يرى الدكتور سليم بريك، المحاضر في العلوم السياسية، أن طلب بنيامين نتنياهو للعفو "لم يكن عفواً عاماً بالمعنى التقليدي، بل جاء أساساً للتأثير على الرأي العام والحلبة السياسية في إسرائيل".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن نتنياهو يهدف من خلال هذا الطلب المبطن إلى اختبار ردود فعل الشارع والإعلام، مشيراً إلى أن" الرسالة نفسها تضمنت نوعاً من الإهانة لمكتب الرئيس، حيث علم الرئيس بالأمر من وسائل الإعلام قبل أن تصل إليه الرسالة".
وتابع: "نتنياهو تحت ضغط المحاكم، يستخدم وسائل التهرب القانوني والادعاء بأمور أمنية لتجنب الإجابة على أسئلة المحكمة.. هذه التصرفات تعكس محاولة نتنياهو وضع نفسه فوق سلطة القانون، مستغلاً مفاهيم شعبوية متجذرة في المجتمع الإسرائيلي بشأن غياب تطبيق القانون بشكل متساوٍ".
ضغوط أمريكية
وأكد بريك أن طلب نتنياهو أثار تدخلاً أمريكياً مباشراً، مشيراً إلى ضغوط متكررة من الرئيس السابق دونالد ترامب على الرئيس الإسرائيلي، بهدف ترتيب تركيبة سياسية جديدة تقودها نتنياهو بعد إزالة آثار المحاكمات، لافتاً إلى أن الهدف الأمريكي يشمل تسهيل اتفاقيات مع السعودية وغيرها من الملفات الدولية.
وأوضح بريك أن أي استجابة لهذا الطلب قد تثير انتقادات واسعة من داخل إسرائيل، بينما رفضه قد يؤدي إلى صراعات داخل الائتلاف، وربما محاولات لتقليص صلاحيات الرئيس.
تهديد الديمقراطية الإسرائيلية
كما أشار إلى أن نتنياهو يهدد الديمقراطية الإسرائيلية، ويبتز السلطة القضائية من خلال فرض نفسه فوق القانون، مطالِباً بوقف الملاحقات، والتحكم في وسائل الإعلام، وإلغاء الإجراءات القضائية ضده.
وختم بريك بأن الأزمة تكشف عن التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة بين ممارسة القانون والحفاظ على الديمقراطية، مشدداً على أن الطريقة التي ستتعامل بها السلطة مع طلب نتنياهو ستحدد مستقبل الثقة بالقضاء وبالنظام السياسي في إسرائيل.
