قال خليل شاهين، مدير قسم الأبحاث في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات، إن البيان الفلسطيني الذي صدر بشأن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، لا يمكن اعتباره ترحيبًا بالخطة المطروحة، وإنما جاء في إطار "الترحيب بالجهود" على نحو حذر يشبه مواقف بعض الدول العربية والإسلامية.
وأوضح شاهين، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أنّ هذا الحذر يعكس سياسة البقاء التي تتبناها السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة، إذ لا ترغب في الدخول بمواجهة مباشرة لا مع إسرائيل ولا مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن البيان لم يتبنَّ تفاصيل الخطة، التي وصفها بأنها أقرب ما تكون إلى الموقف الإسرائيلي، بل تجاهل إمكانية إقامة دولة فلسطينية، حيث جدد نتنياهو تصريحاته باعتبار القدس "عاصمة أبدية لإسرائيل" واعتبار الضفة الغربية جزءًا من السيادة الإسرائيلية.
وأشار شاهين إلى أن الخطة تحمل في طياتها خطورة كبيرة، كونها تعيد إنتاج الانفصال بين غزة والضفة الغربية، وتفتح الباب أمام سيناريو "وصاية دولية" على غزة بغطاء أمريكي، مع أطراف مثل توني بلير. وهو ما قد يقود، بحسب تعبيره، إلى تحويل القطاع إلى "ريفييرا غزة" تُدار بترتيبات اقتصادية وإعمارية، بعيدًا عن أي تسوية سياسية حقيقية.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية لا تبدو مستعدة حاليًا للاستجابة لدعوات الحوار الوطني الفلسطيني لتشكيل رؤية مشتركة، وهو ما كان يمكن أن يعزز الموقف الفلسطيني في مواجهة الضغوط. لكنه أكد أن الرهان ما زال قائمًا على إمكانية استثمار أي مسار نقاشي لفرض مشاركة فلسطينية موحدة في أي مفاوضات قادمة، بما يقلل من محاولات تجاوز الفلسطينيين عبر مسارات إقليمية للتطبيع.
وختم شاهين بالقول إن الخطر القائم هو أن وقف إطلاق النار قد يتحول إلى مدخل لمسار سياسي شرق أوسطي أوسع، يقوم على التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، بدلًا من أن يكون مدخلًا لمفاوضات جدية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
