حاورت الشمس صباح اليوم بروفيسور ربيع خلايلة، عقب عقد المؤتمر الطبي الذي حذر خلالها من انهيار متوقع لخدمات الصحة والرفاه للمسنين في الجليل
وكانت جمعية الجليل قد اصدرت بيانا اوضحت فيه: يواجه المجتمع العربي صعوبات في التعامل مع تحديات الشيخوخة وأمراضها، وهذه الصعوبات تزداد حدة في المستقبل القريب بسبب عدد من التغييرات التي تعصف بالمجتمع العربي منها: تغييرات في مبنى العائلة العربية التقليدية بسبب الحداثة، تحول المجتمع العربي من مجتمع شاب الى مجتمع يكثر فيه عدد المسنين بسبب ارتفاع معدل العمر بشكل عام وبسبب نسب الولادة المرتفعة التي كانت في المجتمع العربي في العقود السابقة.
كما وأن هناك اسباب اخرى تتعلق بأمور تشريعية تتعلق بقانون التمريض الجديد مثلا والذي يسرى القسم الاهم منه نهاية الشهر الجاري. ومن أجل وضع هذا الموضوع على اجندة عمل السلطات المحلية ودورها في منع انهيار الجهاز الصحي الذي يعنى بالشيخوخة وأمراضها ووضع الموضوع على أجندة الرأي العام لدى وزارة الصحة ومتخذي القرار، عقد المنتدى المدني لتطوير الصحة الجليل التابع لمنظمة "شتيل" وجمعية الجليل ومجلس طرعان المحلي مؤتمر طبي قطري في قرية طرعان نهاية الاسبوع الماضي.
تخلل المؤتمر عدة محاضرات وورشات عمل مختلفة حول المواضيع التالية: انهيار جهاز الصحة العام وانعكاساته على كبار السن في الجليل، الطريق لجليل صحي وفعال في سنة 2030 وجلسات حول مراحل التقدم في السن في المجتمع العربي وعن السلطة المحلية والجيل الثالث .
شارك في المؤتمر عدد كبير من الاختصاصيين والمهنيين والاطباء، رئيس بلدية سخنين الجديد د. صفوت ابو ريا، د. محمد خطيب، بروفيسور بشارة بشارات وممثلين عن صناديق المرضى ومؤسسات وجمعيات ووزارات حكومية. افتتح المؤتمر عريفي المؤتمر السيد عدي عدوي ، مدير مشروع مدينة صحية في قرية طرعان وعضو المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل ومركزة المنتدى رشا عيساوي واشارا الى أهمية عقد مؤتمر طبي قطري في بلدة عربية وهي قرية طرعان وضرورة العمل من اجل مستقبل المسنين في المجتمع العربي.
وفي هذا الخصوص أشار بروفيسور ربيع خلايلة، نائب رئيس كلية صفد الى ان قرار المشرّع لا يناسب ثقافة ونمط حياة المجتمع العربي، والخدمات التي قدمت في السابق مباشرة للمسن تم استبدالها بالدفع مقابل الخدمات وبالتالي من الصعب التأكد من وصولها الى هدفها.
كما ومن الواضح ان المشرّع ناسب قانون التمريض للمسن "اليهودي في مركز البلاد" ولم يناسبه لنمط حياة العائلة العربية وثقافتها. اضافة الى عامل "الخجل الاجتماعي" من الاستعانة بخدمات مساعد للمسن والتي تسبب المعاناة للمسن وتغييب حقه في رفاهيته خاصة وأنها تكبد افراد العائلة مصروفات كبيرة.
وأضاف بروفيسور خلايلة: "يزداد الوضع سوءا في ضعف الخدمات الطبية لمرضى الزهايمر وعدم مناسبته لخصوصية المجمع العربي، ففي مدينة سخنين وشفاعمرو مثلا تقدم الخدمات ل 40 شخص فقط وهي نسبة قليلة جدا ولا تفي بالاحتياجات الاساسية للمسنين مرض الزهايمر في المنطقة مما يزيد العبئ على عائلاتهم. كما ويشكل هذا الواقع الصعب سببا للعنف ضد المسنين حيث تصل نسبة المعنفين منهم الى20% حسب الاحصائيات . تشير المعطيات ان هناك نقص حاد في بيوت للمسنين في المجتمع العربي حيث ان 1% فقط من المسنين العرب موجودون في بيت المسن مقابل 6% من المسنين اليهود بالرغم من ان نسبة المسنين المعاقين لدى العرب هو ضعف عددهم لدى اليهود وهي عادة غير مناسبة لثقافة المجتمع العربي وليست موجودة داخل أو بالقرب من التجمعات السكنية التي تقطن فيها العائلة. يشير الاطباء الى الضغط الذي يواجه الاطباء في علاج المسنين وامراض الشيخوخة والذين عادة ما يعانون من امراض مزمنة متعددة ويتناولون انواع أدوية كثيرة ويحتاجون الى مساعدة في الصعود والنزول من سرير الفحص في حين ان الوقت المخصص لهم في عيادة مكتظة قليل جدا وينعكس ذلك على جودة العلاج المقدم لهم"