أصدرت المحكمة العسكرية في معسكر "عوفر"، أمس الأربعاء، حكمًا بالسجن المؤبد على الأسير هايل عيسى عبد الجابر ضيف الله (59 عامًا) من بلدة رافات جنوب رام الله، إضافة إلى غرامة مالية قدرها مليون ونصف المليون شيقل، وقد مثل الأسير خلال الجلسة محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أكرم سمارة، الذي أكد أن الحكم يعكس سياسة التشديد المستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين.
خلفية الاعتقال
أوضحت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أن ضيف الله اعتُقل في أيلول/ سبتمبر 2024 بعد إصابته برصاص القوات الإسرائيلية، على خلفية تنفيذ عملية فدائية، وفي إطار ما وصفته الهيئة بسياسات العقاب الجماعي، جرى هدم منزل عائلته في آذار/ مارس 2025، ما تسبب في تهجير أفراد أسرته وتشريدهم.
ارتفاع عدد المحكومين بالمؤبد
أكدت الهيئة والنادي أن هذا الحكم يرفع عدد الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد إلى 115 أسيرًا، وهو رقم يعكس تصاعد الأحكام القاسية بحق الأسرى الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، ويشير إلى استمرار النهج العقابي في التعامل مع قضاياهم.
تقرير يكشف تدهور أوضاع الأسرى
في سياق متصل، كشف تقرير حديث صادر عن مكتب النائب العام في إسرائيل، ونقلته وسائل إعلام عبرية، عن تدهور غير مسبوق في أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، وأشار التقرير إلى أن المرحلة الحالية تعد من أسوأ ظروف الاحتجاز، حيث سُجلت حالات اكتظاظ شديد وضرب شبه يومي للأسرى، إضافة إلى حرمان وقمع غير مسبوق، واعتبر التقرير أن هذه الوقائع تمثل واحدة من أشد أزمات الاحتجاز، وتعكس خطورة الوضع الإنساني داخل السجون.
جهود هيئة الأسرى ونادي الأسير
أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير عن إطلاق آلية نشر يومية لمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بالقرارات الإدارية ونتائج الاستئناف الصادرة عن المحاكم العسكرية، في ظل الإجراءات التعسفية والتدهور المستمر في ظروف الاحتجاز.
وأكدت أن فرقها القانونية تعمل على مدار الساعة لرصد وتوثيق كل قرار جديد، بما في ذلك التمديدات والاستئنافات والقرارات الجوهرية، بهدف تمكين ذوي الأسرى والرأي العام من متابعة أوضاعهم بدقة ومسؤولية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وبيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير: "إن الحكم بالسجن المؤبد على الأسير هايل ضيف الله يرفع عدد المحكومين بالمؤبد إلى 115 أسيرًا، ونؤكد التزامنا برصد وتوثيق كل قرار صادر عن المحاكم العسكرية ونشره يوميًا عبر منصاتنا الرسمية، بما يعكس مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية في الدفاع عن حقوق الأسرى وكشف حجم الانتهاكات داخل السجون."
وبهذا، يتضح أن قضية الأسير هايل ضيف الله ليست مجرد حكم فردي، بل جزء من واقع أوسع يعكس تصاعد الأحكام القاسية وتدهور أوضاع الأسرى الفلسطينيين، في ظل جهود حقوقية متواصلة لتوثيق الانتهاكات والدفاع عن حقوقهم المشروعة.
طالع أيضًا:
قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين يثير الجدل .. وحقوقيون يحذرون من تداعياته
