أكد الدكتور عبد كناعنة، المحاضر في جامعة تل أبيب، أن طرح موضوع نزع سلاح حزب الله في لبنان ليس واقعياً، معتبراً أنه يمثل محاولة لإثارة جدل داخلي يخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال إن الحزب لن يتنازل عن سلاحه، لأنه يمثل "جوهر وجوده ومضمون مقاومته" منذ تأسيسه.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أنه رغم مرور عام على اغتيال الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله، لم تؤد إلى إضعاف الحزب كما توقع البعض، بل أظهرت قدرته على إعادة تنظيم صفوفه.
ونقل عن الأمين العام الحالي نعيم قاسم رسالته الواضحة: "لسنا ضعفاء ولسنا بصدد التنازل عن سلاحنا"، موجهاً بذلك رسالة مزدوجة إلى الداخل اللبناني والخارج.
التغييرات الإقليمية .. هل غيرت موازين القوى؟
وأشار إلى أن التغييرات الإقليمية خلال العام الأخير، سواء في سوريا أو إيران، أثرت على موازين القوى لكنها لم تُحدث تحولاً استراتيجياً جذرياً.
وقال: "رغم الضربات القاسية التي تعرض لها الحزب، إلا أن المحور لا يزال متماسكاً، وما زالت إيران تدعم توجهاته".
وأضاف: "إسرائيل حققت مكاسب تكتيكية محدودة لكنها لم تُغيّر المشهد الإقليمي بشكل استراتيجي، حزب الله، برأيي ليس بالضعف الذي يسمح باجتثاثه، بل طور قدراته العسكرية والداخلية، بما في ذلك تصنيع السلاح داخل لبنان".
كما أشار إلى استمرار تدفق الأسلحة من سوريا، في ظل عجز النظام السوري عن السيطرة الكاملة على الجغرافيا.
وحول الموقف الأمريكي، لفت كناعنة إلى أن واشنطن ترفض تسليح الجيش اللبناني خشية أن تُستخدم هذه الأسلحة ضد إسرائيل، وهو ما يفاقم المعضلة اللبنانية.
ورأى أن الهدف من إثارة ملف نزع السلاح هو "إشغال حزب الله واللبنانيين بمعركة داخلية، بينما إسرائيل غارقة في أزماتها الداخلية وحربها في غزة".