يظهر ما يعرف بـ"القمر العملاق" عندما يكون القمر في أقرب جزء من مداره إلى الأرض، وهو ما يعني أنه يبدو للمشاهدين وكأنه أكبر في السماء. وتمكن الناس من مشاهدة الخسوف - الذي جعل القمر يبدو في لون أحمر - في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وغرب أفريقيا وغرب أوروبا.
وتقول وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إن آخر تزامن للقمر العملاق مع خسوف القمر حدث عام 1982، ولا يتوقع أن يحدث مرة أخرى حتى عام 2033. لكن هناك حالة من الجدل بين الفلكيين حول تعريف "القمر العملاق".
وشاهد مراقبو السماء في النصف الغربي من أمريكا الشمالية، وبقية أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا خسوفا جزئيا. وفي المملكة المتحدة، شاهد المراقبون القمر يمر خلال ظل الأرض في ساعة مبكرة من صباح الاثنين. أما في أمريكا الشمالية والجنوبية فشوهد الخسوف مساء الأحد.
ويحدث الخسوف الكلي للقمر عندما تصطف الأرض والشمس والقمر على خط واحد تقريبا، بينما يكون القمر على الجانب الآخر للأرض من الشمس. وعندما يتحرك القمر كاملا في ظل كوكبنا، فإنه يخفت بشكل كبير لكنه عادة ما يظل مرئيا، مضاءً بضوء الشمس الذي يمر عبر الغلاف الجوي للأرض.
ويقول روبرت ماسي، نائب المدير التنفيذي للجمعية الفلكية الملكية ببريطانيا، لبي بي سي إن الخسوف "حدث جميل للغاية".
وتحدث ظاهرة القمر العملاق عندما يتزامن القمر المكتمل أو الجديد مع قمر يقترب من أقرب نقطة في مداره إلى الأرض، أي ما يسمى "الحضيض القمري". يأخذ القمر مدارا بيضاويا حول الأرض، وهو ما يعني أن متوسط بعده عن الأرض يتغير من 405 ألف كيلو متر (ذروته) إلى 363 ألف كيلو متر، في "الحضيض القمري". ويعني تزامن القمر العملاق مع خسوف القمر أن يبدو القمر أكبر بنسبة تتراوح بين 7 و8 بالمئة، لكن ماسي يقول إن "هناك إشكالية إلى حد ما حول تعريف القمر العملاق".
وأشار ماسي إلى أن ظاهرة القمر العملاق تحدث في وقت غير ثابت بالمقارنة بالخسوف الذي يمكن قياس توقيت حدوثه بالضبط. ونتيجة لذلك، يقول ماسي إن هناك مبالغة في الادعاءات بندرة تزامن القمر العملاق مع خسوف القمر.