- الانقلاب العسكري 27 مايو/ أيار 1960
شهدت تركيا أول انقلاب عسكري في عام 1960. وقام به 38 ضابطا تقول رواية تاريخية إنهم تدربوا في عام 1948 من قبل الأمريكان، برئاسة القائد "جمال غورسيل" من القوات المسلحة التركية، ضد حكومة الحزب الديمقراطي المنتخبة ديمقراطيًا، والتي كان يرأسها عدنان مندرس آنذاك.
قام رئيس حزب الشعب الجمهوري "عصمت إينونو" في 26 من شهر مايو بعام 1960، بحشد أنصاره من الجامعات والجيش، فوقعت مظاهرات واشتباكات في العديد من المدن الكبرى، وأعلن أنصار إينونو أن الحزب الديمقراطي يعتزم قلب النظام العلماني وإقامة دولة دينية. وفي صباح اليوم التالي سمع الشعب التركي من الإذاعة صوت العقيد "ألب أرسلان توركش" وأنه يعلن وضع القوات المسلحة يدها على الحكم. وتحرك الجيش التركي ليقوم بأول الانقلاب العسكري خلال العصر الجمهوري.
أما السبب الأساسي لهذا الانقلاب، فهو واقعة حدثت في 2 من شهر نيسان/ أبريل بعام 1960، والتي منع خلالها دخول عصمت إينونو إلى ولاية "قيصري" لحضور مؤتمر لحزب الشعب الجمهوري، فبقي في مقصورته الخاصة 3 ساعات، إلى أن أعلن أنصاره العصيان واصطحبوه إلى المؤتمر واقتحمت مجموعة من الجنود المدينة، فردت حكومة عدنان مندرس باعتقال الضباط الذين رفضوا أوامرها الخاصة بمنع إينونو من الدخول.
وانتهى الانقلاب بإعدام رئيس الوزراء عدنان مندرس، ووزير الشؤون الخارجية فاتن روشتو زورلو، ووزير المالية حسن بولاتكان بتهمة العزم على قلب النظام العلماني وتاسيس دولة دينية.
الانقلاب العسكري 12 مارس / آذار 1971
يذكر أن هذا الانقلاب يُسمّى "انقلاب المذكرة" وهي مذكرة عسكرية أرسلها الجيش بدلا من الدبابات.
في عام 1969 أجريت الانتخابات العامة، وفاز فيها حزب العدالة برئاسة سليمان دميريل، وفشل حزب الشعب الجمهوري، وفي تلك الفترة كان رئيس الوزراء التركي "سليمان دميريل"، وعانت الحكومة بفترته من مشاكل سياسية واقتصادية والاجتماعية.
قامت القوات المسلحة بزعامة هيئة الأركان العامة التركية "ممدوح تاغماج" (Memduh Tağmaç) في 12 آذار بتسليم رئيس الوزراء مذكرة تصل لحد إنذار أخير من القوات المسلحة، وطالب فيها "بتشكيل حكومة قوية ذات مصداقية في إطار المبادئ الديمقراطية، وتضع حدا للوضع الفوضوي الحالي وتطبق، من خلال وجهات نظر أتاتورك، القوانين الإصلاحية المنصوص عليها في الدستور، لإنهاء "الفوضى والصراع بين الأشقاء، والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، وإذا لم يتم تلبية هذه المطالب أن الجيش سيتولى السلطة. وبعد الانقلاب العسكري قدم دميريل استقالته بعد اجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات مع حكومته.
- الانقلاب العسكري 12 سبتمبر/ أيلول 1980
في الانتخابات التي أجريت عام 1973، حصل حزب الشعب الجمهوري برئاسة بولند أجاويد على 185 مقعدًا في البرلمان التركي، وكذلك حزب العدالة برئاسة سليمان دميريل حصل على 149 مقعدا، أما حزب السلامة الوطنية برئاسة نجم الدين أربكان فقد حصل على 48 مقعدا. وشكلت حكومة ائتلافية برئاسة أجاويد بين حزب الشعب الجمهوري وحزب السلامة الوطني. في حين قام نائب رئيس الوزراء نجم الدين أربكان بعملية عسكرية في جزيرة قبرص الشمالية، و اشتهر اربكان بين الشعب التركي "بفاتح قبرص".
لم يكتفِ أجاويد بذلك لأنه كان يرغب بالانفراد بالسلطة لوحده، وفي عام 1977 أجريت الانتخابات العامة، واضطر فيها بولند أجاويد رغم حصوله على أغلبية الأصوات إلى تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة سليمان دميريل.
وفي هذه الفترة دخلت تركيا مرحلة من الفوضى بين التيارات اليمينية واليسارية، فاشتبك القوميون مع الاشتراكيين والشيوعيين وحصلت مواجهات دموية، وفقدت حكومة دميريل سيطرتها على الأحداث.
وفي صباح يوم 18 سبتمبر/ أيلول بعام 1980 أعلن رئيس أركان القوات المسلحة التركية إيفرين تسليم دميريل قيادة البلاد، كما أعلن حالة الطوارئ وإغلاق جميع الأحزاب، والقبض على كافة زعماء الأحزاب مثل نجم الدين أربكان وسليمان دميريل وبولند أجاويد وألب أرسلان توركش.
- الانقلاب العسكري 1993
قام بهذا الانقلاب عناصر من الجيش التركي ضد حكومة تورغوت أوزال من خلال وسائل سرية. شهدت أوائل التسعينات عنفًا شديدًا في تركيا بسبب الصراع السياسي الداخلي، وشهد عام 1993 سلسلة من الوفيات المشبوهة مثل وفاة رئيس الجمهورية "تورغوت أوزال" واغتيال الصحفي أوغور موموجو، واغتيال السياسي صديق تورغوت أوزال "عدنان قهوجي"، واغتيال القائد العام لقوات الدرك "أشرف بيتليس"، واغتيال النائب الكردي محمد سينكار واغتيال الجنرال باتبار أيدين.
كما شهدت البلاد أحداثًا مشبوهة مثل حرق فندق بولاية وان توفي فيه 11 شخص، وحرق فندق ماديماق في سيواس توفي فيه 33 كاتب يساري، لتتهم وسائل إعلام تركية إسلاميين بحرق الفندق ولكن هذه الادعاءات لم تثبت.
الانقلاب العسكري 28 شباط/ فبراير 1997
تمكن حزب الرفاه، الذي كان يمثل إسلاميي تركيا، بزعامة نجم الدين أربكان من الفوز بأغلبية في الانتخابات التي أجريت عام 1995، كما فاز في المرتبة الأولى كذلك بانتخابات عام 1996، ولكن النتيجة لم تكن كافية ليتولى السلطة وحده، ولذلك قام أربكان بتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم. وقد قامت الحكومة الائتلافية بإصلاحات وتغيرات كبيرة تجاه بعض القضايا التي تهم العالم الإسلامي ومنها: تأسيس "اتحاد الدول الثمانية" بمشاركة تركيا وباكستان وإيران وماليزيا وبنغلاديش ومصر ونيجيريا وإندونيسيا، أقام في بلدة سينجان بأنقرة ندوة في يوم القدس العالمي للتضامن مع المظلومين في فلسطين جمعت حشدًا من أكبر الحشود في تلك الفترة، وافتتح مدارس الأئمة والخطباء والمدارس الدينية.
كل ذلك أغضب العلمانيين في البلاد، لتقوم القوات المسلحة التركية بزعامة كنعان إفرين بانقلاب عسكري ضد حزب الرفاه، أجبروا خلاله رئيس حزب الرفاه أربكان على الاستقالة من منصبه، ثم أغلق الحزب لاحقًا. وبدأ الجيش بالإغلاق التدريجي لمدارس الأئمة والخطباء والمدارس الدينية وتطبيق نظام التعليم الإلزامي على مدى ثماني سنوات، وبعد فترة صدر قرار مجلس الأمن القومي الذي نص على أن "الحجاب هو تهديد لتركيا".
وانتشرت في تلك الأيام القوانين والقرارات التي تحد من حرية النساء المحجبات، فقد مُنعن من دخول الجامعات، وحُرمن من العمل بالحجاب حتى من كُنّ يعملن من المُحجبات طُردن من عملهن، وحتى المؤسسات الخاصة لم تسمح لهن بالعمل وهن مرتديات حجابهن.