المسلسل يستعرض تفاصيل الحياة في مصر خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي وخاصة العلاقات المتشابكة بين اليهود المصريين./ لم يتحدد بعد اسم الممثلة المقرر أن تقوم بدور الجاسوسة أعلنت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي أنها تعمل حاليا على إنجاز مسلسل تلفزيوني جديد تدور أحداثه حول شخصية الممثلة المصرية الراحلة «كاميليا» (1919- 1950) التي رحلت في حادث تفجير طائرة ركاب متجهة إلى روما فوق الأراضي المصرية لا تزال تفاصيلها غامضة حتى الآن. وقالت الدغيدي إنها عقدت جلسات عمل مطولة مع مؤلف المسلسل علاء حيدر للبدء في مراحل التنفيذ خاصة وأن النص كان مكتوبا كفيلم سينمائي قبل أن يتفقا على تحويله إلى مسلسل تليفزيوني نظرا لطبيعة الأحداث التي تضمها القصة والفترة الزمنية الهامة التي تدور فيها. وتعد كاميليا شخصية شهيرة ليس فقط لكونها ممثلة معروفة في الأربعينيات من القرن الماضي ولكن نظرا لشبكة علاقاتها الواسعة والشائعات التي أثيرت حولها بينها اتهامها بالتجسس لصالح إسرائيل وعلاقتها القصيرة بالملك فاروق الثاني والفنان الراحل رشدي أباظة وانتهاء بحادث مقتلها الغامض. ولم تحدد الدغيدي حتى الآن اسم الممثلة المقرر أن تقوم بدور كاميليا في المسلسل رغم أن لديها حسب قولها عددا من المرشحات المصريات والعرب كما لم تحدد بعد موعد بدء التصوير أو أماكن التصوير المقرر أن تكون في عدة دول عربية وأجنبية. وقال المؤلف علاء حيدر إن المسلسل يكشف تفاصيل تعلن للمرة الأولى حول السنوات الأخيرة في حياة كاميليا مستمدة من وثائق فرنسية سرية اطلع عليها خلال عمله كمدير لمكتب وكالة الأنباء المصرية الرسمية في باريس تظهر على عكس الشائع أن الفنانة المسيحية كانت تتعاون مع جهات الأمن المصرية في كشف شبكات الجاسوسية الإسرائيلية وأن ذلك ربما كان سببا في مقتلها. وأوضح حيدر أن كاميليا جاهدت طويلا لإثبات ديانتها المسيحية حيث ولدت في مدينة الأسكندرية لأم مصرية مسيحية وأب فرنسي مسيحي كان يعمل خبيرا في قناة السويس حملت منه أمها دون زواج ليغادر مصر إلى أفريقيا للعمل قبل أن تولد مما جعل أمها تتزوج تاجرا يهوديا ميسورا هو فيكتور ليفي كوهين لتربية إبنتها وهو الرجل الذي حملت الفتاة اسمه لاحقا. ومن المقرر وفقا للمؤلف أن تبدأ أحداث المسلسل بقصة مولد الفتاة «ليليان فيكتور ليفي كوهين» وهو الاسم الحقيقي لكاميليا ثم علاقتها بالممثل والإعلامي أحمد سالم أول من اكتشفها كممثلة وعلاقتها بالفنان المصري الكبير يوسف وهبي الذي اشترى حق استغلالها الفني من أحمد سالم بثلاثة آلاف جنيه وهو رقم باهظ في ذلك الوقت. ويستعرض العمل تفاصيل قصة الحب العنيفة التي جمعت كاميليا بالفنان المصري الكبير رشدي أباظة والتي انتهت بمقتلها في تفجير طائرة «تي دبيلو إيه» الأميركية في 31 أب1950 بعد أن تواعدا على الزواج فور عودتها من رحلة إلى سويسرا وفرنسا. وقدمت كاميليا خلال 4 سنوات فقط هي كل مسيرتها الفنية 19 فيلما سينمائيا أولها "القناع الأحمر" 1946 وأشهرها "بابا عريس" و"إمرأة من نار" و"صاحب الملاليم" و"فاتنة" و"القاتلة" و"المليونير" و"الطريق إلى القاهرة". لكن شهرة كامليا لم تكن بسبب عملها بالفن وإنما بسبب علاقاتها السياسية وأبرزها علاقتها بالملك فاروق التي لم تدم طويلا وكانت سببا وفق ما أشيع وقتها في أزمة بين الملك وزوجته الأولى الملكة فريدة والدة بناته الثلاث بعد شائعات تحدثت عن إمكانية زواج الملك من كاميليا أملا في أن يرزق منها بولد ذكر يرث عرشه. ويرى مؤلف المسلسل أن جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» وراء مقتل كاميليا بتفجير أول طائرة مدنية في تاريخ الطيران المدني بقنابل موقوتة ، معتبرا أن السبب في ذلك كان منعها من إطلاع السلطات المصرية على تورط الممثلة اليهودية الراحلة راقية إبراهيم في خطة التخلص من عالمة الذرة المصرية سميرة موسى (1917- 1952) التي قتلت في ظروف غامضة أيضا في الولايات المتحدة بعد أقل من عامين على مقتل كامليا. ويرصد المسلسل واقعة صدور أوامر من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عقب الإطاحة بالملك فاروق بوقف حملات تشويه الملك فاروق عن طريق استغلال علاقته بكاميليا بعد تأكده أن كاميليا رفضت التعاون مع إسرائيل ضد مصر وقدمت معلومات عن جهاز الموساد الذي تأسس قبل مقتلها بعام واحد. ويستعرض المسلسل تفاصيل الحياة في مصر خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي وخاصة العلاقات المتشابكة بين اليهود المصريين وكيف كان الأثرياء منهم أمثال «بنزيون» و"عدس" و"صيدناوي" متمسكين بالبقاء في مصر في حين كان اليهود الفقراء يفضلون الهجرة إلى إسرائيل. ويظهر في الأحداث الكثير من مشاهير تلك الفترة في مصر في كل المجالات، بينهم أنور وجدي وليلى مراد ورشدي أباظة ويوسف وهبي إضافة إلى الملك فاروق وأركان نظامه والضباط الأحرار وكبار رجال الدولة والعديد من الأثرياء.
23.09.2013
(في الصورة : مستعربون - من الأرشيف ) عملاء مخابرات يهود تزوجوا فلسطينيات بالخداع للوصول لعرفات والوزير وقتلهما..!! صحيفة عبرية تكشف: عملاء مخابرات يهود تزوجوا فلسطينيات بالخداع للوصول لعرفات والوزير وقتلهما.. نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في ملحق يوم الجمعة 7 أيام (30-08-2013) تحقيقا شاملا ومثيرا عن عملاء يهود للموساد تزوجوا من فلسطينيات بصفتهم فلسطينيين وخططوا لعمليات، أبرزها قتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ونائبه، القائد العسكري لحركة "فتح" خليل الوزير. لا يمكن فصل هذه الأساليب المخابراتية عن طابعها كجريمة ضد الانسانية. لست رجل قانون ولا اعرف ماذا يقول القانون، وهل للقانون اهمية في ظل العجز العربي؟ ان تدمير مصير ابناء الشعب الفلسطيني بالخداع تحت حجج امنية، دون اثم انما لتحويل الفتاة الفلسطينية الى غطاء، هو عملية ابشع من اعدام بدون ذنب وتشكل واحدة من أكثر الصور بشاعة للمارسات الصهيونية بعد اقامة دولة اسرائيل على خرائب الشعب الفلسطيني. هل بالصدفة ان اسرائيل ترفض فتح ارشيفات مضى عليها خمسة عقود (الزمن القانوني لبقائها سرا)، خوفا من تاريخهم وممارساتهم؟ فجدد رئيس الحكومة نتنياهو، بناء على طلب مدير الأرشيفات تمديد الاغلاق لعشرين سنة أخرى..!! هنا تلخيص لممارسات تبدو مستقاة من فلم اثارة هولويدي. ولكن المؤلم ان فتيات فلسطينيات (وعائلاتهم طبعا) وقعن ضحايا لهذا الخداع ودمر حلمهن الانساني بحياة شريفة وبناء بيت وتنشئة اطفال يكونون فخرا لعائلاتهم، وليس اولاد بدون هوية، جردوا من انسانيتهم وشكلوا نبتة مزعجة لا يريدها احد. "يديعوت" تكشف في تحقيق مثير نشاط وحدة "قيسارية" (هو اسم شعبة العمليات الخاصة في الموساد الإسرائيلي)، التي وصفتها الصحيفة بأنها "تضرب الرقم القياسي الخاص في الجسارة والتضحية والفترة الزمنية الأطوال التي يعيشها المقاتل بهوية مزيفة تصل إلى 15 سنة أو أكثر". جاء في تقريرها ان "أوري يسرائيل" الذي توفي مؤخرا هو أحد أولئك العملاء، بالإضافة لآخر لقبته الصحيفة باسم رمزي يُدعى (اسحاق) ولا يزال اسمه محظورا من النشر بأمر من الرقابة الاسرائيلية، تقول الصحيفة العبرية، أنهما "كانا جزءاً من مشروع (بوليسيس) وهو مشروع للاستخبارات الإسرائيلية في الخمسينيات والستينيات، زرع بعض العاملين فيه من الموساد بين العرب، ليكتسبو اللهجة والعادات العربية الفلسطينية، زودوا بقصص تغطية، وتزوجوا (بصفتهم فلسطينيين) بفلسطينيات وأنجبوا منهن أطفالا وانغرسوا كرجال أعمال في الشتات الفلسطيني. تروي يديعوت انهم كانوا "أول من جلب معلومات عن تنظيم فتح وكانوا شركاء في أول خطة لقتل ياسر عرفات وأبو جهاد"، مشيرةً إلى أن ابن العميل في الموساد "أوري يسرائيل" يسكن خارج إسرائيل ويبلغ من العمر الآن 50 عاما، وحتى اليوم لا يعرف أن والده ليس فلسطينيا وطنيا، ولا يعلم أن له شقيق آخر من امرأة يهودية واسمه شاي يسرائيل وهو محامي الآن". طبعا لا تذكر اسمه. "عام 1950 شكل إيسار هرئيل رئيس الشاباك حينها، وحدة بوليسيس، وزرع عملاء بين تجمعات اللاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل وفي الدول العربية، وجميع المجندون في الوحدة السرية كانوا يهودا صهاينة من أصل عربي ممن هاجروا حينها لإسرائيل، وانضموا للوحدة السرية بعد أن صور هرئيل ورجاله لهم المهام الوطنية الأشد أهمية من الدرجة الأولى". خضع عملاء الموساد لظروف صعبة اثناء تدريبهم، يقولون: "كانت المهمة وحشية، فما أن وقعوا على التجنيد والانضمام إلى الوحدة وبعضهم كان دون سن الـ 20 عاما، حتى فصلوا انفصالا تاما عن عائلاتهم وعاشوا في شقق خفية في يافا لفترة تأهيل بلغت نحو عام ونصف، وفي هذه الفترة تدربوا على الغطاء العربي وتعلموا الإسلام، إلى جانب مهن التجسس والتخريب". يستعيد قائد الوحدة حينها "سامي موريه" الذكريات فيقول "كانت لحظات قاسية، عندما كنت أجلب البريد منهم إلى العائلات وكانت إحدى الأمهات تستجدي، دعني أراه حتى ولو لدقيقتين ولو في الشارع، ولو من بعيد، كي أعرف أن ابني على ما يرام فقط، وكانت تبكي الكثير من الدموع، كنت لا أوافق، فمثل هذه الخطوة ستعرقل عملية تبلور هويتهم الجديدة". يضيف موريه: "تسعة فقط أنهوا التأهيل وزرعوا داخل السكان العرب في إسرائيل وكان هدفهم التحذير من أي ثورات، وباتوا يخرجون إلى الشتات الفلسطيني والدول العربية، فعملية الزرع كانت قاسية ومضنية كي تكسب المصداقية، اثنان منهم مثلا لبسوا ملابس ممزقة واتخذوا صورة لاجئين فلسطينيين واجتازوا الحدود من الأردن إلى منطقة أم الفحم، ودخلوا إلى كشك عربي وطلبوا القهوة فيما كان فريق المخابرات يراقبهم من بعيد ويعرفون بأن الكشك مليء بالوشاة من شرطة إسرائيل وبعد نحو نصف ساعة أحاطت ثمانية سيارات من الشرطة المكان وجر أفراد الشرطة المتسللين إلى الخارج وضربوهما ضربا مبرحا باللكمات والعصي". "معظم رجال وحدة "بوليسيس" أعيدوا إلى إسرائيل عام 1959.. اثنان منهم نقلا إلى الموساد وواصلا العيش كعرب وتزوجا وأنجبا أطفالا واتخذا حتى أمام عائلاتهما صورة الفلسطينيين الوطنيين ممن يكرهون إسرائيل واليهود". "في النصف الأول من العام 1964 بلغ العميلان عن شبكة فلسطينية جديدة، على رأسها، خليل الوزير (أبو جهاد) وياسر عرفات (أبو عمار).. وقام العميل أوري يسرائيل أو باسمه السري عبد القادر، بتمويل مصاريف الشقة التي التقى فيها قادة فتح وخططوا كيف سيشطبون إسرائيل من الخريطة ويقيمون فلسطين بدلا منها، ورجال "كلوسوس" وحدة الملاحقة من الموساد، سمعوا كل شيء عبر الميكروفونات التي زرعوها في الحيطان". "في حزيران 1964 توجه رافي ايتان، رئيس مكتب الموساد في أوروبا إلى رئيس الموساد، وطلب منه أن يأمر عناصر وحدة قيسارية باقتحام الشقة وقتل كل من فيها، وكتب رسالة أن للوحدة قدرة وصول لا تتكرر إلى الهدف ويمكن التنفيذ بسهولة وأنه يجب قتل هذا القمقم وهو لا يزال صغيرا"، لكن ذلك لم يحدث. تواصل الصحيفة كشف الاسرار المتعلقة بوحدة قيسارية: "بالتوازي وقع حدث دراماتيكي بقدر لا يقل في منزل أوري مع زوجته في بيروت، فاجأته زوجته إثناء بث رسائل لإسرائيل بدخولها إلى الغرفة، يسرائيل الذي خرج من أوضاع اخطر بكثير، قرر فجأة أن يقول الحقيقة: لست فلسطينيا وطنيا يؤيد فتح، بل يهودي وأكثر من ذلك جاسوس للموساد". هذا بعض قليل من تحقيق مثير امل ان يترجم كاملا. السؤال القاسي أين الكشف الفلسطيني عن هذه التجاوزات لحقوق الانسان؟ لا يمكن تحميل ضحايا هذه الجرائم اي اثم، بل يجب اعتبارهن ضحايا جرائم ضد الانسانية!! *** *** (2) قبل أكثر من سنة نشرت مقالا عن قضية مشابهة وأكثر اثارة، اعتبره البعض خيالا لا شيء واقعي فيه. هذا نصه: قضية مشينة.. تفجرها دورية إسرائيلية جديدة: الواقع الرهيب الذي واجهه الشعب الفلسطيني عامة والعرب الفلسطينيين داخل إسرائيل بقلم: نبيل عودة لم ينكشف بعد بكل بشاعته، هناك وثائق لم يكشف عنها، رغم مرور الفترة الزمنية القانونية (50 سنة) للحفاظ على سريتها. بدل كشفها جددت سريتها قبل فترة وجيزة بأمر من رئيس الحكومة نتنياهو، مما يشير إلى رعبهم من سجلاتهم ومن تاريخهم، الذي يتعلق عشية إقامة دولة يهودية في فلسطين وما تلا ذلك خلال العقدين الأولين. صحيفة "هآرتس" العبرية انتقدت تمديد سرية الوثائق، بعد ان حاولت عبر القضاء خلال ثلاث سنوات الحصول على الحق بالاطلاع على الوثائق التي مضى عليها 50 سنة، وأشارت إلى أن الخوف هو من سجلات ما جرى في دير ياسين مثلا، ويبدو أن كل ما نشر من عمليات التطهير العرقي، والقتل الجماعي (المذابح الجماعية) لدفع الفلسطينيين للهرب من وطنهم، وإزالة القرى والبلدات الفلسطينية (هدمت ودمرت أكثر من 500 بلدة فلسطينية) يخفي في طياته حقائق ما زالت السلطة مرعوبة من إسقاطات كشفها رغم مرور 50 سنة وأكثر على ارتكابها. الجواب لم يتأخر كثيرا، نشرت "هآرتس" في موقعها الألكتروني تحت عنوان: "عملاء المخابرات (اليهود) تزوجوا من نساء عربيات، الأولاد تسجلوا كيهود". ضمن شرح الموضوع جاء: "فقط الآن مستعد الشاباك (جهاز الأمن الإسرائيلي) أن يقر بان عددا من عملائه (اليهود) أُقنعوا في العقدين الأولين بعد إقامة الدولة، أن يتزوجوا من نساء عربيات، دون أن تعرف النساء أن أزواجهن هم يهود". جاء في نص الخبر: فضيحة كبيرة في الطريق. جهاز الأمن العام في إسرائيل يسمح الآن بالكشف أن عشرات من عملائه (اليهود) أقنعوا (أو كلفوا) في العقدين الأولين للدولة بالزواج من عربيات، مواطنات البلدات والأحياء العربية في جميع أنحاء إسرائيل، دون أن تعرف النساء (وعائلاتهم طبعا) إن أزواجهن هم يهود يعملون في جهاز الأمن العام، وأن الهدف كان زرع جواسيس داخل المواطنين العرب، من أجل أن يرسلوا تقاريرهم حول ما يجري في الوسط العربي.. وعمليا ابقاء الأقلية العربية تحت المراقبة. سأروي التفاصيل دون أن أتشاطر بالاستنتاجات، لأني مهما أتشاطر لن أوفي هذه الجريمة ما تستحقه من رد، لا على المستوى الإنساني، ولا الحقوقي، وما يرعبني أن تكون هذه الظاهرة سائدة ومتواصلة، في العالم العربي أيضا. التقرير يطرح موضوع يهودية الأولاد الذي أنجبوا بسبب هذا الزواج، وسأتعرض له ضمن عرض الموضوع، فالطفل الذي يولد بالخداع مصيره صعب، اجتماعيا ونفسيا، وهذا يعترف به التقرير، رغم أن الحاخام الرئيسي الأسبق للجيش في وقته قرر انه لا ضرورة لتهويدهم، لأنهم تسجلوا كيهود لكل شيء، وبعضهم أصبحوا ضباطا في الجيش أو في وظائف حكومية... والبعض غرق في المخدرات والجريمة والضياع النفسي والشخصي. التقرير- الخبر يشير إلى أن هذا الموضوع سينشر في المجلة العسكرية المستقلة الجديدة لشؤون الجيش (ISRAELDEFENSE)والأمن يشير التقرير أن هذه ليست القنبلة الوحيدة التي ستفجرها المجلة. انفصام بشخصيات الأبناء هذه المأساة الفلسطينية التي يكشف عنها، استمرت حتى منتصف سنوات الستين، عندها تقرر في القيادات الأمنية الإسرائيلية، الكشف للنساء العربيات عن السر في حياتهن، بأنهن متزوجات فعليا ليهود، عملاء في جهاز الأمن. نتائج هذه الجريمة، أو الفضيحة، غير الإنسانية، والتي من الصعب أن تصدق، تتواصل إسقاطاتها حتى اليوم، بعد أكثر من 50 سنة. أبناء عملاء المخابرات الذين أطلق عليهم اسم "مستعربين" ما زالوا يواجهون أزمات مصدرها من هويتهم المشوهة، وعائلاتهم تحاول أن تجمع تشققات شخصياتهم. جهاز الأمن (الشاباك)، حسب التقرير كان سيمحو هذه الفضيحة من كتب التاريخ لو كان يستطيع ذلك، ولكن الأمر غير ممكن، وعليه الاهتمام بالنساء المخدوعات وأولادهن الذين ولدوا، وان يدفع لهم مخصصات معيشة (معاشات) وهو يفعل ذلك حتى اليوم. المجلة تكشف، أن بداية هذه الفضيحة (المأساة- الجريمة) كانت في بداية الخمسينات.فترة قصيرة بعد إقامة الدولة. كانت الأقلية العربية التي ظلت في وطنها، خاضعة لحكم عسكري، لكل قرية كان حاكما عسكريا من الجيش. المفهوم الأمني الذي ساد أجهزة الأمن كان انه في القريب العاجل أو في موعد متأخر أكثر ستقوم الجيوش العربية بمهاجمة إسرائيل، وعرب إسرائيل سيتحولون إلى "طابور خامس" ينضم للعدو في الحرب. على اساس هذه المفاهيم،اقيمت وحدات مستعربين تابعين لجهاز الأمن، بمبادرة رئيسه في ذلك الوقت ايسر هرئيل، الذي كان رئيسا للموساد أيضا. مهمة إقامة وحدات المستعربين كلف بها ضابط اسمه شموئيل موريا، احد ضباط القسم العربي في الشاباك، والتي مهمتها كانت إفشال عمليات تجسس من جانب الدول العربية. ايسر هريئيل طلب منه أن يقيم وحدة من شباب يندمجوا بالمواطنين العرب، ويعيشوا في وسطهم لفترة طويلة. وسيكون لهم دورا عندما تنشب الحرب بين إسرائيل والدول العربية. شموئيل موريا باشر فورا بتجنيد عشرات الشباب، معظمهم مهاجرين جدد، وصلوا من الدول العربية المختلفة في موجة الهجرة اليهودية التي عصفت بيهود العالم العربي. المجندون الشباب اليهود، جرى اعدادهم خلال أشهر طويلة، في المدرسة العسكرية البريطانية السابقة قرب مدينة الرملة... والتي أصبحت قاعدة للمخابرات الإسرائيلية. المهمة أوكلت ليهود شباب من مهاجري العراق، "لتحويلهم" إلى عرب فلسطينيين، قادرين على الاندماج بالوسط العربي دون إثارة الشكوك. الإعداد كان متنبها لكل التفاصيل.أرسل الشباب للعمل في مصانع مختلفة في البلاد حيث كان يعمل العرب أيضا، من أجل التمرن أكثر على اللهجة الفلسطينية، والاحتكاك بالجمهور العربي الواسع. بعد سنة صعبة جدا من الإعداد، كان كل مستعرب يملك هوية جديدة وقصة تغطية مفصلة للاجئ من لاجئي 48، ثم بدا دمجهم بالجمهور العربي في البلدات العربية ومضارب البدو في النقب. وعائلات اؤلئك الشباب لم تعرف ماذا يفعل أبنائها وأين هم موجودين ولم يكن مسموحا للشباب أن يكشفوا شيئا من ذلك.. المرحلة الثانية كانت دفعهم للزواج من نساء عربيات، وأكثريتهم تزوجوا من نساء مسلمات.. بأعراس حسب العادات المتبعة وعلى أساس عقد القران الإسلامي.. وواصل المستعربين حياتهم المزدوجة، كمسلمين "متدينين"، وعملاء للشاباك.. ورجال عائلة مستقيمين. ولكن كلما مر الوقت ازداد ضغط العملاء للعودة إلى عائلاتهم اليهودية. فقط في بداية الستينات، بدأت خلافات عميقة في قيادة أجهزة الأمن، حول استمرار نشاط المستعربين، أو الأصح حول الطريق لإنهاء هذه القضية المشينة، إذ كان واضحا، أن الفائدة التي جناها المستعربين للأمن الإسرائيلي هي غير ذات قيمة، مقابل الثمن الشخصي الذي اضطروا إلى دفعه.(طبعا لا يذكرون الثمن ألتدميري الرهيب لعشرات النساء العربيات المخدوعات والمضللات ولمأساة الأولاد والعائلات العربية عندما ينكشف الخداع بأبشع صوره وأكثرها مأساوية). كشف السر الرهيب جهاز الأمن قرر حل الوحدة. وقائدها موريا واجه حيرة كبرى.هل يترك النساء والأطفال في البلدات العربية، ويعيد الشباب اليهود لعائلاتهم؟ أ و يطلب من النساء العربيات تغيير دينهن لليهودية، وتربية أولادهن كيهود؟ المستعربون أنفسهم رفضوا ترك عائلاتهم وأولادهم. لذا تقرر كشف السر للعائلات، وإعادة توطينهم بمحيط يهودي في إسرائيل. ودعا الشاباك الأزواج زوجا زوجا، وكشف للنساء المصدومات إنهن متزوجات من يهود عملاء للمخابرات. الصدمة كانت كبيرة. هناك نساء أصبن بالإغماء، وانفجرن بالبكاء. الكثيرات منهن رفضن تغيير دينهن. والمشكلة الصعبة كانت مع الأولاد. وتقرر في مجلس الحاخامات اعتبار الأولاد كيهود بدون عملية التهويد. الوفاق العائلي الكاذب لم يستمر لدى قسم من الأزواج. مثلا بعد حرب الأيام الستة، قررت إحدى النساء أنها غير قادرة أن تعيش بإسرائيل، وان تربي ابنها كإسرائيلي.وان تظل متزوجة لرجل أمن. كانت وطنية عربية، أخذت ابنها وهاجرت إلى عمان، وهناك تزوجت من احد قادة المنظمات الفلسطينية. بعض العائلات تفككت، بعضها حاول أن يبني نفسه من جديد. الشاباك واصل دفع معاشات لأبناء العائلات لسنوات طويلة بعد ذلك. مأساة لكل العمر يعترف الشاباك أن أبناء تلك العائلات حاولوا أن يبنوا أنفسهم، وان ينسوا ماضيهم. من أين جاءوا؟ ولكن لم يستطيعوا ذلك. بين الأولاد هناك عدد نجحوا بحياتهم، ولكن أكثريتهم ظلوا بالخلف. يعانون من مشاكل حتى اليوم. احد الأولاد تجند للجيش. سأل المسئول العسكري: لمن أوجه فوهة بندقيتي، لعائلتي العربية أو لعائلتي اليهودية؟ ولم يتلق جوابا. بعض الأولاد مروا على ظروف متقلبة وقاسية في حياتهم الشخصية، وبعضهم تورطوا بالجرائم والضياع. لا توجد معلومات حول العدد، وفي الوسط العربي لم أسمع عن الموضوع إطلاقا، ولم ينشر عنه، وأظن أن ما انشره اليوم هو أول كشف عن هذا الموضوع بالعربية. لا أظن أن القضية يجب أن تنتهي بمجرد النشر. ما حدث هو جريمة إنسانية بشعة جدا لا تقل عن قتل مجوعة سكانية بدون سبب. لا أعرف صيغة القانون. ولكن الشعور الذي يتملكني من هذه المأساة، كبير جدا، لدرجة إني بقيت أسبوعا كاملا عاجزا عن الكتابة حول الموضوع. ربما من الضروري حث العائلات المنكوبة بهذه المؤامرة المشينة، أن تكشف تفاصيل ما لديها، فهم ضحايا معتدى على شرفهم وكرامتهم وهويتهم وإنسانيتهم، وشرفهم هو شرف كل أبناء شعبنا الذي امتهن بأبشع وأنذل الأشكال الممكنة. * كاتب وناقد وإعلامي يقيم في مدينة الناصرة. - nabiloudeh@gmail.com
03.09.2013
تفاصيل قضية مشينة .. تفجرها دورية إسرائيلية جديدة عن الواقع المأساوي والرهيب الذي واجهه الشعب الفلسطيني عامة والعرب الفلسطينيين داخل إسرائيل ضمنهم لم ينكشف بعد بكل بشاعته، هناك وثائق لم يكشف عنها، رغم مرور الفترة الزمنية القانونية (50 سنة) للحفاظ على سريتها. بدل كشفها جددت سريتها قبل فترة وجيزة بأمر من رئيس الحكومة نتنياهو، مما يشير إلى رعبهم من سجلاتهم ومن تاريخهم، الذي يتعلق عشية إقامة دولة يهودية في فلسطين وما تلا ذلك خلال العقدين الأولين .
28.08.2013
*سنودن لديه معلومات تكفي لالحاق الضرر بالحكومة الأمريكية في دقيقة واحدة اكثر مما سببه اي شخص اخر على الاطلاق* على الحكومة الأمريكية ان تتضرع كل يوم وتبتهل الا يحدث شيء لسنودن لأنه اذا حدث له شيء فسوف تتسرب كل المعلومات* قال جلين جرينوولد الصحفي بجريدة الجارديان البريطانية ( وكان قد اطلع على وثائق العميل السابق لوكالة الامن القومي الأمريكية ادوارد سنودن وأول من نشر الوثائق التي سربها سنودن )في مقابلة صحفية نشرت يوم السبت ان على الحكومة الأمريكية ان تتوخى الحذر في ملاحقتها لمحلل الكمبيوتر السابق سنودن وأضاف: لدى سنودن معلومات خطيرة قد تصبح "اسوأ كابوس" للولايات المتحدة في حالة الكشف عنها. وأضاف جرينوولد في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة "لا ناسيون " الارجنتينية في مدينة ريو دي جانيرو "سنودن لديه معلومات تكفي لالحاق الضرر بالحكومة الأمريكية في دقيقة واحدة اكثر مما سببه اي شخص اخر على الاطلاق." وأضاف "يجب على الحكومة الأمريكية ان تتضرع كل يوم وتبتهل الا يحدث شيء لسنودن لأنه اذا حدث له شيء فسوف تتسرب كل المعلومات وقد تكون اسوأ كابوس لها." وتسعى واشنطن لتسلم سنودن ليواجه اتهامات بالتجسس بعد ان كشف تفاصيل برامج مراقبة سرية وهو الان في مطار بموسكو منذ 23 يونيو ويسعى للجوء في روسيا لحين الحصول على ممر آمن إلى امريكا اللاتينة حيث عرضت عدة دول عليه منحه اللجوء. وقال جرينوولد لرويترز يوم الثلاثاء ان من المرجح ان يقبل سنودن اللجوء في فنزويلا وهي واحدة من ثلاث دول في امريكا اللاتينية عرضت عليه اللجوء. وأغضبت تسريبات سنودن بشأن اسرار التجسس الامريكية ومن بينها التنصت على الاتصالات بالبريد الالكتروني في انحاء العالم اصدقاء واشنطن وأعداءها على حد سواء. وانتقد زعماء دول أمريكا اللاتينية الولايات المتحدة بعد ان قال جرينوولد لصحيفة برازيلية ان الولايات المتحدة استهدفت معظم المنطقة ببرامج تجسس راقبت حركة الانترنت. وحثت واشنطن دول العالم على عدم توفير ممر آمن لسنودن. وقال جرينوولد في حديث لصحيفة لا ناسيون ان الوثائق التي خزنها سنودن في مناطق مختلفة من العالم تتحدث بالتفصيل عن برامج التجسس الأمريكية التي تلتقط الارسال في امريكااللاتينة والكيفية التي تعمل بها. وأضاف "احدى وسائل اعتراض الاتصالات كانت عن طريق شركة هاتف في الولايات المتحدة لها متعاقدين مع شركات اتصالات في معظم دول امريكا اللاتينية". ولم يحدد اسم الشركة.
14.07.2013
اعلنت منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة أنها حصلت على وثائق تشير لوجود محطة نووية سرية قرب مدينة داماوند الواقعة على بعد 70 كيلومترا من العاصمة طهران. وحسب ما نشرته وكالات الأنباء على لسا منظمة مجاهدي خلق أن المنشأة الإيرانية قائمة منذ عام 2006 ولم يكن أحد يعلم بها لأنها تقع في الأنفاق المحفورة في الجبال، كما تم اخيراً إكمال بناء أربعة مستودعات خارجية لها. وقالت المنظمة الإيرانية المعارضة إن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني والذي كان سابقا كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني لعب دورا أساسيا في بناء هذه المنشأة. منظمة مجاهديخلق تأسست في مطلع الستينات كتنظيم معارض لنظام الشاه، وأدرجتها الولايات المتحدة لسنوات عديدة ضمن قائمة الإرهاب، غير أن الخارجية الأميركية غيرت تصنيفها لمنظمة غير ارهابية في العام المنصرم. وتعمل منظمة مجاهدي خلق على نشر معلومات حول البرنامج النووي الإيراني وقدمت في مطلع عام 2000 وثائق بشأن محطة "نطنز" النووية التي أثارت اهتمام الدول الغربية. وتدعي هذه المنظمة حاليا أنها حازت على وثائق جديدة حول النشاط النووي السري للنظام الإيراني. وجاء في البيان الصادر من المجلس الوطني للمقاومة الذي يضم منظمة مجاهدي خلق بأنه حصل على هذه المعلومات المتعلقة بالمحطة النووية السرية خلال العام الماضي من "50 مصدر استخباراتي يعملون في أجزاء مختلفة في الحكومة". وأضاف البيان أن "كلمة السر لهذا المشروع هي "منجم الشرق" (معدن شرق بالفارسي) أو "مشروع كوثر"، في حين أن المحطة تقع في الأنفاق القريبة من مدينة دماوند". وأضافت المنظمة الإيرانية أن مسؤولا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني يدعى محسن فخري زاده يتولى إدارة شركة تشرف على المشروع المذكور. وجاء في بيان المجلس الوطني للمقاومة أن "المشروع الإيراني يتضمن بناء 30 نفقا و30 مستودعا". واعتبر البيان أن "الوثائق التي سربت تظهر أن رجال الدين المهيمنين على السلطة في إيران لا ينوون بتاتا تعليق "مشروع صنع الأسلحة النووية". وطالب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بزيارة لهذه القاعدة السرية. وكانت منظمة مجاهدي الخلق سربت مرارا معلومات حول محطات نووية سرية في إيران منذ عام 2000، غير أنه لم يتم إثبات صحة تلك التقارير باستثناء موقع نظنز النووي ومفاعل مدينة اراك للماء الثقيل.
12.07.2013
*الولايات المتحدة تتنصت على نصف مليار من الاتصالات ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية في ألمانيا شهريا* الولايات المتحدة تصنف ألمانيا شريكة "من الدرجة الثالثة" وليست أقل خطرا من الصين* اجتمع ممثلو دول الاتحاد الأوروبي لتنسيق المواقف في ضوء النقد الموجه للولايات المتحدة بشأن تتنصت المخابرات الأمريكية على حلفائها الأوروبيين. ويهدف الاجتماع اعداد جولة مفاوضات بين واشنطن والدول الأوروبية بشأن التجارة الحرة. وكان موضوع التجسس، الذي أثير في ضوء ما بات يعرف بقضية العميل السابق إدوارد سنودن، من ضمن محاور الاتصال الذي جرى بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية إنغيلا ميركل وسط الأسبوع. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إنّ أوباما طمأن ميركل بأن بلاده تأخذ على محمل الجد مخاوف الاتحاد الأوروبي وشركائها. وكانت مجلة دير شبيغل الأخبارية الألمانية قد كشفت، نقلا عن وثائق أميركية سرية أن الولايات المتحدة تتنصت على نصف مليار من الاتصالات ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية في ألمانيا شهريا، وأنها صنفت أكبر حليفة لها في أوروبا على أنها هدف مماثل للصين. ونقلت المجلة المعلومات عن وثيقة داخلية لوكالة الأمن القومي قالت إن مراسليها اطلعوا عليها لتكشف أحدث التفاصيل عن برامج التجسس الأميركية. وأظهرت الوثيقة التي نقلت دير شبيغل عنها أن الولايات المتحدة تصنف ألمانيا شريكة "من الدرجة الثالثة"، وأن المراقبة هناك أقوى منها في أي دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي، وأن حجمها يوازي حجم المراقبة في الصين أو العراق أو السعودية. وقال التقرير إن الوكالة تراقب في المتوسط في اليوم الواحد نحو 20 مليون اتصال هاتفي بألمانيا ترتفع إلى 60 مليون اتصال في بعض الأيام.
06.07.2013
كشفت وثائق رفعت السرية عنها، ان اسرائيل، إشترت في الستينات من العقد الماضي، عشرات الأطنان، من "الكعكة الصفراء" من الأرجنتين لصنع السلاح النووي. وطبقا للتقرير الذي نشرته مجلة "فورين بوليسي"، واستند الى 42 وثيقة نشرها "أرشيف الأمن القومي الأميركي" و"مشروع التاريخ الدولي لنزع السلاح النووي"، فإن اسرائيل اشترت ما بين 80 الى 100 طن، من "الكعكة الصفراء" الضرورية لصنع القنبلة النووية. وتحت عنوان: "شراء اسرائيل السري لليورانيوم: كيف زودت الأرجنتين برنامج بن غوريون بالوقود النووي"، قالت المجلة: إنه في منتصف تموز 1964، بعثت وزارة الخارجية الأميركية والسي اي ايه، برقية مشتركة الى السفارتين الأميركيتين في الأرجنتين واسرائيل، للتحقق من أن الأرجنتين قررت الموافقة على بيع كمية اليورانيوم أوكسايد (الكعكة الصفراء) الى اسرائيل". وجاء ذلك بعد أن حصلت الولايات المتحدة على معلومات حول صفقة البيع من الحكومة البريطانية، التي بدورها حصلت عليها من الكنديين. ووضعت عملية الشراء الولايات المتحدة في موقف حرج، كونها حصلت آنذاك على تأكيدات إسرائيلية بسلمية البرنامج النووي. وواجهت المخابرات الأميركية تحديا كبيرا، في ستينات القرن الماضي، بسبب انعدام وضوح الأغراض الحقيقية للبرنامج النووي الإسرائيلي، الذي امتاز بالغموض، وبخاصة لجهة المصادر التي حصلت منها اسرائيل على المواد الخام المطلوبة لتصنيع السلاح النووي. صورة عن البرقية التي وجهتها الـ سي اي ايه ووزارة الخارجية الاميركية الى الارجنتين واسرائيل وتبنت الولايات المتحدة على الدوام مواقف مترددة ازاء البرنامج النووي الإسرائيلي، حيث اعتقدت أن الكشف عن ما بحوزتها من معلومات، أو البوح بالشكوك حوله، قد يؤدي الى مشاكل دبلوماسية أميركية مع الدول العربية المجاورة لإسرائيل، اضافة الى الاتحاد السوفياتي. وهذا قيد، ما يمكن للولايات المتحدة القيام به لتقويض الطموحات الإسرائيلية النووية، حيث ان مجرد التفكير بأية عقوبات اقتصادية او سياسية جدية، قد يؤدي الى فضح الأمر، ما قد يترتب عليه نتائج وخيمة على الصعيدين المحلي والدولي. وبدأ القلق الأميركي من البرنامج النووي الإسرائيلي منذ اواخر العام 1960، عندما علمت وتأكدت وكالة المخابرات الأميركية، بأن اسرائيل تقوم ببناء مرفق نووي كبير (مفاعل وبنيته التحتية) بمساعدة فرنسا، قرب ديمونا في صحراء النقب. وفي البداية، ودعما لرغبة اسرائيل باقامة برنامج نووي لأغراض عسكرية، زود الفرنسيون اسرائيل بالوقود النووي بدون قيود، غير أنه في ظل حكم الرئيس شارل ديغول تغيرت السياسة الفرنسية، ومع حلول العام 1963، وهي الفترة التي أوشك فيها المفاعل النووي على الانتهاء، فرضت فرنسا قيودا كبيرة على تزويد ديمونا باليورانيوم. وخلالها حاول الإسرائيليون الحصول على اليورانيوم من الفوسفات، وبسبب الكلفة العالية لذلك، احتاج الإسرائيليون الى مصدر يمكنهم استخدامه بحرية، وبدون قيود خارجية، وشكلت جنوب افريقيا مصدرا محتملا. وأقر الفرنسيون بأن اسرائيل قد تسعى للحصول على اليورانيوم من بلدان اخرى كالأرجنتين أو بلجيكا، وفي بداية العام 1964 استفسر الفرنسيون من الأميركيين اذا كانت اسرائيل اتصلت بتلك المصادر. ومنذ بداياته، اهتمت الحكومة الكندية بالبرنامج النووي الإسرائيلي، وعندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون، بنظيره الكندي، جون ديفينباكر في 25 آيار 1961، استحوذ مفاعل ديمونا على النقاش، وبعد أيام قليلة، أبلغ بن غوريون الرئيس الأميركي جون كينيدي، في لقاء بأن البرنامج النووي سلمي. وفي آذار 1964، اعد المحلل الإستخباراتي الكندي، جاكون كوم، تقريرا سريا مطولا عن البرنامج النووي الإسرائيلي، أكد فيه ان اسرائيل تمتلك كل متطلبات الشروع بتطوير برنامج تسليح نووي متواضع. اميركا ومشروع اسرائيل النووي وبعد صدور التقرير، علمت المخابرات الكندية (من مصادر مجهولة)، بأن حكومة الأرجنتين اعدت الترتيبات لتزويد اسرائيل بـ 80 الى 100 طن من الكعكة الصفراء. ومع نهاية نيسان 1964، اطلع البريطانيون على التقرير الكندي. ووفقا لأحد الدبلوماسيين، فان اسرائيل كانت تمتلك حينها كميات غير محدودة من اليورانيوم تمكنها من شحن قنبلة نووية بعد 18 أو 20 شهرا من ذلك العام ومن ناحيتها، شككت وكالة الإستخبارات الأميركية بالأمر، غير أنه في منتصف حزيران 1964، قررت الـ "سي اي ايه"، ووزارة الخارجية الأميركية ارسال برقية للسفارتين الأميركيتين، في الأرجنتين واسرائيل، للتحقق من الأمر. وفي ايلول، اكدت سفارة الولايات المتحدة في بيونس ايرس، استنادا الى مصادر محلية، بأنه خلال عام 1963 أعدت اسرائيل الترتيبات لشراء 80 طنا من الكعكة الصفراء من الأرجنتين وبعد وصول تلك المعلومات، ولخشية الولايات المتحدة من أن تؤدي القنبلة الإسرائيلية الى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وتقويض الجهود الأميركية لنزع السلاح النووي على مستوى العالم، اتفق الرئيس كندي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول، وبشكل سري في صيف 1963، على السماح للعلماء الإميركيين بزيارة مفاعل ديمونا، ووصل أول فريق اميركي الى ديمونا في كانون ثاني 1964، لكنه من المعلوم الآن بأن الإسرائيليين اعدوا "ترتيبات خاصة" لمنع الزوار من رؤية اي شيء من شأنه الكشف عن الطبيعة الحقيقية للمشروع. والتقى السفير الأميركي في اسرائيل، وزير الخارجية الإسرائيلي، آبا ايبان، عدة مرات لبحث المسألة، والتأكيد على نزع السلاح النووي، وضرورة اشراف وكالة الطاقة الدولية، غير ان كل تلك اللقاءات لم تؤت أكلها، حيث انتهجت اسرائيل اسلوب المخادعة. وعلى الرغم من ذلك، لم تتخذ الولايات المتحدة أي خطوات مضادة واكتفت بتنظيم الزيارات الى مفاعل ديمونا. وفي العام 1965، انتشرت اخبارا عن قيام شركة فرنسية، في الغابون، بتزويد اسرائيل بالكعكة الصفراء، لكن لم يتم التحقق من ذلك، وفي 1968، طلبت اسرائيل من بلجيكا تزويدها بمئتي طن، من الكعكة الصفراء، في عملية سرية معقدة، اطلق عليها "بلومبات" والتي ساهمت فيها شركة ايطالية يديرها الموساد. يشار الى أنه في عام 1961، ابلغ الإسرائيليون، المسؤولين الكنديين والأميركيين، بأن مفاعل ديمونا، يتضمن محطة تجريبية لمعالجة البلوتونيوم، لكنه صغير جدا، حيث لا يمكنه استيعاب برنامج الأسلحة، لكن في الحقيقة، اشتمل التصميم الأصلي لمفاعل ديمونا، على مرفق كبير تحت الأرض، وهو الذي يحوي اكثر الأسرار النووية الإسرائيلية، والتي كشفها التقني مردخاي فعنونو. واليوم، فمن غير الواضح تماما، حجم المعلومات لدى اجهزة المخابرات الغربية حول مرفق المعالجة ومتى علمت به.
04.07.2013
اتهم البريطاني الذي اخترع شبكة الإنترنت العالمية الحكومات الغربية بالنفاق، لتجسسها على الإنترنت في الوقت الذي تعطي فيه دروسا لزعماء يمارسون القمع في أنحاء العالم لأنهم يفعلون الشيء ذاته. وقال تيم بيرنرز لي عالم الكمبيوتر المولود في لندن الذي اخترع الشبكة في عام 1989 مع انهيار سور برلين، إن الغرب متورط في أعمال تجسس "ماكرة" على الإنترنت يمكن أن تغير الطريقة التي يستخدم بها أشخاص عاديون أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. وواجهت الولايات المتحدة وبريطانيا ضجة محلية وعالمية، بعد أن سرب متعاقد سابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية وثائق كشفت برامج أمريكية وبريطانية سرية في السابق للتجسس على الإنترنت. وقال بيرنرز لي (58 عاما) لصحيفة "تايمز": "في الشرق الأوسط، يُسمح للناس بالدخول إلى الإنترنت لكن يتم التجسس عليهم، ثم يوضعون في السجون". وأضاف: "يمكن أن يصبح من السهل للناس في الغرب أن يقولوا إنه يجب ألا يُسمح لتلك الحكومات السيئة بالدخول إلى الإنترنت للتجسس، لكن من الواضح أن الدول النامية تتجسس بجدية على الإنترنت". وأوضح لي أن هذه الكشوفات بشأن التجسس الأمريكي والبريطاني على الإنترنت يمكن أن تغير الطريقة التي يستخدم بها الناس الإنترنت، خاصة الأجيال الأصغر التي يمكنها أن تستخدمه في أغراض خاصة، مشككا أيضا في إمكان أن تحمي الحكومات بيانات حساسة بمجرد جمعها.
28.06.2013