تمكن فريق بحث هولندي من التوصل إلى دواء جديد عبارة عن جزيء يتم حقنه في الجسم، يوقف أعراض الشيخوخة لدى الفئران، ما يبشر بإمكانية تكرار التجربة بنجاح على البشر.
وأجرى فريق البحث تجربته على فئران متقدمة في العمر مبرمجة وراثيًا على الشيخوخة بصورة أسرع وأخرى تشيخ في العمر بعلاج كيمائي.
وأوضح فريق البحث أن التجربة تعتمد على إظهار الخلايا التي أصيبت بالشيخوخة في الجسم وتوقفت عن الانقسام، وتتراكم هذه الخلايا بصورة طبيعية مع العمر، وتنهض بدور في التئام الجروح ومكافحة الأورام.
لكن بينما تبدو هذه الخلايا التي أصيبت بالشيخوخة هادئة، فهي في الوقت ذاته تفرز موادا كيمائية تسبب التهابات وتسهم في حدوث الشيخوخة.
وابتكر العلماء دواء جديد عبارة عن جزيء من الأحماض الأمينية يدعى "البيبتيد" "Peptide" ينتقي تلك الخلايا ويقتلها من خلال إحداث اضطراب في توازن المواد الكيمائية داخلها، وتم حقن الفئران بالدواء الجديد 3 مرات أسبوعيًا، واستغرقت التجارب نحو عام.
وأظهر الدواء الجديد استعادة الفئران المتقدمة في العمر حيويتها، إضافة إلى نشاط إنبات الفرو الذي يغطي جسدها وبعض الوظائف العضوية الأخرى.
وأظهرت النتائج أيضًا، أن وظائف الكبد استعادت نشاطها بسهولة وضاعفت الفئران المسافة التي تقطعها على العجلة الدوّارة.
وقال قائد فريق البحث عالم البيولوجيا الخلوية، بيتر دي كيزر، إنه لا توجد أي علامات تشير إلى آثار جانبية، لكن "الفئران لا تتكلم"، ويعتقد أن الدواء قد يكون له تأثير محدود أو ربما ينعدم تأثيره على الأنسجة الطبيعية.
وعن إمكانية استخدام هذا الدواء لعلاج الشيخوخة، أضاف كيزر: "أتمنى ذلك، لكن العبرة بالنتائج"، حيث يعتزم الفريق إجراء تجارب على البشر أملا في أن تفضي الجهود إلى علاج للشيخوخة.
وتعليقا على نتائج الدراسة، قال فرانسيس رودييه، عالم الأحياء الجزيئية في جامعة مونتريال بكندا: "إنه بالتأكيد تقدم هام في هذا المجال، فهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها شخص ما، أنه يمكنك التخلص من الخلايا المصابة بالشيخوخة دون أن يكون لها أي آثار جانبية واضحة".