يحتفل المسيحيون اليوم بعيد الصليب، حسب التقويم الشرقي، وهو من الأعياد المسيحية الكبرى التي تحمل دلالات تاريخية وروحية عميقة.
وللحديث حول تاريخ هذا العيد وقصته التاريخية الدينية والعبرة من وراء الاحتفاء وإحياء هذا اليوم المقدس، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "احنا والشمس جيران"، مع الأب وليم أبو شقارة والذي قدم التهنئة بهذه المناسبة.
كما تطرق في حديثه إلى خلفيات العيد بدءًا من الإمبراطورة هيلانة وقصة الإمبراطور قسطنطين، حيث برزت الصراعات التاريخية بين الفرس والبيزنطيين التي أدت إلى ظهور حدث رفع الصليب كرمز خلاص للمسيحيين.
وشرح الأب وليم كيف استُعيد عود الصليب الذي كان بحوزة الملك الفارسي كيسرا، وكيف نجح الإمبراطور البيزنطي هرقل في استعادته وإعادته إلى القدس، مركزًا على قصة دخول هرقل المتواضع إلى المدينة ورفع الصليب على جبل الجلجثة.
كما أشار إلى أن قصة اكتشاف الصليب الحقيقي تمت بقيادة الملكة هيلانة التي طلبت البحث عن الصليب وسط أكوام من النفايات، وتم التأكد من صحة الصليب بعد شفاء امرأة مريضة بلمسه.
كما تناول الأب أبو شقارة الرموز التي ترافق الاحتفال بعيد الصليب مثل الرمان، الحبق (الريحان)، وشعل النار، موضحًا أن الرمان يرمز إلى وحدة الكنيسة وحياة المسيحيين، وأما الحبق فهو رمز للرائحة الطيبة والحياة والبركة، في حين أن شعلة النار كانت تُستخدم لإيصال خبر العثور على الصليب.
كما تطرق إلى أهمية زيارة كنيسة القيامة والجلجلة حيث لا يزال المكان يحمل أثر الصلب ويتم الاحتفال فيه حتى اليوم.
وشدد على دور الصليب كرمز للمحبة والمصالحة والخلاص، مستشهدًا بكلمات القديس بولس: "حاش لي إلا أن أفتخر بصليب ربنا يسوع المسيح".
ختامًا، دعا الأب وليم الجميع إلى الاحتفال بهذه المناسبة بتجديد الإيمان وتحمل مسؤولية نشر رسائل المحبة والخلاص التي يحملها الصليب، متمنياً للجميع عيدًا سعيدًا مليئًا بالبركة والسلام.