تعرض حقل كورمور للغاز في إقليم كردستان العراق، لهجوم بطائرة مسيرة، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير وإصابة عدد من العمال، وفق ما أفادت مصادر أمنية ومسؤولون في الحقل، وأظهرت مقاطع مصورة تصاعد أعمدة الدخان من الموقع، فيما سارعت السلطات إلى تعليق العمليات بشكل كامل لحين استعادة الوضع الطبيعي.
توقف إمدادات الغاز وانقطاع الكهرباء
أكدت وزارتا الثروات الطبيعية والكهرباء في بيان مشترك أن الهجوم تسبب في توقف تصدير الغاز إلى محطات توليد الطاقة، ما أدى إلى انقطاع واسع للتيار الكهربائي في الإقليم.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الكهرباء في كردستان، أوميد أحمد، أن الطاقة انخفضت بنحو 2600 ميغاواط من أصل 4000 ميغاواط، ما تسبب بانقطاع نحو 80% من الكهرباء عن مناطق مختلفة، بما في ذلك مدينة السليمانية التي يقطنها مئات الآلاف من السكان.
أهمية حقل كورمور
يعد حقل كورمور، الواقع بين كركوك والسليمانية، من أكبر الحقول في إقليم كردستان، حيث يؤمن أكثر من 75% من قدرة توليد الكهرباء في المنطقة. ويعتمد أكثر من 6.5 ملايين شخص على إنتاجه لتأمين احتياجاتهم من الطاقة، وتعمل شركة دانة غاز الإماراتية على استثمار الحقل، فيما أكدت الوزارتان أنهما تتعاونان معها لمتابعة الحادث والتحقيق في ملابساته.
هجمات متكررة على الحقل
الحقل تعرض في الأشهر والسنوات الماضية لعدة هجمات، بينها هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ كاتيوشا، دون إعلان أي جهة مسؤوليتها عنها، ويأتي الهجوم الأخير بعد أيام قليلة من محاولة مشابهة مساء الأحد الماضي، تمكنت قوات الأمن الكردية من إحباطها، وهذه التكرارات تثير مخاوف جدية بشأن أمن البنية التحتية الحيوية في الإقليم، خاصة أن أي تعطيل للحقل ينعكس مباشرة على حياة السكان.
دعوات للتحقيق وضمان الاستقرار
بيان صادر عن وزارة الثروات الطبيعية في كردستان: "إن الهجوم على حقل كورمور يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الطاقة في الإقليم، وقد أدى إلى انقطاع واسع للكهرباء عن المواطنين، نؤكد أننا نعمل مع الجهات الأمنية والحكومة الاتحادية على التحقيق في ملابسات الحادث وضمان عدم تكراره، حفاظًا على استقرار الإمدادات وحياة العاملين."
وبهذا، يظهر أن الهجوم الأخير ليس حادثًا معزولًا، بل جزء من سلسلة تهديدات متكررة تستهدف البنية التحتية للطاقة في كردستان العراق، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لتعزيز الحماية وضمان استمرار الخدمات الأساسية للسكان.
طالع أيضًا:
