من منّا لا يقوم بتفحص هاتفه، أو حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أو بريده الإلكتروني كل دقيقة، أو ربما في اليوم عشرات المرات؟ فعندما يصلك إشعار على الهاتف لدعوة من أصدقاء، أوعندما تشاهد مجموعة في رحلة ما، أو حفلة غنائية، تشعر برغبتك في التواجد معهم.
الحالة هذه أطلق عليها علم النفس إسم FOMO، وتعني Fear of Missing Out، أي متلازمة الخوف من أن يفوتنا شيء. وعلى رغم حداثة هذا المصطلح بعد ثورة التواصل الاجتماعي، إلا أن الدوافع النفسية للشعور بهذا القلق قديمة جداً،
فالإنتباه إلى كل المتغيرات والمعلومات من حولنا يعود إلى الطبيعة البشرية، وهي طريقة قديمة نشأت معها عادة الثرثرة، وبمرور الوقت تغيرت وسائل نقل المعلومات فأصبحت تتمثل في التلفزيون، والصحف، والإنترنت، والهواتف ومنصات التواصل الاجتماعي.
التوتر النفسي المصاحب لهذه العملية شعور سيئ، إذ يحاول العديد منّا تجنب الإحساس بالإستبعاد أو "الفومو"، ويضاعف بعضنا جهودهم كي لا يفوته أي شيء، وينتهي الأمر إلى عملية مستمرة من الفحص والمراجعة دومًا،
تجد الناس يتفقدون حساباتهم على فايسبوك وتويتر وسناب شات، يتابعون التعليقات والمستجدات ليروا إن كان شيئ قد فاتهم.
القلق من أن يفوتك شيء ما، هي عادة قديمة ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على إعادتها للواجهة. وكشف استطلاع رأي أجراه موقع MyLife الأميركي عام 2013، أن 56 في المئة من الأشخاص، يخشون فوات أحداث وأخبار وأنشطة هامة أثناء فترات ابتعادهم عن شبكات التواصل الاجتماعي،
ووجدوا أن 51 في المئة من مستخدمي هذه الشبكات، يزورون حساباتهم بشكل متكرر أكثر مما كان أي قبل عامين فقط،
و27 في المئة منهم يتفقدون حساباتهم بمجرد الاستيقاظ من النوم.