إن الوصل الى العلاقة الزوجية السعيدة يتطلب مزيد من التعقل والحكمة من قبل الطرفين، وهناك أسرار عديدة للوصول إلى تلك الحياة المنشودة التي يسعي إليها أي أزواج، ففي حال سعي الزوجين للحفاظ على العلاقة الزوجية السعيدة يجب أن يصل كل منهما الى مرحلة الشراكة القوية لكي لا تكون الحياة هشة قابلة للكسر والإنهيار.
يستطيع الطرفان بناء شراكة قوية عن طريق عدة أسرار، فعلى الطرفين إعتماد التواصل وتبني طريقة حوار خاصة بهما يتوصلان من خلالها لحل أي مشكلة قد تحدث بينهما، فالأزواج الذين يقومون بالحديث في مشاكلهم وحلها بهدوء يتمتعان بـ"العلاقة الزوجية السعيدة"، بالمقارنة مع الآخرين الذين لا يخلقون بينهما جو من التواصل والنقاش.
فالتواصل والتحدث من أهم أسرار العلاقة الزوجية السعيدة، كما أنه يعد شرطا أساسيا بين الأزواج مهما كانت الأمور بسيطة، إلى أن ذلك يزيد من تقارب وجهات نظرهما والإرتباط ببعضهما أكثر حيث يكونان يدا واحدة في حياتهما وأفكارهما وميولهما وطريقة حل مشاكلهما.
من أسرار العلاقة الزوجية السعيدة تفهم وجهات نظر الآخر، فلا يوجد منزل خال من المشاكل، بينما يجب أن يعي كلا الطرفين كيفية حل تلك المشاكل بطريقة ودية ناجحة، فالأزواج الناجحين كغيرهم يختلفون ولكن لديهم القدرة على تلقي الإختلاف بصدر رحب. فالأزواج السعداء على دراية تامة عند التعرض لمشكلات أن الخلافات ضرورية في الحياة الزوجية، إلا أنهم على قناعة أنها لن تفسد حياتهم ولا تعني إنهاء الشراكة التي قد بدأوها سوياً، لذا فإن الخلافات بالنسبة لهم مجالاً للنقاش والتفاوض. لذا فإن الازواج القادرين على التفاهم هم أكثر سعادة عن نظرائهم غير القادرين على حل المشاكل بشكل ودي وهادئ وأيضاً قادرون على الإستمتاع بحياتهم أثر سماع بعضهم البعض.
إن الحياة الزوجية السعيدة تتطلب أيضاً من الزوجين تقبل صعوبات الحياة بصدر رحب، ورغم جدية الأزمات التي يتعرض لها الأزواج إلا أنه لا يجب أن تختفي روح المرح بين الأطراف لإستمرار الحياة بشكل جيد وتخطي الأزمات بأقل الخسائر ودون هروب الحب. فالضحك من أهم العناصر التي يجب أن تتوافر في العلاقة الزوجية السعيدة لكي ينعم الطرفين بحب بعضهما، فصعوبات الحياة يجب أن تواجه بقليل من الإبتسامات والأمل للقدرة على المواجهة بنجاح وحب وللضحك الأوقات المناسبة التي يعرف الأزواج الناجحون في علاقتهم متى وأين يمكن إقحام هذا الضحك خلال مواجهة الأزمات، فلا توجد حياة بدون مشاكل، ولا يعني أن وجود الضحك بين الأزواج دلالة على عدم مرور هذه الأسرة بالمشاكل، ولكن الفارق الوحيد هو إمكانية هذه الأسرة ومدى قدرتها على تقبل الأمور والتعامل معها بحكمة.