قال الصحفي عماد أبو شاويش من غزة، إن حالة من التفاؤل الحذر تسيطر على الشارع الغزي بعد إعلان الاتفاق الأخير لوقف الحرب، مشيرًا إلى أن الهدوء بدأ فعليًا منذ لحظة موافقة حركة حماس على وقف إطلاق النار قبل يومين، لكن القلق لا يزال حاضرًا في نفوس الناس.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس أن الطائرات الإسرائيلية توقفت عن إطلاق الصواريخ بشكل مباشر، إلا أن بعض التفجيرات لا تزال تُسمع في مناطق متفرقة، موضحًا أن اليوم الأول للهدنة شهد سقوط 22 ضحية رغم إعلان التهدئة من جانب واحد.
تفاؤل ممزوج بالخوف
وأوضح أبو شاويش أن سكان غزة مرّوا بتجارب مماثلة في السنوات السابقة، حيث انهارت اتفاقات وقف النار بعد أيام أو أسابيع، كما حدث في نوفمبر 2023 ويناير 2024، لذلك لا أحد يثق تمامًا في استمرارية الهدوء.
وقال: "نحن متفائلون ولكن بحذر، فقد اعتدنا أن الهدوء في غزة هشّ وسريع الانكسار"، مضيفًا أن الجميع يخشى العودة إلى مشاهد القصف والدمار في أي لحظة.
وأشار إلى أن الأطراف الدولية، من الولايات المتحدة إلى تركيا وقطر والسعودية، شاركت في ضمان الاتفاق، لكن الغزيين يشككون بوجود ضمانات حقيقية على الأرض.
حياة مثقلة بالتحديات
وتحدث أبو شاويش عن الواقع المعيشي الصعب بعد عامين من الحرب، قائلاً إن أولويات الناس لم تعد سياسية، بل معيشية بحتة: "المواطن اليوم يريد الأمان والمأوى والطعام والقدرة على إعالة أسرته بعد أن فقد كل شيء"، مشيرًا إلى انتشار السوق السوداء ونقص السيولة والبطالة الواسعة.
وفي ما يخص التعليم، أكد أن الغزيين يملكون قدرة كبيرة على التكيف، وأن العودة للتعليم الوجاهي ستكون ممكنة في المدارس التي لم تُدمّر أو حتى في الخيام والساحات العامة.
وختم حديثه قائلًا: "الغزيون يريدون فقط أن يعيشوا بكرامة بعد عامين من الحرب، وأن يضمنوا مستقبلًا آمنًا لأطفالهم، بعيدًا عن الخوف والانفجارات والدمار."
