يرى الدكتور حسين الديك، المحاضر في العلوم السياسية والمتخصص بالشأن الأمريكي، أن بنيامين نتنياهو شخصية ذكية جدا، واستطاع توظيف الأحداث التاريخية والمواقف السياسية، بشكل متقن، لصالح خطابه الحالي.
وقال في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، إن نتنياهو ربط بين ذكرى الحادي عشر من سبتمبر وعمليته التي نفذها في قطر، مشيرًا إلى أن المقاربة الإسرائيلية تمثل نصف المقاربة الأمريكية، حيث استخدمت واشنطن اغتيال أسامة بن لادن في باكستان كتبرير مشابه لهجوم نتنياهو على قيادة حركة حماس في قطر.
وأضاف: "خطاب نتنياهو باللغة الإنجليزية جاء موجهاً أساسًا للمجتمع الأمريكي والرأي العام الدولي، في محاولة لإضفاء شرعية على هذه العملية التي واجهت موجة انتقادات واسعة، خصوصًا بعد استهداف دولة ذات سيادة وصديقة للولايات المتحدة".
ويرى أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من العملية، وهو ما انعكس على الموقف الداخلي الإسرائيلي وعلى الساحة الدولية التي نددت بما حدث.
وأوضح "الديك" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبحث عن تأييد من أبرز حلفائه، لكنه في الواقع يواجه تراجعًا في الدعم الأوروبي التقليدي، خصوصًا من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة التي لعبت أدوارًا هامة في دعم إسرائيل منذ تأسيسها.
تغير الموقف الأمريكي
وتابع: "الولايات المتحدة بقيادة ترامب ما زالت تشكل ملاذًا لإسرائيل، خصوصًا مع امتلاكها حق الفيتو داخل مجلس الأمن، لكن هناك مؤشرات على تغيّر في الموقف الأمريكي على المدى المتوسط والبعيد".
كما قال إن خطاب نتنياهو يستخدم ذكريات الحادي عشر من سبتمبر بشكل مكثف لربطها بالهجوم الإسرائيلي الأخير، موضحًا أن هذا الحدث محفور في الوعي الأميركي ويُستخدم لاستمالة قطاعات متعددة من المجتمع الأمريكي، خصوصًا المسيحيين الإنجيليين الذين لهم دور أساسي في دعم إسرائيل سياسياً ودينياً.
