قال الجيش السوري يوم امس الاثنين إنه استعاد السيطرة على كل المناطق الواقعة في محيط العاصمة دمشق وذلك لأول مرة منذ بداية الحرب قبل سبع سنوات وبعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من جيب في جنوب دمشق.
ومنذ طرد المعارضة من الغوطة الشرقية في أبريل نيسان يخوض الجيش السوري وحلفاؤه معارك لانتزاع منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي بيان بثه التلفزيون قالت القيادة العامة للجيش إن منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك جرى تطهيرهما من المتشددين.
وقال البيان ”إحكام السيطرة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك إنجاز تنبع أهميته من القضاء التام على أشرس مكونات التنظيمات الإرهابية... إضافة إلى ضمان أمن العاصمة دمشق وريفها كاملا“.
وأضاف البيان أن الجيش سيواصل محاربة ”الإرهاب“ في كل أنحاء سوريا.
وبعد سيطرتها بشكل كامل على محيط العاصمة أصبحت حكومة الرئيس بشار الأسد الآن في أقوى وضع لها منذ بدايات الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص ونزوح أكثر من نصف السكان من منازلهم منذ عام 2011.
ولا تسيطر قوات المعارضة حاليا بشكل أساسي إلا على منطقتين واسعتين في شمال غرب وجنوب غرب البلاد قرب الحدود مع تركيا والأردن. ولا يزال لتركيا والولايات المتحدة وجود في مناطق بسوريا خارج نطاق سيطرة الحكومة.
ولا يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية حاليا إلا على منطقتين صحراويتين محاصرتين في شرق سوريا وذلك بعد طرده من معظم منطقة وادي نهر الفرات العام الماضي .وتسيطر جماعة متشددة أخرى موالية له على جيب صغير في الجنوب الغربي.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر على ثلث العراق المجاور في عام 2014 لكنه تعرض لهزيمة كبيرة هناك العام الماضي.
* إطلاق النار ابتهاجا بالنصر
وقالت وسائل إعلام رسمية صباح يوم الاثنين إن وقفا مؤقتا لإطلاق النار لأسباب إنسانية يسري في منطقة الحجر الأسود منذ ليل الأحد لتمكين النساء والأطفال وكبار السن من مغادرة المنطقة.
وأظهرت لقطات للتلفزيون الرسمي جنودا يرفعون أياديهم بعلامات النصر ويلوحون بأسلحتهم وبعلم سوريا وسط أنقاض المدينة المدمرة.
وظهرت آثار القذائف والرصاص على جدران المباني والتوى معدن أطباق البث فوق الأسطح وظهرت فتحة كبيرة قرب قاعدة قبة أحد المساجد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأحد إن المقاتلين شرعوا في مغادرة المنطقة متجهين إلى أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد في شرق سوريا بموجب اتفاق استسلام لكن وسائل الإعلام الحكومية قالت إن القتال مستمر.
وقال المرصد، ومقره بريطانيا، في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين إن الحافلات بدأت بالفعل في مغادرة جنوب دمشق متجهة إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا.
وقال التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق في بيان أرسلته بالبريد الإلكتروني إلى رويترز إنه ”على علم بتقارير إجلاء الأشخاص قرب اليرموك وجنوب دمشق“ وإنه يراقب الوضع.
ورغم تعهد الأسد باستعادة ”كل شبر“ من الأراضي السورية إلا أن خريطة الصراع ترجح أنه سيواجه وضعا معقدا خلال الفترة المقبلة.
وللجيش الأمريكي وجود في معظم أنحاء شرق وشمال شرق سوريا التي تسيطر عليها جماعات كردية تطالب الحكومة السورية بحكم ذاتي. ودافعت تلك الجماعات عن الأراضي التي تسيطر عليها في مواجهة قوات الجيش السوري.
وأرسلت تركيا قواتها إلى شمال غرب سوريا لمواجهة تلك الجماعات الكردية واقتطعت منطقة عازلة أعادت فيها فصائل مسلحة معارضة للحكومة السورية تجميع نفسها.
وفي جنوب غرب البلاد حيث تسيطر المعارضة على أراض عند الحدود مع إسرائيل والأردن يواجه الأسد خطر نشوب صراع مع إسرائيل التي ترغب في أن يبتعد حلفاؤه الإيرانيون عن الجبهة وشنت لذلك عدة ضربات جوية داخل سوريا.