أكدت دراسة طبية حديثة أن الأطفال الفضوليين هم الأفضل أداء فى المدرسة، فقد توصل باحثون بالولايات المتحدة إلى أن معدلات تركيز الأطفال الفضوليين أعلى فى الصف الدراسى، وبالتالى فإن أداءهم أفضل فى اختبارات القراءة والرياضيات، وعلى الرغم من أن الأطفال الذين ينحدرون من خلفيات بيئية أقل حظا يميلون إلى التفوق الدراسى، إلا أن البحث وجد أن الأشخاص الذين يسألون كثيرا عما حولهم يكون أداؤهم الدراسى جيدا مثل أقرانهم من الفقراء.
وقال الدكتور "برانشى شاه"، أستاذ الطب النفسى فى جامعة "ميتشيجان"الأمريكية: "يتميز الفضول ما بين الرغبة فى الاكتشاف والفرحة فى الاكتشاف، والدافع إلى البحث عن إجابات عن المجهول"، مضيفا "قد يكون الفضول لدى الأطفال، لاسيما أولئك القادمين من بيئات محرومة اقتصاديا أمرا مهما ومعترفا به لمعالجة فجوة الإنجاز".
وتابع شاه: "تشير نتائجنا إلى أنه فى الوقت الذى يرتبط فيه الفضول المرتفع بالتحقيق الأكاديمى المرتفع فى جميع الأطفال، فإن ارتباط الفضول بالتحصيل الدراسى يكون أكبر لدى الأطفال الفضوليين ذوى الوضع الاجتماعى والاقتصادى المنخفض أيضا".
ويعتقد الباحثون أن الأطفال الذين ينتمون إلى خلفيات أكثر أمنا من الناحية المادية لديهم قدرة أكبر على الوصول إلى الكتب التى تشجع على القراءة والإنجازات الرياضية.
كما يرى الباحثون أنه على الرغم من أن الأطفال الذين ينحدرون من أسر أقل حظا يكونون أكثر تقييدا بهذه الموارد، إلا أن الفضول قد يقود إلى الرغبة فى التعلم، وأضافوا ، "تركزت معظم التدخلات في الفصول الدراسية حاليا على تنمية قدرات ذاتية التنظيم لدى الطفل، ولكن نتائجنا تشير إلى أنه ينبغى أيضا النظر فى رسالة بديلة تركز على أهمية الفضول، حيث يعد تعزيز الفضول هو أساس التعلم المبكر الذي ينبغى أن نركز عليه أكثر عندما ننظر إلى الإنجاز الأكاديمى".
وعكف الباحثون على تحليل حالة 6500 طفل فى المرحلة العمرية ما بين تسعة أشهر والعامين، ومرة أخرى عندما التحقوا بالدراسة فى حوالى سن الخامسة، وقد تم الانتهاء من الاستبيانات من قبل الآباء والأطفال لتحديد مستوى الفضول بينهم، كما قام الباحثون بتقييم مهارات القراءة والرياضيات لدى الأطفال.
وتأتى هذه النتائج المتوصل إليها والتى نشرت فى عدد مايو من مجلة "أبحاث طب الأطفال" بعدما أشار بحث نشر فى العام الماضى إلى أن لعب ألعاب الرياضيات يعزز من فهم الصغار للموضوعات، كما وجدوا أن مجرد قراءة الأرقام خارج البطاقات وفرزها بترتيب عددى يكفى لمساعدة الأطفال على معرفة العلوم الحسابية والهندسية.
ويعتقد الباحثون أن دمج وقت اللعب فى المناهج المدرسية لمواصلة تعلم الرياضيات يعد أمرا مهما مع التقدم فى السن.