأرض الفلسطينية من خلال تنفيذ سياسة التهويد والضم التدريجي في الضفة الغربية، لا سيما في المناطق الغربية.
وأشار جبران في مداخلة هاتفية لبرنامج"يوم جديد"، على إذاعة الشمس، إلى أن الخطط الحكومية التي أطلقها وزير الأمن الإسرائيلي سموتريتش تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من مناطقهم، وتحويل القرى والمدن الفلسطينية إلى كانتونات معزولة لا تصلح للعيش أو التطور.
وأوضح أن هذه السياسة تتجسد بعدة أشكال، أهمها التوسع الاستيطاني المستمر، والعنف المكثف من قبل المستوطنين الذين باتوا يفرضون سيطرتهم على الأراضي الزراعية الفلسطينية، ويمنعون أصحابها من الوصول إلى محاصيلهم، كما تحدث عن الاعتداءات اليومية التي تتجاوز القرى البدوية إلى القرى الفلسطينية المكتظة.
وحذر "جبران" من أن هذه الممارسات تعكس تحوّلاً في الواقع الفلسطيني نحو مزيد من التهجير والقمع، حيث تم ترحيل أكثر من 40 تجمعاً فلسطينياً منذ 7 أكتوبر، مع طرد مئات الفلسطينيين من أراضيهم خلال السنتين الماضيتين.
وأشار إلى ارتفاع عدد الحواجز العسكرية التي تفصل بين القرى والمدن، إذ تفرض القيود على الحركة اليومية للفلسطينيين، مما يزيد من معاناة السكان ويحول دون تنقلهم بحرية لأسباب حياتية وعملية.
ودعا "جبران" المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف فاعل لإيقاف هذه السياسات التي تهدد مستقبل الفلسطينيين على أرضهم، مشيراً إلى أن جهود التوثيق التي تقدمها "بتسيلم" تُستخدم لتغذية تقارير المنظمات الدولية ووسائل الإعلام، إلا أن غياب الإرادة السياسية الدولية يترك هذه الممارسات دون رادع.
واختتم حديثه قائلًا: "استمرار الوضع على ما هو عليه وتكريس هذه السياسة يعني تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم يومي، وإنهاء أي إمكانية لتطوير مجتمعاتهم والحفاظ على هويتهم التراثية".
