معهد واشنطن: كيري يجب ان يصارح الفلسطينين بالتخلي كليا عن حق العودة إن أرادوا دولة
الإسرائيليون يعيشون - من وجه نظرهم لحظة بالغة الاستقرار والرخاء، ويعيشون في فقاعة مريحة بسبب الفوضى والدمار الذي يجتاح البلدان المحيطة بهم...هذه الفقاعة المريحة التي يعيشها الإسرائيليون، شأنها شأن مماثلاتها، ستنفجر في لحظة ما".
هل تعود الانتفاضة الاجتماعية الى شوارع اسرائيل؟!
نظم معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الثلاثاء، ندوة بعنوان "إسرائيل وأميركا وشرق أوسط يتلاطم بالأمواج"، تحدث فيها ستيفن هادلي، مستشار الرئيس الأميركي السابق لشؤون الأمن القومي (رئاسة جورج دبليو بوش)، ومبعوث الرئيس أوباما لمفاوضات السلام السابق دينيس روس، وأدارها مدير المعهد روبرت ساتلوف، الذي قال في بداية الندوة: " ثلاثتنا عدنا للتو من إسرائيل بعد أن شاركنا في المنتدي السابع للمؤتمر الدولي حول مواجهة المستقبل، وتمحيص مسالك جديدة في مواجهة التحديات، ويمكنني أن أقول لكم بأن الإسرائيليين يعيشون - من وجه نظرهم لحظة بالغة الاستقرار والرخاء، ويعيشون في فقاعة مريحة بسبب الفوضى والدمار الذي يجتاح البلدان المحيطة بهم".
وأضاف ساتلوف، الذي يعتبر من اشد المدافعين عن إسرائيل في العاصمة الأميركية: "ولكن خشيتي أن هذه الفقاعة المريحة التي يعيشها الإسرائيليون، شأنها شأن مماثلاتها، ستنفجر في لحظة ما".
يشار إلى أن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، هو مركز بحثي وفكري انبثق عن منظمة "إيباك"، (اللوبي الإسرائيلي) عام 1985، وقاده لفترة طويلة المبعوث الأميركي الحالي لمفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية مارتن إنديك، كما خرّج اعدادا كبيرة من الناشطين في خدمة مصالح إسرائيل الذين باتوا يعملون في أجهزة الإدارة الأميركية المختلفة ويحتلون مراكز رفيعة مثل دينيس روس الذي قاد الوفد الأميركي المفاوض في عملية السلام لعقود طويلة، كما عمل به حتى الخريف الماضي ديفيد مكوفسكي قبل ان ينضم لإنديك، الذي رسم خرائط الحل النهائي بما يحتفظ لإسرائيل بأكثر من 80% من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ويبقي 80% من المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واكد ساتلوف خلال الندوة ان وزير الخارجية الأميركي (جون) كيري "اكتشف سر النجاح، واحتضن بيبي (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو)، واحتضن الموقف الإسرائيلي وأعطى نتنياهو وجودا أمنياً في الأغوار، ولكن هذا غير كاف"، وان المطلوب حسب ساتلوف انه "يتوجب على الولايات المتحدة التي تتحدث مع إسرائيل بصراحة عن التضحيات التي يجب أن تقدمها، أن تفعل الشيء ذاته مع الفلسطينيين، وتتحدث معهم بمنتهى الصراحة وتقول لهم: اما الدولة واما حق العودة، وأن تخبرهم كذلك بحقيقة أن عودة اللاجئين هي ضرب من الخيال، ولذلك فانكم إن أردتم الدولة الفلسطينية لا بد ان تتخلوا عن أوهام حق العودة، وتعترفوا بيهودية الدولة".
وطالب ساتلوف الإدارة الأميركية لتقوم بدورها "في المطالبة بتعديل مبادرة السلام العربية (التي اطلقتها السعودية) ليكون التركيز فيها فقط على اتفاق للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مقابل اعتراف العرب وتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل، وان يتم تجاهل هضبة الجولان (المحتلة) لأنهم يعرفون أن وضع الجولان لن يبحث لسنوات طويلة قادمة".
من جانبه انتقد ستيفن هادلي، الإدارة الاميركية بسبب توصلها لاتفاق مرحلي مع إيران في محادثات جنيف في شهر تشرين الثاني الماضي، واعرب عن خشيته من "احتمالية التوصل لاتفاق دائم بين الخمسة+1 مع إيران، وأن تفلت إيران من نظام العقوبات المفروضة عليها، ويتسنى لها تكثيف نشاطاتها بعيداً عن التدقيق في وفائها بالتزاماتها، ونعود إلى حيث كنا في أعوام 2007 و 2009 ".
وحذر هادلي من مغبة غياب الخطط البديلة في حال فشل التوصل إلى اتفاق دائم، و"استعداد إيران لتقديم تنازلات، والإحتفاظ بحق التخصيب، بنسب مقبولة وفق المعايير الدولية، واضطرار الولايات المتحدة للقبول بذلك".
ورفض ستيفن هادلي أن يشير بوضوح لما طالب به ساتلوف بشأن ضرورة تخلي الفلسطينيين عن حق العودة علناً وبالكامل، "مقابل الحصول على الدولة، ووجود محدو في القدس الشرقية، مع الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي أمني على حدود الأردن" معتبراً أن الكثير من النقاط والقضايا الخاصة بالتوصل لسلام فلسطيني إسرائيلي تم تجاوزها عبر المفاوضات والخطط السابقة (في كامب ديفيد-عهد كلينتون) و"خارطة الطريق" واجتماعات أنابوليس في عهد الرئيس بوش.
واشار الى ان "الفلسطينيين وافقوا بالكامل على خطة خارطة الطريق، إلا أن اتفاق الإطار الذي يكثر الحديث عنه قد يقابل نهاية مختلفة. كون الطرفين موجودان في المفاوضات الجارية إرضاءً للولايات المتحدة".
وقال دينيس روس: "إن المعطيات والديناميكيات الحالية في الشرق الأوسط تختلف جذرياً عما كانت عليه قبيل المخاضات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وان القضية الفلسطينية وحل الصراع مع إسرائيل لم تعد أولوية، وانني لو وضعت غمامة على عيني وأنا أتحدث مع الإسرائيليين والسعوديين والأماراتيين لما عرفت مع من أتحدث حيث أنهم يقولون نفس الكلمات، ونفس التعابير، ولديهم نفس الأولويات ونفس الأعداء، كلهم سعداء بعودة سيطرة العسكر في مصر، وهلاك الإخوان المسلمين، وإضعاف حركة حماس، وتخوفهم من إيران، وانزعاجهم من الإدارة الأميركية بسبب خطواتها نحو إيران".
واعتبر دينيس روس "اتفاق الإطار الذي يستعد الوزير جون كيري لإعلانه، خطوة متقدمة، وليست مصممة لتكون اتفاقا مؤقتاً، بل كيف يستوعب الطرفين أبعاد الاتفاق النهائي على الحدود واللاجئين والقدس ويهودية إسرائيل".
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.