أعطت الظاهرة الخارجة عن السيطرة التي تدعى «رجال مجانين»، واقتباساتها الأنيقة التي تعود بنا إلى نيويورك أيام كينيدي عندما كان الرجال يرتدون ملابس أنيقة ويقيمون علاقات من دون حياء، رجال العصر الحديث خيالا خاصا عن «الجنس والمدينة».
ولكن السمة الملحوظة في مسلسل «رجال مجانين» هو التحول في الموضة الذي يقدمه هذا المسلسل. نرى، أن الرجلين الأكبر سنا - دون درابر ورئيسه روجر سترلينج - هما الشخصيتان اللتان ترتديان أفضل الملابس، فيما نجد مؤلفي الإعلانات الأنيقين غير راغبين في التصرف وفق العادات، ولذا لا يرتدون حتى رابطة عنق. وسريعا، تسخر حركة الهيبي من رابطة العنق وتصفها بأنها «طوق كلب» وتستخدم كلمة «بدلة» للإشارة إلى مفسدي المتع ذوي التفكير التجاري المحض.
وفي العقود التي تلت، تناولت مجموعة صغيرة من الأفلام ملابس الرجال، بدءا من «حافي القدمين في الحديقة» (1967)، و«راكب سهل» (1969)، وصولا إلى «بعد ساعات» (1985)، و«شيء شرس» (1986).
والآن نجد رابطة العنق في مكان آخر. وفي الوقت الحالي ربما يكون الرجل الثري الذي يبلغ من العمر 55 عاما صاحب أسوأ ملابس داخل الغرفة ويرتدي تي شيرتا فضفاضا وجينزا.
ويكون الشاب البالغ من العمر 25 عاما، الذي لديه نقود قليلة مرتديا معطفا أنيقا ورابطة عنق رفيعة تم شراؤها في «توب مان» من أجل أغنية. ويعتنق الشباب عناصر الأناقة التي توجد في مسلسل «رجال مجانين» بصورة لم يقم بها الرجال الأكبر سنا، ولا يقومون بها ولن يقوموا بها.
والنتيجة هي ظهور فارق كبير بين الرجال من جيل العشرينات والثلاثينات، وهؤلاء الذين في نهاية الأربعينات والخمسينات التي كانت البدلة بالنسبة لهم مربعة ومكعبة الشكل، وكان الاهتمام بالطريقة التي يبدو عليها الرجل يعد تخنيثا.
وتنتشر الأشياء التي تدلل على هذه الفجوة في معايير الأناقة في كل مكان.
ويمكن أن تنظر إلى المدونات الكثيرة التي تتحدث عن ملابس الرجال والمختصة بالأناقة الأوروبية الحديثة وتفصيلات المدرسة القديمة عن الزي الحسن.
ويمكن أن تلقي نظرة على ظهير فريق «سينسيناتي بنغالز» داني جونز، الذي يفضل البدل مزدوجة الصدر، ورابطات العنق الفراشية الشكل، والحديث عن «عودة الرجال الأنيقين».
ويصل الاتجاه من شارع ماديسون إلى المركز التجاري. وداخل شركة «بول ستوارت»، نجد أن معظم النمو في خط فينيس كول الأنيق، (والمرتفع الثمن)، حيث يقبل زبائن في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، وذلك حسب ما يقوله مايكل أوستروف، نائب الرئيس التنفيذي للمتجر.
وقد حصلت شركة ملابس الرجال «بروكس براذرز»، التي كافحت منذ الثمانينات من أجل استعادة السمعة التي اختطفها «رالف لورن»، على دفعة إلى حد ما من «رجال مجانين».
وقد جعلت الشركة من البدل الزي الرئيسي للشخصيات، حسب مواصفات مصمم الأزياء، جاني براينت.
وداخل «توب مان»، وهو الفرع المختص بملابس الرجال في «توب شوب» الشعبي، كانت المجموعة التي يطلق عليها ملابس «ذكية» - وهي ملابس متألقة تجمع بين العمل واللعب - من أفضل المبيعات داخل متجره الجديد داخل نيويورك.
ويقول غوردن هندرسون، مدير التصميم في «توب مان»: «أعتقد أن ذلك رد فعل ضد تجانس الملابس الكاجوال». ويضيف: «تظهرك البدلة على نحو أفضل.
وتوجد حاليا بدل تم تفصيلها لتناسب الشباب. ولم يكن ذلك موجودا من قبل، ولذا يعد ذلك شيئا جديدا بالنسبة لهم».
وقد أصبحت رابطات العنق تباع في المكان نفسه الذي تباع فيه الملابس الكاجوال التي تناسب أيام الإجازات.. حقا إنها فجوة. وتقوم «أميركيان أباريل» حاليا ببيع رابطات العنق حتى لا تكون متأخرة.
ويقول مارشال كوهين، المحلل الرئيسي في مجموعة «إن بي دي» التي تتابع مبيعات التجزئة: «الجيل الأقدم، الذي تجاوز الخامسة والأربعين، ينظر إلى النجاح على أنه القدرة على ارتداء ملابس غير رسمية، وكانوا ينظرون إلى ارتداء الجينز على أنه الإنجاز الأفضل».
ويستطرد كوهين: «ولكن الجيل الأكثر شبابا يريد ارتداء ملابس رسمية، ويتركون بصماتهم.
إنها في الواقع فجوة بين الأجيال هنا. أقوم بالتدريس داخل 3 كليات مختلفة، وأكون مندهشا من نمط ملابس بعض الطلبة. ما زالت الفتيات يأتين وهن يرتدين البيجامات والهودي، ويأتي الصبيان مرتدين البدل».
وتظهر بيانات مجموعة «إن بي دي» للعام الذي ينتهي في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) أن مبيعات الملابس المفصّلة بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 35 عاما و54 عاما تراجعت بنسبة 17 في المائة، فيما ارتفعت بين الرجال الذين تقع أعمارهم بين 25 عاما إلى 34 عاما بنسبة 4 في المائة.
ويقول روسل سميث (45 عاما)، وهو مؤلف كتاب «أناقة الرجال .. دليل ملابس الرجل المفكر»، وكاتب عمود استشاري في «جلوب آند ميل» في تورينتو: «يتمرد الشباب هذه الأيام ضد آبائهم الذين ولدوا في الخمسينات من القرن الماضي.
ولكن من المثير للدهشة، ومما يضعنا أمام مفارقة كبيرة، هو أن النموذج المعادي للآباء يتضمن بدلا مخططة وجيوبا مربعة الشكل».
وبعيدا عن كونها حركة مظهرية، ينظر الشباب إلى الفجوة في الأناقة على أنه شيء أساسي، مع الاعتراض على القول بأن مواليد جيل الخمسينات كانوا يرتدون ملابس رثة.
وهناك مثال نموذجي (ومرح) على هذا التوتر في مسرحية تروسي ليتس الجديدة «كعك مميز»، حيث يرتدي خلالها شخص من مواليد الخمسينات ملابس كاجوال، وينبهه إلى ذلك موظفه، الشاب الذكي.
وعندما يقول الرجل الأكبر سنا، آرثر: «أنا لم أواعد فتاة منذ وقت طويل»، يرد الشاب فرانكو، دون أن يحمل وجهه أي مشاعر: «من الصعب تصديق ذلك بسبب الملابس التي ترتدي، وبسبب كل شيء».
ويرد آثر، مكررا شعار جيله: «أحب أن أكون مستريحا». فيجبه فرانكو: «ربما تكون مستريحا، وإن من دون ملابس، ولكن لا يعني ذلك أن هذا يبدو جيدا».
ويستخدم المسلسل الجديد «وايت كولر» الذي يعرض على «يو إس إيه» الفجوة في الأناقة. ويجد الطيار البطل الفنان الشاب في المسلسل، نيل كافري، طريقه إلى خارج السجن وإلى داخل عزبة الأرملة العجوز، والأكثر من ذلك إلى دولاب زوجها القديم الذي يعود إلى مطلع الستينات.
ويفاجئ عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي المثقل بالعمل، ويقول: «تبدو مثل شخصية كارتونية».
ويجيب كافري، وهو يثبت قبعته: «هذا يشبه أعضاء فرقة (رات باك) الكلاسيكية وهذا (سي دوفور)!».
وكما هو الحال مع بارني ستينسون، عاشق النساء الحسن الثياب الذي يسخر دوما من أصدقائه ذوي الملابس الرثة في مسلسل «كيف قابلت والدتك» على «سي بي سي»، يمثل كافري انعكاسا أفضل للواقع في ما يتعلق بنظرة الجيل الأكثر شبابا للأناقة، مقارنة بالقالب الكامل داخل «رجال مجانين».
وبالنسبة لكافري، كما هو الحال مع معظم الشباب حاليا، يعد ارتداء البدل ورابطات العنق ليس مجرد خيار، ولكنه موقف يتحدى اللامبالاة والرتابة التي تطغى على ثقافة الملابس الكاجوال.
ويقول صامويل راسكوف (36 عاما)، وهو أستاذ القانون في جامعة نيويورك ومتخصص في قانون الأمن الوطني، ومن الصعب أن يشعر بالرضا عن زي معين: «لقد محا جين الأناقة جيلا»، وقد أعطى فكرة خطيرة عن الاتجاه الذي يراه منعكسا في طلابه.
ويقول: «هناك شعور بأن هذه العودة إلى الأناقة أو الوعي بالطريقة التي تبدو عليها عبارة عن محاولة من جانب شباب لاستعادة مجموعة من القيم كانت مسيطرة، في مرحلة ما، داخل المجتمع الأميركي ثم خفت سطوتها بعد ذلك، أشعر بالدهشة من الطريقة التي يشتري بها الشباب القهوة والطعام: الاهتمام بالجودة والأصالة وكون الشيء عضويا ومحليا، إنهم يمثلون رفضا لفكرة أن البضائع الاستهلاكية كافة سريعة الانقضاء، وستكون حتما مصنوعة في الصين وتم شراؤها داخل (وول مارت)».
وربما يصف مواليد الخمسينات هذا الاتجاه بأنها مرحلة سخيفة سوف يتخطاها الشباب قريبا، ولكن يحتمل بدرجة أقل، أن يدرسوا كيف ينظر إليهم بالمقارنة.
ويضيف السيد سميث، كاتب الأعمدة: «شاهدت الشباب الموجودين هناك، وأثارتني الخطابات التي تصلني من الأمهات.
ومن الخطابات التي تصلني دوما: (زوجي ترقى في مهنته، ولكن لا يزال يرتدي مثل صبي.
أشعر بالخجل بسبب عندما يترك المنزل. ماذا عساني أفعل؟) لا تصلني هذه الخطابات من نساء في العشرينات والثلاثينات».
وعليه، فإنه في عصر السخرية يطرح تساؤلا هاما: «على ضوء ارتباط مواليد الخمسينات باتجاهات الشباب كافة، بغض النظر عن مناسبته للعمر، لماذا يجب أن يكفوا عن ذلك؟ ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ أن يحسب أحدهم أنك أصغر بعشر سنين؟».
أعطت الظاهرة الخارجة عن السيطرة التي تدعى «رجال مجانين»، واقتباساتها الأنيقة التي تعود بنا إلى نيويورك أيام كينيدي عندما كان الرجال يرتدون ملابس أنيقة ويقيمون علاقات من دون حياء، رجال العصر الحديث خيالا خاصا عن «الجنس والمدينة».
ولكن السمة الملحوظة في مسلسل «رجال مجانين» هو التحول في الموضة الذي يقدمه هذا المسلسل. نرى، أن الرجلين الأكبر سنا - دون درابر ورئيسه روجر سترلينج - هما الشخصيتان اللتان ترتديان أفضل الملابس، فيما نجد مؤلفي الإعلانات الأنيقين غير راغبين في التصرف وفق العادات، ولذا لا يرتدون حتى رابطة عنق. وسريعا، تسخر حركة الهيبي من رابطة العنق وتصفها بأنها «طوق كلب» وتستخدم كلمة «بدلة» للإشارة إلى مفسدي المتع ذوي التفكير التجاري المحض.
وفي العقود التي تلت، تناولت مجموعة صغيرة من الأفلام ملابس الرجال، بدءا من «حافي القدمين في الحديقة» (1967)، و«راكب سهل» (1969)، وصولا إلى «بعد ساعات» (1985)، و«شيء شرس» (1986).
والآن نجد رابطة العنق في مكان آخر. وفي الوقت الحالي ربما يكون الرجل الثري الذي يبلغ من العمر 55 عاما صاحب أسوأ ملابس داخل الغرفة ويرتدي تي شيرتا فضفاضا وجينزا.
ويكون الشاب البالغ من العمر 25 عاما، الذي لديه نقود قليلة مرتديا معطفا أنيقا ورابطة عنق رفيعة تم شراؤها في «توب مان» من أجل أغنية. ويعتنق الشباب عناصر الأناقة التي توجد في مسلسل «رجال مجانين» بصورة لم يقم بها الرجال الأكبر سنا، ولا يقومون بها ولن يقوموا بها.
والنتيجة هي ظهور فارق كبير بين الرجال من جيل العشرينات والثلاثينات، وهؤلاء الذين في نهاية الأربعينات والخمسينات التي كانت البدلة بالنسبة لهم مربعة ومكعبة الشكل، وكان الاهتمام بالطريقة التي يبدو عليها الرجل يعد تخنيثا.
وتنتشر الأشياء التي تدلل على هذه الفجوة في معايير الأناقة في كل مكان.
ويمكن أن تنظر إلى المدونات الكثيرة التي تتحدث عن ملابس الرجال والمختصة بالأناقة الأوروبية الحديثة وتفصيلات المدرسة القديمة عن الزي الحسن.
ويمكن أن تلقي نظرة على ظهير فريق «سينسيناتي بنغالز» داني جونز، الذي يفضل البدل مزدوجة الصدر، ورابطات العنق الفراشية الشكل، والحديث عن «عودة الرجال الأنيقين».
ويصل الاتجاه من شارع ماديسون إلى المركز التجاري. وداخل شركة «بول ستوارت»، نجد أن معظم النمو في خط فينيس كول الأنيق، (والمرتفع الثمن)، حيث يقبل زبائن في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، وذلك حسب ما يقوله مايكل أوستروف، نائب الرئيس التنفيذي للمتجر.
وقد حصلت شركة ملابس الرجال «بروكس براذرز»، التي كافحت منذ الثمانينات من أجل استعادة السمعة التي اختطفها «رالف لورن»، على دفعة إلى حد ما من «رجال مجانين».
وقد جعلت الشركة من البدل الزي الرئيسي للشخصيات، حسب مواصفات مصمم الأزياء، جاني براينت.
وداخل «توب مان»، وهو الفرع المختص بملابس الرجال في «توب شوب» الشعبي، كانت المجموعة التي يطلق عليها ملابس «ذكية» - وهي ملابس متألقة تجمع بين العمل واللعب - من أفضل المبيعات داخل متجره الجديد داخل نيويورك.
ويقول غوردن هندرسون، مدير التصميم في «توب مان»: «أعتقد أن ذلك رد فعل ضد تجانس الملابس الكاجوال». ويضيف: «تظهرك البدلة على نحو أفضل.
وتوجد حاليا بدل تم تفصيلها لتناسب الشباب. ولم يكن ذلك موجودا من قبل، ولذا يعد ذلك شيئا جديدا بالنسبة لهم».
وقد أصبحت رابطات العنق تباع في المكان نفسه الذي تباع فيه الملابس الكاجوال التي تناسب أيام الإجازات.. حقا إنها فجوة. وتقوم «أميركيان أباريل» حاليا ببيع رابطات العنق حتى لا تكون متأخرة.
ويقول مارشال كوهين، المحلل الرئيسي في مجموعة «إن بي دي» التي تتابع مبيعات التجزئة: «الجيل الأقدم، الذي تجاوز الخامسة والأربعين، ينظر إلى النجاح على أنه القدرة على ارتداء ملابس غير رسمية، وكانوا ينظرون إلى ارتداء الجينز على أنه الإنجاز الأفضل».
ويستطرد كوهين: «ولكن الجيل الأكثر شبابا يريد ارتداء ملابس رسمية، ويتركون بصماتهم.
إنها في الواقع فجوة بين الأجيال هنا. أقوم بالتدريس داخل 3 كليات مختلفة، وأكون مندهشا من نمط ملابس بعض الطلبة. ما زالت الفتيات يأتين وهن يرتدين البيجامات والهودي، ويأتي الصبيان مرتدين البدل».
وتظهر بيانات مجموعة «إن بي دي» للعام الذي ينتهي في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) أن مبيعات الملابس المفصّلة بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 35 عاما و54 عاما تراجعت بنسبة 17 في المائة، فيما ارتفعت بين الرجال الذين تقع أعمارهم بين 25 عاما إلى 34 عاما بنسبة 4 في المائة.
ويقول روسل سميث (45 عاما)، وهو مؤلف كتاب «أناقة الرجال .. دليل ملابس الرجل المفكر»، وكاتب عمود استشاري في «جلوب آند ميل» في تورينتو: «يتمرد الشباب هذه الأيام ضد آبائهم الذين ولدوا في الخمسينات من القرن الماضي.
ولكن من المثير للدهشة، ومما يضعنا أمام مفارقة كبيرة، هو أن النموذج المعادي للآباء يتضمن بدلا مخططة وجيوبا مربعة الشكل».
وبعيدا عن كونها حركة مظهرية، ينظر الشباب إلى الفجوة في الأناقة على أنه شيء أساسي، مع الاعتراض على القول بأن مواليد جيل الخمسينات كانوا يرتدون ملابس رثة.
وهناك مثال نموذجي (ومرح) على هذا التوتر في مسرحية تروسي ليتس الجديدة «كعك مميز»، حيث يرتدي خلالها شخص من مواليد الخمسينات ملابس كاجوال، وينبهه إلى ذلك موظفه، الشاب الذكي.
وعندما يقول الرجل الأكبر سنا، آرثر: «أنا لم أواعد فتاة منذ وقت طويل»، يرد الشاب فرانكو، دون أن يحمل وجهه أي مشاعر: «من الصعب تصديق ذلك بسبب الملابس التي ترتدي، وبسبب كل شيء».
ويرد آثر، مكررا شعار جيله: «أحب أن أكون مستريحا». فيجبه فرانكو: «ربما تكون مستريحا، وإن من دون ملابس، ولكن لا يعني ذلك أن هذا يبدو جيدا».
ويستخدم المسلسل الجديد «وايت كولر» الذي يعرض على «يو إس إيه» الفجوة في الأناقة. ويجد الطيار البطل الفنان الشاب في المسلسل، نيل كافري، طريقه إلى خارج السجن وإلى داخل عزبة الأرملة العجوز، والأكثر من ذلك إلى دولاب زوجها القديم الذي يعود إلى مطلع الستينات.
ويفاجئ عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي المثقل بالعمل، ويقول: «تبدو مثل شخصية كارتونية».
ويجيب كافري، وهو يثبت قبعته: «هذا يشبه أعضاء فرقة (رات باك) الكلاسيكية وهذا (سي دوفور)!».
وكما هو الحال مع بارني ستينسون، عاشق النساء الحسن الثياب الذي يسخر دوما من أصدقائه ذوي الملابس الرثة في مسلسل «كيف قابلت والدتك» على «سي بي سي»، يمثل كافري انعكاسا أفضل للواقع في ما يتعلق بنظرة الجيل الأكثر شبابا للأناقة، مقارنة بالقالب الكامل داخل «رجال مجانين».
وبالنسبة لكافري، كما هو الحال مع معظم الشباب حاليا، يعد ارتداء البدل ورابطات العنق ليس مجرد خيار، ولكنه موقف يتحدى اللامبالاة والرتابة التي تطغى على ثقافة الملابس الكاجوال.
ويقول صامويل راسكوف (36 عاما)، وهو أستاذ القانون في جامعة نيويورك ومتخصص في قانون الأمن الوطني، ومن الصعب أن يشعر بالرضا عن زي معين: «لقد محا جين الأناقة جيلا»، وقد أعطى فكرة خطيرة عن الاتجاه الذي يراه منعكسا في طلابه.
ويقول: «هناك شعور بأن هذه العودة إلى الأناقة أو الوعي بالطريقة التي تبدو عليها عبارة عن محاولة من جانب شباب لاستعادة مجموعة من القيم كانت مسيطرة، في مرحلة ما، داخل المجتمع الأميركي ثم خفت سطوتها بعد ذلك، أشعر بالدهشة من الطريقة التي يشتري بها الشباب القهوة والطعام: الاهتمام بالجودة والأصالة وكون الشيء عضويا ومحليا، إنهم يمثلون رفضا لفكرة أن البضائع الاستهلاكية كافة سريعة الانقضاء، وستكون حتما مصنوعة في الصين وتم شراؤها داخل (وول مارت)».
وربما يصف مواليد الخمسينات هذا الاتجاه بأنها مرحلة سخيفة سوف يتخطاها الشباب قريبا، ولكن يحتمل بدرجة أقل، أن يدرسوا كيف ينظر إليهم بالمقارنة.
ويضيف السيد سميث، كاتب الأعمدة: «شاهدت الشباب الموجودين هناك، وأثارتني الخطابات التي تصلني من الأمهات.
ومن الخطابات التي تصلني دوما: (زوجي ترقى في مهنته، ولكن لا يزال يرتدي مثل صبي.
أشعر بالخجل بسبب عندما يترك المنزل. ماذا عساني أفعل؟) لا تصلني هذه الخطابات من نساء في العشرينات والثلاثينات».
وعليه، فإنه في عصر السخرية يطرح تساؤلا هاما: «على ضوء ارتباط مواليد الخمسينات باتجاهات الشباب كافة، بغض النظر عن مناسبته للعمر، لماذا يجب أن يكفوا عن ذلك؟ ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ أن يحسب أحدهم أنك أصغر بعشر سنين؟».
يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!