تابع راديو الشمس

أبرز ظواهر كأس الأمم الأوروبية يورو 2012

أبرز ظواهر كأس الأمم الأوروبية يورو 2012
وصل قطار بطولة كأس الأمم الأوروبية الرابعة عشرة إلى محطته الأخيرة معلناً فوز المنتخب الإسباني باللقب للمرة الثانية على التوالي عقب فوزه على نظيره الإيطالي في المباراة النهائية التي استضافها الاستاد الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف أمام قرابة 83 ألف متفرج.

وصل قطار بطولة كأس الأمم الأوروبية الرابعة عشرة إلى محطته الأخيرة معلناً فوز المنتخب الإسباني باللقب للمرة الثانية على التوالي عقب فوزه على نظيره الإيطالي في المباراة النهائية التي استضافها الاستاد الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف أمام قرابة 83 ألف متفرج.

استمتع الجمهور وعشاق كرة القدم على مدار ثلاثة أسابيع بواحدة من أقوى بطولات الأمم الأوروبية على مدار تاريخها وأكثرها ندية وجذباً للمشاهدين، وشهدت منافسات "يورو 2012" العديد من الظواهر المهمة التي جعلتها تكتب بحروف من ذهب في سجلات تاريخ الأمم الأوربية منذ أن انطلقت عام 1960، وهو ما جعلنا نتعرض بالتحليل والرصد لهذه الظواهر للوقوف على أبرز سمات البطولة والأسباب المنطقية لتألق بعض المنتخبات ووصولها بقوة إلى الأدوار النهائية وأسباب الخروج المبكر لمنتخبات أخرى كان وداعها الحزين صدمة حقيقية للعديد من عشاق كرة القدم في العالم أجمع.

دور أول مشتعل

 

يمكن القول إن الدور الأول تميز على نحو كبير جداً بتقارب المستويات في جميع المجموعات وتعلّق آمال أغلب المنتخبات حتى اليوم الأخير، كما أن تحولات شديدة ودراماتيكية شهدها هذا الدور تمثل في خروج فرق بدأت البطولة بقوّة وحقّقت الفوز في مبارياتها الأولى ثم تعرّضت لهزات كبرى أدّت إلى وداعها للمنافسات مبكّراً، فالمنتخب الروسي الذي غرّد في صدارة المجموعة الأولى منذ اليوم الأوّل بعد أن تغلّب على نظيره التشيكي بأربعة أهداف مقابل هدف عاد وودّع البطولة بوجه دراماتيكي عقب خسارته أمام المنتخب اليوناني حامل لقب البطولة قبل الماضية بهدف نظيف، فيما ودّع الكروات البطولة على نحو مأساوي وهم الذين اكتسحوا جمهورية أيرلندا في المرحلة الأولى بثلاثة أهداف مقابل هدف، وأخيراً لم يشفع الفوز على منتخب السويد القوي بهدفين مقابل هدف واحد لمنتخب الدولة المنظّمة أوكرانيا في التأهّل إلى الدور الثاني عقب تلقيه هزيمتين (0-2) أمام فرنسا و(0-1) أمام إنكلترا.

وعلى النقيض تماماً فهناك منتخبات بدأت البطولة ضعيفة أو مهتزّة المستوى ثم تمكّنت من تقديم أداء قوي عقب ذلك فاجأت به الجميع وتأهّلت من خلاله إلى رُبع النهائي، وبالتأكيد في مقدمة تلك المنتخبات، المنتخب التشيكي الذي افتتح البطولة بسقوط مدوٍّ أمام الروس ثم استفاق عقب ذلك وحقّق فوزين صعبين على اليونان (2-1) ثم على بولندا صاحبة الأرض والجمهور (0-1)، فيما افتتح المنتخب البرتغالي مباريات المجموعة الثانية بأداء باهت وهزيمة أمام الماكينات الألمانية، ثم استفاق عقب ذلك وحقّق فوزاً بالغ الصعوبة على نظيره الدنماركي بثلاثة أهداف مقابل هدفين قبل أن ينجو من فخ الطواحين الهولندية ويتغلّب عليها (2-1) في مباراة تقدّم فيها المنتخب الهولندي بهدف مبكر، وبالطبع لا يمكن أن ننسى المنتخب الإنكليزي الذي شكّك الكثيرون في إمكانية تأهّله إلى الدور الثاني عقب غياب عدد من أبرز لاعبيه عن تشكيلته بداعي الإصابة، إذ إن الفريق الملقّب بمنتخب الأسود الثلاثة شارك في البطولة دون فرانك لامبارد وغاريث باري إضافة إلى المدافع الصلب غاري كاهيل، وافتتح الإنكليز مسيرتهم في البطولة بتعادل صعب أمام فرنسا، ومع ذلك تمكّن الفريق من إنهاء مشاركته في الدور الأوّل بتصدّر المجموعة الرابعة الصعبة بعد جمعه سبع نقاط.

وأخيراً فإن دور المجموعات لم يخلُ من المفاجآت المدوّية لتكتمل أركان المُتعة، فودّعت روسيا بغرابة شديدة رغم أدائها الممتع، وخرجت هولندا صاحبة أقوى خط هجوم وأبرز تأهّل في التصفيات على نحو مؤسف بعد أن تلقّت ثلاث هزائم في المجموعة الثانية مع امتلاكها كتيبة هجومية متميّزة ضمّت روبن فان بيرسي هدّاف الدوري الإنكليزي وكلاس يان هونتيلار هدّاف الدوري الألماني، كلُّ هذه العوامل جعلتنا نطلق بامتياز على الدور الأوّل من "يورو 2012" : دور الإثارة والمتعة.

تذبذب المعدل التهديفي

 

من أبرز الظواهر التي شهدتها هذه البطولة التذبذب الواضح في معدل الأهداف المسجلة، فقد شهد الدور الأول ارتفاعاً واضحاً في الحصيلة التهديفية، واتسم بغزارة أهدافه وبتنوعها، كما تميز بجماعية الأداء في معظم الفرق التي جعلت أغلب الأهداف تأتي من جمل فنية رائعة تعتمد عدداً كبيراً من التمريرات السريعة التي كانت تنتهي دائماً بتمريرة حاسمة للاعب مسجل الهدف، وهذا هو السبب الرئيسي في أن معظم الأهداف التي سجلت في الدور الأول جاءت من تمريرات حاسمة.

وبالذهاب لحصيلة أهداف الدور الأول من البطولة نجد أنه تم تسجيل 60 هدفاً في 24 مباراة بمتوسط تهديفي بلغ 2.5 هدف في المباراة الواحدة، ومع أن هذه النسبة مرتفعة إلا أنها ليست الأفضل في تاريخ كأس الأمم الأوروبية منذ أن ارتفع عدد المنتخبات المشاركة فيها إلى ستة عشر فريقاً، فيورو 2000 التي استضافتها بلجيكا بالمشاركة مع هولندا تعد الأفضل من حيث عدد الأهداف في الدور الأول إذ تم تسجيل 65 هدفاً في مباريات المجموعات الأربعة، تليها بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004 التي أقيمت في البرتغال و شهدت 64 هدفاً في دورها الأول، فيما شهد يورو 2008 الماضي تسجيل 57 هدفاً في الدور الأول، وكانت الحصيلة الأقل في يورو 1996 الذي سُجل فيه 55 هدفاً في مباريات دور المجموعات.

والمثير في البطولة الحالية أن قوة خط الهجوم وزيادة عدد الأهداف المسجلة لم تشفع لعدد من المنتخبات في التأهل للدور الثاني، فالمنتخب الروسي ودع البطولة مع تسجيله خمسة أهداف، فيما تذيل المنتخب السويدي المجموعة الرابعة عقب تسجيله خمسة أهداف أيضاً وأحرز المنتخب الكرواتي أربعة أهداف قبل أن يخرج أيضاً من الدور الأول.

 

وعلى النقيض تماماً تأهل المنتخب اليوناني إلى الدور الثاني بعد تسجيله ثلاثة أهداف فقط في المجموعة الأولى، فيما امتلك المنتخب الأيرلندي لقب الأسوأ في البطولة على الإطلاق بعد أن دخل مرماه تسعة أهداف وسجل هدفاً واحداً فقط، والواضح هنا بوجه عام أن القوة الدفاعية هي البوابة التي من خلالها تمكن عدد كبير من المنتخبات من العبور إلى الدور الثاني، فالمنتخب اليوناني على سبيل المثال اهتزت شباكه ثلاث مرات فقط وحافظ على نظافة شباكه في مباراته أمام روسيا، وكان هذا هو السبب الرئيسي في تأهله للدور الثاني، أما المنتخب السويدي فمع تألقه اللافت وتسجيل لاعبيه خمسة أهداف في شباك أوكرانيا وإنكلترا وفرنسا إلا أنه ودع بعد أن تلقت شباكه خمسة أهداف أيضاً والمعنى واضح هنا وهو أن القوة الدفاعية هي العامل الأول المساعد في نجاح المنتخبات واجتيازها عقبة الدور الأول.

ومع أن البداية التهديفية في البطولة كانت قوية إلا أن تراجعاً حاداً في معدل الأهداف شاهدناه في المراحل النهائية ابتداءً من الدور ربع النهائي، ويرجع ذلك بصورة كبيرة إلى تقارب مستويات المنتخبات التي تواجهت بداية من الدور الثاني، فالمباراة الوحيدة التي شهدت غزارة تهديفية هي الأعلى على الإطلاق في البطولة كانت مباراة ألمانيا واليونان التي انتهت بفوز الماكينات الألمانية بأربعة أهداف مقابل هدفين، فيما جاءت معظم المباريات الأخرى قليلة في نسبة الأهداف، فمعدل الأهداف تراجع في ربع النهائي إلى هدفين تقريباً في المباراة الواحدة حيث تم تسجيل تسعة أهداف في أربع مباريات، وواصل تراجعه في الدور نصف النهائي إلى 1.5 هدف في المباراة الواحدة، إلا أن هذا التراجع التهديفي اختفى تماماً في المباراة النهائية بسبب التباين الكبير بين المنتخبين الإسباني والإيطالي الذي برز منذ الدقائق الأولى للقاء، حيث انهار الأزوري تماماً وصال لاعبو إسبانيا وجالوا، وانتهت المباراة بأن سجل الماتادور ثاني رباعياته في البطولة عقب الأولى في مرمى جمهورية أيرلندا.

لغز الماكينات الألمانية

 

أصبح المنتخب الألماني لغزاً محيراً لكل متابعيه، ففي البطولة الرابعة على التوالي يقدم الألمان أبرز العروض وأقواها ويبهرون الجميع بكرتهم الهجومية الممتعة وبنجاعة خططهم الهجومية التي تترجم دائماً إلى أهداف غزيرة تجعلهم المنتخب الأكثر تهديفاً في معظم البطولات التي شاركوا فيها، ومع ذلك فالفريق دائماً ما تتكسر طموحاته في الدور نصف النهائي على نحو غير متوقع ففي مونديال 2006  كان المنتخب الألماني هو أكثر المنتخبات المسجلة للأهداف في البطولة برصيد 14 هدفاً أحرزت في سبع مباريات بمعدل تهديفي بلغ هدفين في المباراة، ومع ذلك فقد الفريق اللقب في الدور نصف النهائي عقب خسارته بهدفين دون رد.

الحال نفسه تكرر في كأس الأمم الأوروبية الماضية عندما تقدم الألمان بخطى ثابتة حتى وصلوا إلى المباراة النهائية بعد أن سجلوا عشرة أهداف في ست مباريات، و فقد الفريق مرة أخرى تركيزه في الأمتار الأخيرة وسقط أمام إسبانيا في المباراة النهائية بهدف دون رد فضاع حلم الفوز بالبطولة لأول مرة منذ عام 1996، وتكرر الأمر بصورة أكثر غرابة وقسوة على الجمهور الألماني الذي دائماً ما ترفعه نتائج الـ"مانشافت" إلى عنان السماء، ثم تهبط به بسرعة وشدة على أرض الواقع، ففي مونديال 2010 دشن المنتخب الألماني مشاركته برباعية نظيفة في مرمى أستراليا ثم كرر رباعياته مرتين الأولى كانت في شباك المنتخب الإنكليزي (4-1) في الدور ثمن النهائي، والثانية كانت في شباك المنتخب الأرجنتيني في ربع النهائي (4-0)، ثم اصطدم الألمان مرة أخرى بالماتادور الإسباني في نصف النهائي، وفجأة ودون مقدمات فقدوا كل فاعليتهم الهجومية وكل حلولهم في اختراق دفاعات الخصوم وخسروا بغرابة (0-1) ففقدوا اللقب في الأمتار الأخيرة مجدداً.

وتكرر الحال في أمم أوروبا الحالية، فالمنتخب الألماني الذي كان الوحيد الذي نجح في حصد العلامة الكاملة في الدور الأول بثلاثة انتصارات متتالية على البرتغال (1-0) وعلى هولندا (2-1) ثم على الدنمارك بهدفين مقابل هدف واحد أيضاً قبل أن يكتسح المنتخب اليوناني (4-2) في ربع النهائي، عاد وسقط عقب ذلك أمام إيطاليا بغرابة (1-2) في مباراة لم يقدم فيها الألمان أي ملمح مما قدموه في المباريات السابقة.

ومن الممكن تحديداً في هذه البطولة أن يكون السبب في التراجع هو الأداء الدفاعي المهتز للماكينات الألمانية، فلم نعتد أن تهتز شباك المنتخب الألماني ست مرات في خمس مباريات، إلا أن السبب الأكثر وضوحاً هو انخفاض معدل أعمار الفريق بوضوح الأمر الذي يجعله دائماً يفتقد الخبرة وأحياناً الثقة بالنفس في المباريات الحاسمة، فالـ"مانشافات" يبلغ متوسط  أعمار لاعبيه 24.5 عاماً، وهو أصغر معدل أعمار في البطولة، ويمكن القول: إن افتقاد عدد كبير من لاعبي ألمانيا للخبرة جعلهم لا يستطيعون التغلب على حالة الصدمة والإحباط التي لحقت بهم عند تسجيل ماريو بالوتيلي الهدف الأول لإيطاليا في نصف النهائي في وقت كان فيه المنتخب الألماني هو الأكثر ضغطاً والأكثر استحواذاً على الكرة والأقرب للتسجيل.

وبوجه عام فإن المنتخب الألماني يظل من أفضل المنتخبات العالمية وأقواها ويظل مرشحاً فوق العادة للتتوّيج في البطولات التي يشارك فيها وأقربها الآن مونديال 2014 القادم شريطة أن يحافظ مدربه يواكيم لوف على تشكيلته الحالية بقدر الإمكان لضمان توفر عناصر الخبرة التي غالباً ما تحسم المواقف الصعبة والحاسمة في مثل تلك البطولات.

بطولة المخضرمين بامتياز

اعتدنا جميعاً أن تفرز لنا البطولات الكبرى أسماء جديدة صاعدة أثرت في منتخباتها وصنعت الفارق وشكلت مفاجأة للخصوم، وفي كأس الأمم الأوروبية الرابعة عشرة نجد أن الكلمة العليا في البطولة كانت للاعبين الكبار أصحاب الخبرة الذين تخطى معظمهم الثلاثين عاماً، وكان هؤلاء اللاعبون عامل الثقل في منتخباتهم بل وعامل الحسم في معظم المباريات.

آندريا بيرلو

 

لاشك أن لاعب يوفنتوس الإيطالي آندريا بيرلو صاحب الـ 33 عاماً الذي خاض مع منتخب بلاده 89 مباراة دولية سجل فيها عشرة أهداف كان هو الأبرز في صفوف الأزوري بل هو صاحب الإنجاز الحقيقي خاصة في مباريات إيطاليا الأولى في "يورو 2012" عندما كان الفريق يواجه مصاعب كبيرة في الفوز أو التعادل أمام الفرق المنافسة.

فلاعب ميلان الإيطالي السابق الذي نجح في قيادة فريقه الجديد إلى التتويج بلقب الدوري الإيطالي في موسمه المنصرم لم يغب عن أي دقيقة خاضها المنتخب الإيطالي في البطولة، حيث شارك في 480 دقيقة على مدار خمس مباريات صنع خلالها هدفين وسجل هدفاً من ركلة ثابتة رائعة في شباك المنتخب الكرواتي، وكان طوال مباريات الأزوري في البطولة هو قلب فريقه النابض وعقله المفكر، فموقعه في الملعب دائماً ما يكون أمام المدافعين وخلف لاعبي الوسط المهاجمين وبالتأكيد فإن هذا المركز يتيح له دائماً  أن تبدأ الهجمات من عنده كما يتيح له أن يستحوذ على الكرة لأطول فترة ممكنة عندما يكون فريقه في حالة ارتباك أو تشتت نتيجة الهجمات المتلاحقة من المنتخبات التي واجهها المنتخب الإيطالي تماماً مثلما حدث في بداية مباراة إيطاليا أمام إنكلترا وأيضاً في الربع الأول من زمن مباراة الأزوري أمام ألمانيا.

ستيفان جيرارد

 

عندما تأهب المنتخب الإنكليزي للمشاركة في "يورو 2012" كانت كل المؤشرات تشير إلى أن منتخب الأسود الثلاثة لن يبرح الدور الأول بأي حال من الأحوال بسبب الغيابات المؤثرة التي تعرض لها في وقت حرج قبل انطلاق البطولة مباشرة، إلا أن الإنكليز خاضوا مع ذلك بطولة جيدة بكل المقاييس، ويمكن القول إن أداءهم في المجموعة الرابعة كان الأفضل على الإطلاق في تاريخ مشاركة المنتخب الإنكليزي في الدور الأول ضمن أي بطولة كبرى خاضها في السابق، إذ إن الفريق تعادل مع فرنسا (1-1) ثم فاز على السويد (3-2) وأوكرانيا الدولة المنظمة (1-0).

وأكد جميع متابعي البطولة أن الذي يقف وراء التألق الكبير للمنتخب الإنكليزي في الدور الأول هو خبرة وتألق نجم ليفربول ستيفان جيرارد العائد من إصابة طويلة أبعدته معظم مباريات الموسم الماضي عن فريقه، فقد كان أبرز لاعب في فريقه في المباريات الأربعة التي خاضها في الدور الأول، ومع كونه لاعب ارتكاز في المقام الأول فقد كان هو الصانع الأول لأهداف فريقه في البطولة بل هو الأكثر صناعة للأهداف في البطولة مع كل من دافيد سيلفا الإسباني والروسي آرشافين برصيد ثلاث تمريرات حاسمة، أولها عندما أهدى من ركلة ثابتة تمريرة رائعة للمدافع جوليون ليسكوت سجل منها هدف بلاده الوحيد في مرمى المنتخب الفرنسي، والثانية عندما مرر كرة بينية رائعة لآندي كارول سجل منها هدف بلاده الأول في مرمى السويد، أما الثالثة الأخيرة فكانت عرضيته من الجهة اليمنى التي تهيأت لواين روني فسجل هدف إنكلترا الوحيد في مرمى أوكرانيا.

إيكر كاسياس

 

حارس المنتخب الإسباني وقائده البالغ من العمر 31 عاماً الذي خاض مع منتخب "لا فوريا روخا" 136 مباراة دولية، هو الحارس الأفضل في البطولة دون منازع ويعتقد الكثيرون أن "يورو 2012" هي المحطة الأبرز في مسيرته، حافظ على شباكه وساعد دفاعه على أن يكون هو الأقوى في البطولة حيث لم تهتز شباكه طوال مباريات البطولة إلا مرة واحدة فقط.

خاض كاسياس مباريات المنتخب الإسباني كاملة في البطولة بمجموع دقائق بلغ 480 دقيقة، واستطاع أن يتصدى للعديد من الكرات الصعبة طول مسيرة إسبانيا في البطولة خاصة في مباراة البرتغال التي تصدى فيها لأول تسديدات البرتغال في الركلات الترجيحية وسددها موتينيو ويعتقد الكثيرون أنها أهم كرة تصدى لها إيكر في البطولة خاصة أنها أعادت التوازن والأمل للاعبي إسبانيا لأنها جاءت عقب ركلة الترجيح التي أضاعها تشابي ألونسو في بداية تسديد ركلات الترجيح ضمن المباراة ذاتها.

انتفاضة رائعة للبرتغال

 

لفت المنتخب البرتغالي الأنظار إليه بشدة لتطور مستواه أثناء البطولة بوضوح، فبداية الفريق في "يورو 2012"  كانت مهتزة جداً وغير مقنعة إطلاقاً، ولكنه أثبت رويداً رويداً أنه رقم صعب في المنافسات.

فالبرتغال كانت بدايتها متواضعة أمام ألمانيا وخسرت بهدف دون رد، ثم حققت فوزاً باهتاً على الدنمارك (3-2) قبل أن يفاجئ البرتغاليون الجميع ويقلبون تخلفهم إلى فوز هولندا، فخرجت الطواحين الهولندية من الدور الأول بغرابة وانتقل رونالدو ورفاقه إلى ربع النهائي، الذي تمكن فيه البرتغاليون من فرض كلمتهم على جمهورية التشيك وعبروا بهدف نظيف سجله رونالدو في الدقائق الأخيرة من زمن اللقاء.

مواجهة نصف النهائي التي جمعت بين البرتغال وإسبانيا كانت أصعب العقبات التي واجهها الماتادور الإسباني خلال مسيرته الذهبية في البطولة، فهي المباراة الوحيدة التي عجز الإسبان عن التسجيل فيها، كما أن المنتخب البرتغالي هو الوحيد الذي تمكن من مجاراة "لا فوريا روخا" بقوة وكاد أن يخرجه لولا ركلات الترجيح التي ابتسمت لكاسياس ورفاقه في النهاية.

وبالتأكيد فقد خرج البرتغاليون من ربع النهائي مرفوعي الرأس، بعد أن خاض الفريق ست مباريات سجل خلالها ستة أهداف وقام لاعبوه بـ 35 تسديدة بين القائمين والعارضة وحصلوا على 41 ركلة ركنية، كما جاء الفريق في المركز الخامس من حيث عدد التمريرات برصيد 2480 تمريرة منها 1636 تمريرة صحيحة.

بطولة استثنائية للأزوري

 

المنتخب الإيطالي أيضاً قدم بطولة تاريخية مع أنه سقط برباعية نظيفة أمام إسبانيا في المباراة النهائية، بل يمكن القول إنها البطولة الأفضل على الإطلاق للأزوري منذ  نهائيات كأس العالم عام 1990 التي استضافتها إيطاليا على أرضها، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً الأداء الجيد للمنتخب الإيطالي في كأس الأمم الأوروبية عام 2000 التي صعد فيها الإيطاليون إلى المباراة النهائية، إلا أن البطولة الحالية تفوق فيها رجال المدرب المتألق برانديلي على أنفسهم، على الرغم من البداية الـ"عادية" التي استهل بها الفريق مسيرته في البطولة.

افتتح المنتخب الإيطالي مسيرته في البطولة على استحياء بتعادل صعب مع إسبانيا (1-1) ثم تعادل آخر مع كرواتيا بالنتيجة ذاتها، ثم فوز متوقع وباهت على جمهورية أيرلندا بثنائية نظيفة، إلا أن الأزوري انطلق بقوة بداية من الدور ربع النهائي، حتى أن الكثيرين من الخبراء اعتبروا أن الفريق "ولد" في مباراة ربع النهائي أمام إنكلترا التي قدم فيها أداءً قوياً وكان الأحق بالفوز قبل أن تبتسم له ركلات الترجيح، ثم أكد الإيطاليون جدارتهم في نصف النهائي بفوز رائع على الماكينات الألمانية بهدفين مقابل هدف أحرزهما أحد مكاسب هذه البطولة ونجومها الفهد الأسمر ماريو بالوتيلي.

ومع الانهيار أمام الماتادور الإسباني في النهائي فإن هذه البطولة ستظل خالدة في أذهان محبي وعشاق المنتخب الإيطالي لفترة طويلة بالتأكيد، فقد خرج منها الأزوري مرفوع الرأس بعد أن سجل لاعبوه ستة أهداف وقاموا بعمل 61 محاولة على المرمى ذهبت بين القائمين والعارضة، وهو أعلى رقم للتسديد على المرمى بين جميع المنتخبات المشاركة في البطولة، كما أن الفريق جاء في المركز الثاني بين أكثر المنتخبات تمريراً في البطولة برصيد 3918 تمريرة، منها 2913 تمريرة صحيحة.

جمهورية أيرلندا الأسوأ

 

من بين الستة عشر منتخباً التي شاركت في البطولة سطّر منتخب جمهورية أيرلنداً رقماً صعباً يتكرر كثيراً ألا وهو أنه كان الأسوأ على الإطلاق في كل أوجه البطولة، فالفريق الذي يدربه الإيطالي القدير جيوفاني تراباتوني أكبر مدربي البطولة "73 عاماً" سيطر تماماً على جميع الأرقام السلبية في البطولة.

احتل الأيرلنديون قائمة أضعف خط هجوم برصيد هدف واحد فقط سجله شون سانت ليدجر في مرمى كرواتيا في مباراة الفريقين في المجموعة الأولى ضمن المرحلة الأولى من مباريات الدور الأول، كما أن المنتخب الأيرلندي كان صاحب أضعف خط دفاع في البطولة بعد أن اهتزت شباكه تسع مرات في ثلاث مباريات فقط خاضها في الدور الأول، إضافة إلى أن لاعبه كيث أندروز كان واحداً من ثلاثة لاعبين في البطولة حصلوا على بطاقة حمراء، فيما منح مهاجمو المنتخب الأيرلندي فريقهم لقب أقل منتخبات البطولة فاعلية على المرمى بعد أن سددوا 11 تسديدة فقط بين القائمين والعارضة "الأفضل كان المنتخب الإيطالي برصيد 61 تسديدة".

من جهة أخرى فإن المنتخب الأيرلندي هو أقل منتخب في البطولة قام بتمرير الكرة حيث مرر لاعبوه 1249 تمريرة منها 725 تمريرة صحيحة فقط وهو رقم يمثل 18.5% فقط من إجمالي عدد التمريرات الصحيحة للمنتخب الإسباني.

وفي النهاية كانت تلك محاولة لرصد أبرز ظواهر كأس الأمم الأوروبية الرابعة عشرة "يورو 2012"، البطولة التي سجلت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الأوروبية بسبب مستواها المرتفع ومفاجآتها المدوية، وبسبب النهاية التاريخية التي آلت إليها باكتساح المنتخب الإسباني لنظيره الإيطالي برباعية نظيفة وفوزه باللقب للمرة الثانية على التوالي لأول مرة في تاريخ البطولة.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول