البث المباشر
قام الناشط السياسي السعودي عمر عبد العزيز، وهو لاجئ سياسي مقيم في كندا، برفع دعوى قضائية بواسطة المحامي علاء محاجنة، ضد شركات تجسس اسرائيلية مطالبا اياها بوقف تعاقدها مع السلطات السعودية بعدما قامت هذه الشركات خلال عام 2017 ببيع السلطات السعودية تكنولوجيا تجسس مقابل ملايين الدولارات. وكما تفصل الدعوى من خلال مستندات واثباتات قيام السعودية باستخدام هذه التكنولوجيا لتعقب تحركات ونشاطات الناشطين السعوديين المعارضين للنظام ولسياسات الامير محمد بن سلمان.
بحسب تقرير صادر عن مركز "Citizen Lab" الكندي -وهو مركز ابحاث متخصص بموضوع التجسس الالكتروني- فقد تم استعمال تقنية التجسس الاسرائيلية "بيجاسوس" ضد الناشط عمر عبد العزيز الامر الذي أتاح للسلطات السعودية التنصت على جميع مكالماته وتحركاته. كما أن الدعوى تبين انه تم الاستعانة بهذه التكنولوجيا للتنصت على مكالمات "واتساب" بين المدعي وبين الصحفي المغدور جمال خاشقجي حيث كانت تربطهم علاقة صداقة وطيدة وعمل مشترك على تطوير مشاريع سياسية مناهضة للنظام السعودي.
يجدر التنويه هنا انه وفقا للقانون الاسرائيلي فان بيع هذه التقنيات مشروط بمصادقة الحكومة الاسرائيلية على الصفقة.
يعد الناشط السياسي عمر عبد العزيز، وفقا لتقرير لشركة الاستشارات الامريكية الشهيرة "McKinsey & Company" أحد اهم المؤثرين على الراي العام السعودي، وقد أدى نشاطه السياسي والانتقادات التي وجهها للقيادة السعودية الى غضب القيادة. حيث يسرد الناشط من خلال الدعوى ما حدث معه خلال شهر ايار 2018 عندما زاره في مدينة مونتريال مبعوثان من طرف الامير محمد بن سلمان الذين جاءوا برسالة مفادها عدم رضى الامير من النقد الذي يسمعه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وطالبوه بالكف عن العمل الساسي والعودة الى المملكة. بعدما رفض عمر الانصياع لطلبات المبعوثين، حاول المبعوثان اصطحابه لمبنى السفارة السعودية في العاصمة الكندية "اوتاوا" وهو ما رفضه عمر ايضا.
وبسبب الشبه الشديد بين تفاصيل ما حصل معه وبين ما تم الكشف عنه لاحقا بخصوص ما حدث مع المرحوم الصحفي خاشقجي والذي تم تصفيته في مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول في شهر اكتوبر المنصرم، يرجح عمر ان تعقب مكالماته مع صديقه المرحوم خلال الاشهر التي سبقت اغتياله كانت أحد الاسباب الرئيسية التي ادت لاتخاذ قرار الاغتيال وخاصة ان هذه الرسائل توضح بعض المشاريع التي عمل عليها الاثنين سوية.
يذكر أن استخدام السعودية لمنظومة "بيجاسوس" الإسرائيلية للتجسس يأتي بعد أن كشفت تسريبات وابحاث صحفية أن دولة الامارات العربية المتحدة تستعمل منظومات تجسس إسرائيلية منذ العام ٢٠١٤ والتي اشترتها من شركة NSO الإسرائيلية وشركات مرتبطة بها مسجلة في قبرص. وقد قامت الامارات باستخدام المنظومة للتجسس على ناشطين سياسيين اماراتيين وعلى مسؤولين وصحفيين قطرين. يذكر ان المحكمة في مدينة ليماسول في قبرص تنظر الان في دعوى تقدم بها صحفي قطري ضد شركات إسرائيلية مسجلة في قبرص المرتبطة بشركة NSO الإسرائيلية.
