صلاة الاستخارة من أهم الصلوات التي هدانا الله إليها، فكل الصلوات والنوافل هي عبارة عن محادثة لله ومناجاة، ولكن صلاة الاستخارة هي عبارة عن طلب الاختيار من الله، أي أن هناك شيء ما في حياتنا يضعنا في حيرة، ونريد من الله أن يقوم لنا باختيار ما هو أصلح لنا عن طريق تلك الصلاة والدعاء الوارد بها.
دعاء صلاة الاستخارة
الكثير منا لا يعرف كيف نؤدي تلك الصلاة، وذلك لأن القليل منا يقوم بها عند أهم الأمور في حياته، كالإقبال على الزواج مثلًا، ولكن في حقيقة الأمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نصلي صلاة الاستخارة في شئون حياتنا حتى لو كانت صغيرة، فهو كان يعلمها للصحابة كما كان يعملهم سور القرآن الكريم.
وصلاة الاستخارة كما علمنا رسولنا الكريم هي عبارة عن ركعتين ليستا فرضًا، أي تكون الصلاة بنية الاستخارة ثم نقول: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم ان هذا الأمر – ثم نقوم بتسمية الأمر الذي نستخير فيه الله – خيرٌ لي في عاجل أمري وآجله وفي ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فأقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وفي عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به".
كيفية أداء صلاة الاستخارة
إن صلاة الاستخارة تشترط الوضوء والنية، كما أنها سنة مستحبة يجزينا الله عليها بالثواب كصلاة السنة وصلاة الليل، ولكنها لا تجوز في أوقات الكراهة ومن أهم أركانها أن نقول الدعاء الخاص بها قبل السلام من الصلاة، أو يجوز أن يقال بعد السلام من الصلاة.
وطريقة صلاة الاستخارة كالتالي:
أولًا: النية والوضوء.
ثانيًا: البدء لصلاة الركعتين فمن المستحب قراءة سورة الكافرون (قل يأيها الكافرون) في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد) في الركعة الثانية.
ثالثًا: قول الدعاء المخصوص بصلاة الاستخارة – السابق ذكره – بعد قول التشهد قبل التسليم أو بعد التسليم من الصلاة، مع التأكد من ذكر الحاجة المرغوب الاستخارة فيها بتسميتها في الدعاء.
رابعًا: الثقة في أن الله سيختار الأفضل للإنسان، فيقوم المستخير بالتوكل على الله وهو واثق أن الله سيقضيه في أمره وسييسره له، فهناك بعض العلامات للاستخارة فتكون بالتسيير والتوفيق في الأمر ذاته، أو شعور بالارتياح تجاه ذلك الأمر وهذا الشعور يكون بعيد عن الهوى فيكون الإنسان محايد في شعوره أثناء الاستخارة وإذا شعر غير ذلك يكون عليه ترك الأمر من فوره، وإلا كان مستخيرًا لهواه وليس مستخيرًا إلى الله.
بعض الأمور التي يجب مراعاتها في الاستخارة :
1- يجب أن يتعود الإنسان المسلم على أداء صلاة الاستخارة في أي شأن من شئون حياته مهما كانت صغيرة، حيث أن الصحابة كانوا يستخيرون الله في شراء أحذيتهم وكل أمور حياتهم مهما كانت صغيرة وطبيعية.
2- الثقة واليقين أن التوفيق والاختيار الصحيح هو من عند الله سبحانه وتعالى، فهو خير مدبر لنا ولكن عليك أولًا فهم وتدبر معاني الدعاء المقال في صلاة الاستخارة.
3- ليس من الجائز قول دعاء صلاة الاستخارة بعد التشهد أو بعد التسليم من صلاة فرض، فيلزم علينا أن تكون صلاة الاستخارة ركعتين من غير فرض.
4- إذا أردت أن تقوم بالاستخارة في صلاة سنة أو في أحد صلوات النوافل، فمن الواجب عليك أن تنوي نية صادقة للاستخارة قبل بدء الصلاة، فلا يصح بدء النية بالاستخارة أثناء الصلاة.
5- بالنسبة للنساء لا يجوز لها أن تصلي صلاة الاستخارة إذا كان هناك مانع كالحيض أو النفاس، فيلزم عليها الانتظار حتى زوال المانع، وإذا كان هناك أمر لا بد من استخارة الله فيه بشكل مُلح فيجوز لها القيام بالاستخارة عن طريق الدعاء فقط بغير الصلاة، فالصلاة هي الوقوف بين يدي الله فلا تجوز إلا إذا كانت طاهرة بشكل كامل.
6- من الجائز أن نقول دعاء الاستخارة قبل أو بعد السلام من الصلاة، يعني أنها تجوز في الحالتين.
7- من الأفضل والأحسن أن نحفظ دعاء الاستخارة وإن لم نستطيع حفظه يجوز لنا أن نقرأه من ورقة مثلا.
8- لا يجب علينا ولا يجوز لنا أن نزود أو ننقص شيء من دعاء صلاة الاستخارة.
9- إذا قمت بأداء صلاة الاستخارة ووجدت ما هو أصلح وأفضل لك يمكنك أن تكررها على نفس الأمر.
10- لا يجوز أن يقوم شخص بأداء صلاة الاستخارة بدلًا من شخص أخر، فكل فرد يستخير الله في شؤونه هو فقط.
طرق الاستخارة
هناك طريقتان للاستخارة أولى هي باستخارة الله سبحانه وتعالى في الأمر، وذلك عن طريق صلاة الاستخارة والطريقة الثانية هي باستشارة أهل الرأي الذين يتميزون بالأمانة والصلاح.
أشهر الأمور التي يتم صلاة الاستخارة لأجلها
من الأمور التي يتم فيها صلاة الاستخارة هي الصلاة ولذلك سنؤكد على كيفية القيام بصلاة الاستخارة للزواج:
في البداية ومن الأساس أن نقوم بالوضوء واستحضار النية للاستخارة ونصلي الركعتين من غير فريضة، الركعة الأولى بسورة الكافرون والركعة الثانية بسورة الإخلاص، بعد التسليم أو قبله نقوم بقول دعاء في أول الدعاء نثني ونحمد الله تعالى، ثم الصلاة على نبينا الهادي، ومن المفضل أن نقوم الإبراهيمية، ثم نقول دعاء صلاة الاستخارة وهو:
"اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر – ثم نقوم بتسمية الأمر الذي نستخير فيه الله (زواجي من فلان) – خيرًا لي في عاجل أمري وآجله وفي ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وفي عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به".
وبعد الانتهاء من الدعاء نصلى على نبينا الهادي مرة أخرى بالصلاة الإبراهيمية، وبذلك نكون انتهينا ونترك الأمر لله تعالى يختار لنا ما هو أصلح، من السنة أن نقوم بصلاة الاستخارة ثلاث مرات على ثلاث أوقات غير متباعدة (كل يوم مرة على ثلاث أيام مثلًا).