سلّم الجيش الإسرائيلي إخطارات لأئمة مساجد قرية رأس طيرة جنوب قلقيلية، يطالبهم فيها بخفض صوت الأذان، بذريعة أنه يزعج المستوطنين في مستوطنة مجاورة أُقيمت على أراض فلسطينية مصادرة منذ عقود.
وقال أحمد راشد، رئيس مجلس الضبعة، إن الإخطارات وُزعت خلال الأيام الماضية على أئمة المساجد، وتضمنت تهديدات بمصادرة أجهزة الصوت واعتقال الأئمة في حال عدم الالتزام، مؤكدا أن هذه الخطوة تمثل تصعيدا جديدا في سياسة التضييق على السكان الفلسطينيين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن المستوطنة المقامة قرب القرية أُنشئت عام 1980 على أراضي تسع قرى فلسطينية، وابتلعت أكثر من عشرة آلاف دونم من الأراضي الزراعية، مشيرا إلى أنها من المستوطنات الكبرى التي شُيدت ضمن مخطط استيطاني واسع في الضفة الغربية.
وتابع: "المنطقة تعاني منذ سنوات من قيود مشددة، شملت مصادرة الأراضي، ومنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم، لا سيما بساتين الزيتون واللوزيات، إضافة إلى إقامة جدار الفصل العنصري عام 2002 الذي فاقم من عزل القرى ومنع استغلال الأراضي الزراعية بشكل شبه كامل".
ليست المرة الأولى
وأشار راشد إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها مطالب بخفض صوت الأذان، إذ شهدت قرى مجاورة محاولات مشابهة خلال الأشهر الماضية، لكنه شدد على أن ما يجري في رأس طيرة يمثل انتقالا من الضغوط غير المباشرة إلى التهديد الصريح.
وأكد أن صوت الأذان في القرية لم يتغير، وأن الأذان موحد في مساجد محافظة قلقيلية منذ سنوات، ولم يطرأ عليه أي تعديل قبل الإخطارات أو بعدها، قائلا إن"الهدف الحقيقي هو منع الفلسطيني من ممارسة حياته الطبيعية، ومحاولة دفعه إلى الرحيل عن أرضه".
وختم راشد حديثه قائلًا: "الأهالي سيواصلون التمسك بحقهم في أرضهم، ما يملكه المواطن الفلسطيني في مواجهة هذه الإجراءات هو الإرادة والصمود، رغم غياب أي حماية حقيقية أو مسارات قانونية منصفة".
