بقلم: طارق محمود بصول.
المسجد تاريخي والجامع تقليدي!!!
بسم الله نحمده حمداً يوازي نعمه ويدفع نقمته فقد مَن علينا بالسجود له ونستعين به بجميع امورنا كلها دون استثناء، كما نصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد ابن عبد الله.
من الاماكن العامة التي يحتضنها المدى الجغرافي في البلدة الإسلامية هو المسجد والذي يُعد مكان عبادة للمسلمين، فقد تمركز في وسط البلدة لكي يستقطب جميع المصلين من جميع الاحياء الجغرافية وليكون سهل المنال للزائرين. وقد توصل البعض على أن هنالك فرق بين المسجد والجامع على أن الجامع أكبر ويتضمن بداخله عدة فعاليات وقضايا، الا أن الامر غير صحيح وهذا ما سنوضحه بهذه المقالة.
منذ القدم والتاريخ الاسلامي يُستعمل مصطلح المسجد للعبادة فهنالك العديد من الاحاديث النبوية التي اشارت لمصطلح مسجد منها قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " احب البقاع الى الله المساجد"، واخر : " لا تُشد الرحال الا الى ثلاث مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".
كان النبي عليه الصلاة والسلام يُعالج جميع قضايا المسلمين، اجتماعية، سياسية، قضائية، تعليمية في المسجد. واستمر هذا النهج في العهد الاموي مع إقامة المحراب والمقصورة للخليفة وفي العهد العباسي تم إضافة بعض المعالم على المسجد منها المؤذنة التي تشير الى وحدانية الله سبحانه وتعالى ومكان يقف عليه المؤذن للمنادى للصلاة، بالإضافة الى القبة التي تشير الى تزامن الوقت خلال ساعات النهار لتحديد أوقات الصلاة ومع كل هذه الإضافات بقي استعمال مصطلح المسجد.
حتى بعد ازدياد عدد السكان المسلمين نتيجة الفتوحات الإسلامية شمالاً نحو بلاد الشام وشرقاً الى بلاد النهرين العراق وغرباً الى مصر الافريقية شهد المدى الجغرافي للبلدة الإسلامية تعدد المساجد بالأحياء الجغرافية، حينها اتخذ المسلمين المسجد الكبير لإقامة صلاة الجمعة، من هنا ظهر مصطلح الجامع، أي انه يجمع جميع المصلين بمسجد واحد، الا أن سكان بلاد الشام تعودوا على استعمال المسجد الجامع اي انه يجمع جميع المصلين يوم الجمعة وبهذا أصبح مصطلح الجامع ينتقل بشكل تقليدي، من هنا المصطلح الأساسي لمكان العبادة المسلمين الذي استسقيناه من التاريخ هو المسجد ويبقى مصطلح الجامع تقليدي.