شنت القوات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، حملة اقتحامات واسعة شملت مناطق متفرقة في الضفة الغربية، تزامنت مع مداهمة منازل المواطنين والعبث بمحتوياتها واعتقال عدد من الفلسطينيين، وسط انتشار عسكري مكثف في عدة مدن وبلدات.
نابلس: تفخيخ منزل وإخلاء عائلات
شهدت مدينة نابلس اقتحامات من عدة اتجاهات، منها حاجزي "دير شرف" و"صرة"، وصولًا إلى بلدة زواتا حيث داهمت القوات منزل عائلة الأسير الجريح عبد الكريم صنوبر في بلدة زواتا غربي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، فيما حولت جرافاته منزل الأسير أيمن غنام في بلدة عقابا شمال طوباس إلى ركام بعد هدمه.
وأفاد شهود عيان بأن المنزل استهدف على مرحلتين متتاليتين ما أدى لتدميره بالكامل، فيما أطلقت القوات قنابل صوت وغاز سام لمنع المواطنين من الاقتراب. واستمر تواجد القوات في بلدة زواتا بعد التفجير.
وكانت القوات قد داهمت البلدة فجر اليوم وأجبرت عائلة صنوبر والمنازل والعمارات المحيطة على الإخلاء، قبل أن تشرع في تفخيخ المنزل تمهيدًا لتفجيره، فيما أجبرت السكان في نحو 13 بناية على الإخلاء.
هذا، وأعلنت نقابة المدارس الخاصة ورياض الأطفال في المدينة، عن تعطيل الدوام في المدارس القريبة من عملية الاقتحام.
وهدمت الجرافات صباح اليوم الثلاثاء، منزلا في بلدة عقابا شمال طوباس، يعود لذوي الأسير أيمن ناجح غنام، ويتكون من طابقين بمساحة 180 مترا مربعا، وفق ما أفاد رئيس البلدية عبد الرازق أبو عرة.
وجاءت عملية الهدم بعد تعزيزات عسكرية دفعتها القوات إلى البلدة، بالتزامن مع استمرار الهجوم على طوباس وعقابا لليوم الثاني على التوالي.
الخليل: مداهمات قرب المستشفيات
وفي مدينة الخليل، اقتحمت القوات محيط مستشفيات "المحتسب" و"الهلال الأحمر" التخصصي، وساحة مستشفى "الملكي" في ضاحية الزيتون، بالإضافة إلى بلدتي بيت أمر وحلحول، ومنطقة كنار في مدينة دورا جنوب غربي المدينة، ما أثار حالة من التوتر في محيط هذه المرافق الحيوية.
جنين وطولكرم ورام الله: اعتقالات وتوسع ميداني
توسعت الاقتحامات لتطال بلدة ميثلون جنوب شرقي جنين، وبلدة قفين شمال طولكرم، وبلدة بيرزيت شمال رام الله. وخلال اقتحام الحارة الشرقية لطولكرم، اعتقلت القوات شابين، فيما استمرت التعزيزات العسكرية في مدينة طوباس لليوم الثاني على التوالي، مع إطلاق مكثف للقنابل الصوتية والرصاص.
إصابة في بيت لحم ومواجهات في أم صفا
أصيبت فتاة فلسطينية (35 عامًا) برصاص القوات قرب حاجز "مزموريا" شرقي بيت لحم، وتم نقلها إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج، وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وفي قرية أم صفا شمال رام الله، اقتحمت القوات المنطقة راجلة واحتجزت عددًا من الشبان، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت نحو المنازل، ما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان.
حصار مشدد ومعاناة الأهالي
رئيس المجلس المحلي في أم صفا أشار إلى أن القرية تواجه حصارًا مشددًا منذ بدء الحرب على غزة، مع إغلاق مدخليها الرئيسيين، الأمر الذي صعّب حركة السكان وأثر على الأراضي الزراعية والممتلكات.
كما سجلت أعمال تجريف وتوزيع إخطارات هدم واستيلاء على أراضٍ، بالإضافة إلى إحراق منازل ومركبات على يد مستوطنين تحت حماية القوات.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوتر الميداني في الضفة الغربية، حيث تتواصل الاقتحامات والاعتقالات بشكل يومي، ما يزيد من معاناة السكان ويهدد استقرار الأوضاع.
وفي بيان صدر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، جاء: "إن استمرار المداهمات والاعتداءات يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرض حياة المدنيين للخطر، ويستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لضمان حماية السكان وتوفير الدعم الطبي والإنساني اللازم."
وبهذا، يتضح أن المشهد في الضفة الغربية يشهد تصعيدًا ميدانيًا متواصلًا، يضع الأهالي أمام تحديات إنسانية وأمنية متزايدة.
طالع أيضًا:
تطورات الضفة الغربية| حملة اعتقالات عنيفة ووقوع إصابات واقتحام طوباس مجدداً
