قال مسؤول فلسطيني ان ثمة اتصالات امنية سرية تجري حاليا بين إسرائيل وكل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية بغية الوقوف عن كثب على ما قد يحدث خلال الأيام والاسابيع القادمة إثر اعتزام جهات فلسطينية تنظيم احتجاجات جماهيرية واسعة النطاق بدءا من قطاع غزة فيما يتوقع ان تمتد الاحتجاجات الى كافة المناطق الفلسطينية.
ومن المتوقع ان تبدأ الاحتجاجات الفلسطينية يوم الجميع الوشيك الذي يصادق الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الذي جرت وقائعه في الثلاثين من اذار من عام 1976 وقتل الامن الإسرائيلي اثناء المواجهات التي وقعت آنذاك ستة مواطنين عربا.
وقد دعت حركة حماس الى تنظيم مسيرة حاشدة الى السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل والى نصب الخيام بمحاذاة السياج الحدودي مما قد يؤدي الى تصعيد يخرج عن السيطرة.
ومن المتوقع كذلك ان تستمر الاحتجاجات الفلسطينية مدة ستة أسابيع متتالية لتنتهي يوم الاحتفالات بعيد استقلال إسرائيل السبعين الذي يحي الفلسطينيون فيه "ذكرى النكبة"، وهو ما يرى المراقبون انه سيكون في ظل توتر خارج عن المعهود هذا العام لأنه يتزامن مع موعد نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس بعد ان اعلان الرئيس الأمريكي ترامب في كانون الأول/ديسمبر من العام المنصرم الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
وتفيد التقارير ان ثمة خشية إسرائيلية واضحة من تصعيد محتمل للأحداث القادمة قد تؤدي الى تدهور أمني في المنطقة من شأنها ان تجر كافة المنطقة الى مواجهات عنيفة. وعليه، ووفقا لما أورد الموقع السعودي، فقد قال مسؤول فلسطيني ان اتصالات سرية على الصعيد الأمني تجري بين مسؤولين إسرائيليين كبار مع نظراء لهم من الأردن والسلطة الفلسطينية.
وأضاف المصدر الفلسطيني ان اللقاء الأخير الذي جرى بين الأطراف في احدى مقرات القيادة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية شارك مسؤولون امنيون مصريون وانه من المتوقع عقد لقاءات أخرى كهذه في الأسابيع القادمة.
وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، انها علمت من مصادر خاصة بها حول مدى القلق في عمان والقاهرة ورام الله من مغبة انتشار الاحداث المقررة في قطاع غزة الى مناطق الضفة الغربية بل والى داخل الأراضي الأردنية في حال تصاعدت الاحداث في القطاع والضفة الغربية.
وينبع القلق المصري من إمكانية احتشاد جماهير فلسطينية بمحاذاة السياج الحدودي مع مصر كما هو بمحاذاة السياج مع إسرائيل وان يحاول آلاف المحتجون التوغل الى الأراضي المصرية، وهو ما يرغب المصريون بتفادي وقوعه.
وأورد التقرير في الموقع السعودي "ايلاف" ان أجهزة الامن الفلسطينية تلقت التعليمات بالسماح للمتظاهرين المحتجين في الضفة الغربية بتنظيم مسيرات تضامنية مع المحتجين في قطاع غزة، غير ان أجهزة الامن الفلسطينية تلقت تعليمات بعدم السماح للمحتجين من الاقتراب من نقاط التماس او الحواجز الأمنية الإسرائيلية أو الاشتباك مع الجود الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية عن المسؤول الفلسطيني قوله انه رغم العوائق الناجمة عن انقطاع الاتصالات بين الفلسطينيين والإسرائيليين مؤخرا وأزمة الثقة بينهما، غير ان التنسيق الأمني يجري على جانب مهني بالكامل بين الجانبين.
وفي المقابل، يجري الجيش الإسرائيلي استعدادات خاصة للاحتجاجات الفلسطينية القريبة بمحاذاة السياج الحدودي في قطاع غزة وإمكانية التصعيد الذي يخرج عن السيطرة. ومن بين الاستعدادات فقد تقرر نشر عشرات القناصة على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، بمن فيهم قناصون من وحدات خاصة، استعدادا للمسيرات المقررة ليوم الجمعة من هذا الأسبوع.
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي انه سيتم تعزيز التواجد العسكري الإسرائيلي على طول الحدود مع قطاع غزة بعدة فرق إضافية الى جانب مشاكرة الشرطة وقوات حرس الحدود المنتظر وصولهم الى منطقة الحدود مع القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية ان إسرائيل اسقطت من الجو بيانات على الفلسطينيين في القطاع دعتهم فيها الى عدم الاقتراب من السياج الحدودي مع إسرائيل.
وقد دعت حركة حماس أهالي القطاع الى المشاركة الجماهيرية الواسعة في مختلف المسيرات التي ستنظم. ومن المتوقع ان تقم في المناطق الواقعة الى الشرق من خانيونس "مسيرة العودة"، فقد بدأت اعمال اعداد المكان من شق طرق للوصول الى المنطقة المذكورة وتمهيد مواقع كمواقف للسيارات وكذلك اعداد مساحات واسعة لتكون لتنصب فيها الخيام وهي على مسافة نحو 800 متر من السياج الحدودي وتضم كذلك مستوصفات طبية ميدانية.
وقال مصدر من اللجنة الوطنية العليا التي تنظم هذه النشاطات، انه وفي الأيام القليلة القادمة سيتم مد خطوط مياه وتيار كهربائي وتصريف صحي خدمة للمشاركين في المسيرة. وقد تم رصد أكثر من عشرة ملايين دولار لتنظيم هذا النشاط فيما تقول مصادر في قطاع غزة انه من المنتظر ان يشارك في "مسيرة العودة" نحو ربع مليون شخص. وأضاف المصدر ان فعاليات "يوم الأرض"، الجمعة الوشيكة، ستكون بمثابة تدريب استعدادا لـ"مسيرة العودة".
وناقشت اذاعة الشمس هذا الموضوع مع الصحافي "نير دفوري" مراسل الشؤون العسكرية في القناة الثانية.