انقلب الإمارات على الكاتب محمد حسنين هيكل الذي يعتبره البعض مهندس الانقلاب في مصر الذي أيدته الإمارات بكل امكانياتها بعد تصريحات اثارت الكثير من الجدل حول أحقية الإمارات بجزرها التي تحتلها إيران.
ونسبت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى الكاتب البارز محمد حسنين هيكل قوله في حوار مع شبكة "سي بي سي" المصرية إنه كان حاضرا إبان عهد نظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر (خلال ستينات القرن العشرين) في المفاوضات بشأن الجزر العربية المتنازع عليها مع إيران، بينما كانت فيه دول الخليج العربي تتأهب لنيل استقلالها، وإنه بذلك يشهد على أن "العرب فرطوا حينها في الجزر لإيران".
وللتذكير، فقد تجرأ الكاتب المصري على تأكيد أن الجزر الإماراتية المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى الواقعة في الخليج العربي تابعة لإيران و"أن خلاف الإمارات العربية المتحدة بشأن سيادة إيران على الجزر غير قائم على أساس والدافع وراءه سياسي".
وأضاف هيكل أن العاهل السعودي الراحل الملك فيصل كان يقود هذه المفاوضات وأن الدول العربية قبلت بأن تكون البحرين دولة عربية رغم أن أغلبية 70 في المائة من سكانها شيعية، مقابل مبادلتها بالجزر الإماراتية الثلاثة، على حدّ تعبيره.
وأضاف "إنهم أضفوا (الحكام العرب) الشرعية على حكم الأقلية السنية لأغلبية شيعية في البحرين للاعتراف بها كدولة عربية وأنه بدلا من الإصرار على فكرة أن جزر طمب الكبرى وطمب الصغرى وابو موسى تنتمي للإمارات يجب أن نقبل بتوازن القوى في المنطقة".
وقال هيكل الذي تربى في أحضان نظام عبد الناصر والذي كان يتبنى الوحدة العربية هدفا لمشروعه السياسي، إنه "لا يمكن أن نقول لإيران اخرجي من الخليج كله"، في إشارة منه إلى أنه لا يمكن مطالبتها بتسليم الجزر الإماراتية الثلاث، وذلك من أجل ما أسماه بـ"ضرورة التحسب للتوازنات الإقليمية في المنطقة"، رغم أن هذه التوازنات الإقليمية قد أخلت بها طهران وضد مصالح العرب اساسا، وبشكل كبير وجلي خاصة في العراق والبحرين ولبنان واليمن وغيرها من الساخنة التي تمتد إليها ايادي العبث الإيراني.
ودعا الكاتب المصري دول الخليج إلى التفرقة بين المهم الرئيسي وبين الفرعي في أولوياتهم بالنسبة لعلاقاتهم بإيران. وأشار إلى أن ماهو مهم رئيسي هو حفظ التوازنات الكبرى في المنطقة.
وقال هيكل "لا بد لدول الخليج أن تقيس ماهو موجود حول المنطقة (الخليج وما جاوره) بمقياس المصالح وبمقياس الأمن أي بمقياس ما يمكن أن يؤدي إلى التوافق بينها وبين القوى المؤثرة، في إشارة إلى ايران.
ووفقا لما نقلته الصحيفة الإيرانية فقد اختتم هيكل تصريحاته بشأن هذه القضية بالتساؤول "لماذا لم تجرؤ الدول العربية على إثارة موضوع الجزر الثلاث في عهد الشاه ولم تبدأ في إلقاء الضوء عليه إلا بعد ثورة 1979 وتستمر في نشر بذور الخلاف"، رغم تلميحه إلى أن بعض العرب لهم الحق في المطالبة ببعض هذه الجزر.
وردت الصحف الإماراتية على هيكل متهمة اياه انه يعيش مرحلة الخرف وقال الكاتب علي الريش في صحيفة الاتحاد الإماراتية: "ما بعد “خريف الغضب” يتجه محمد حسنين هيكل إلى خريف الشيخوخة فيفصل ويحلل ويجلجل ويقلقل ويبلبل ويزلزل ويكلل حياته الصحفية بتصريحات أشبه بالفقاعات، أقرب إلى الزبد لأن الرجل لامس حد التخريف والتجديف والتحريف والإسفاف والاستخفاف عندما تحدث إلى القناة الفضائية المصرية (سي.بي.سي) مكلفاً نفسه عناء تاريخ طويل هو لا يستطيع حمله ولا يمكنه تفويض نفسه نيابة عن بيان الجغرافيا وتبيين التاريخ.. هيكل صرح للقناة المذكورة عن احتلال إيران لجزرنا الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى بأنه «لا يمكن أن أقول لإيران أخرجي من الخليج كله، فهذا غير ممكن إذا كان في البحرين نسبة الشيعة 70% ومع ذلك حكمها سُني وقبلنا بهذا لأنه لابد بشكل أو بآخر أن تكون هناك معادلة توازن مع سكان الجوار»."