تابع راديو الشمس

زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

شارك المقال

محتويات المقال

مكانة زوجات الرسول "أمهات المؤمنين"

أثنى الله تعالى على أمهات المؤمنين في القرآن الكريم وذلك في قوله: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ"، ففضلت عائشة رضي الله عنها حين أنزل الله تعالى آيات من القرآن الكريم تتلى لتبرأها في حادثة الإفك عندما اتهمت في عرضها، أما خديجة رضي الله عنها أقرأها جبريل السلام وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبشرها ببيت في الجنة لا تعب فيه ولا صخب، وأما سودة بنت زمعة فكانت من أحب زوجات النبي صلّى الله عليه وسلم إلى قلبه، وكان من صفاتها التقوى والصلاح وطول اليد بالصدقات والعطاء.

أمهات المؤمنين

• خديجة بنت خويلد

تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الخامس والعشرين من عمره، وكانت في الأربعين، وهي أولى زوجات الرسول، ولم يتزوج عليها غيرها في حياتها، وهي أم أولاد رسول الله، سوى إبراهيم من السيدة مارية.

وبعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها، تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من امرأة،‏ فكانت خديجة خير نساء الأمة، واختلف في تفضيلها على السيدة عائشة رضي الله عنهن، وهي أول امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة، وهي لم تسوؤه قط ولم تغاضبه ولم ينلها منه إيلاء ولا عتب قط ولا هجر.

• سودة بنت زمعة

تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة وقبل الهجرة، وكانت في سن السيدة خديجة رضي الله عنهما أي السادسة والستين، وكان سبب زواج الرسول صلى الله عليه وسلم منها أنها كانت قد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فراراً من قريش، فلما مات زوجها عادت إلى قريش وكاد أهلها -وكانوا مشركين- أن يفتنوها في دينها وترتد إليهم؛ فكانت ثاني زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حماية لدينها من الفتنة.

• عائشة بنت أبي بكر

كانت في نحو التاسعة من عمرها عندما تزوجها النبي، ولم يدخل بها صلى الله عليه وسلم إلا بعد الهجرة، وكان زواجه صلى الله عليه وسلم منها لتوثيق صحبته بأبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكانت جميع زوجات الرسول الكريم ثيبات، إلا السيدة عائشة حيث كانت البكر الوحيدة، وكانت صاحبة الشرف أن الوحي كان ينزل في لحافها دون غيرها من زوجات الرسول، وأن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى إلى يوم القيامة كما جاء في سورة النور، وكان الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين، استفتوها، فيجدون علمه عندها.

• حفصة بنت عمر

تزوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، وكان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم منها لتوثيق صحبته مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد كان الوزير الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

• زينب بنت خزيمة

كانت في الستين من عمرها حينما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تعمر عنده سوى عامين، كان يقال لها أم المساكين، وقد قتل زوجها في يوم أحد، وكان زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها إيواء لها وتشجيعاً لها على إعانة المساكين.

• هند بنت أبي أمية (أم سلمة)

وهي مخزومية من بني مخزوم، وقد مات زوجها وهي شابة، وقد رأى النبي أنها ذات عيال ويحتاجون إلى من يرعاهم، وكانت هي وزوجها من المهاجرين وانقطعت عن ذويها وأقاربها؛ فلحقت بشرف أن أصبحت ضمن زوجات الرسول حماية ورعاية لها ولأولادها.

• رملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة)

كانت قد سافرت مع زوجها إلى الحبشة ولكنه تنصر هناك، فكانت أم حبيبة بين أن ترجع إلى أبيها الذي كان يحارب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت أو تفتن في دينها؛ فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لحمايتها من الفتنة والرجوع إلى الشرك، وكذلك مصاهرة لأبي سفيان وتأليفاً لقلبه؛ فقد كان من تقاليد العرب الاحترام للمصاهرة، وكان الصهر عندهم باباً من أبواب التقريب بين العائلات.

• جويرية بنت الحارث

تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من غزوة بني المصطلق وكانت قد أسلمت، فأطلق الصحابة من كان في أيديهم من الأسرى وقالوا: كيف نسترق أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فعتق مائة أهل بيت، لأنها أصبحت من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.

• ميمونة بنت الحارث

وهي التي وهبت نفسها للنبي الكريم، ذلك أنها لما علمت بخطبة النبي صلى الله عليه وسلم لها قالت: البعير وما عليها لله ورسوله، فنزل قول الله تعالى (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [الأحزاب:50].

• صفية بنت حُيي بن أخطب

سُبِيَت[أُسِرَتْ] مع أختها يوم فتح خيبر، وقد وقعت صفية في أول الأمر في سهم دحية الكلبي،

قال ابن حجر: (المراد بسهمه هنا نصيبه الذي اختاره لنفسه، وذلك أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه جارية فأذن له أن يأخذ جارية فأخذ صفية، فلما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنها بنت ملك من ملوكهم، ظهر له أنها ليست ممن توهب لدحية لكثرة من كان في الصحابة مثل دحية وفوقه، وقلة من كان في السبي مثل صفية في نفاستها. فلو خصه بها لأمكن تغير خاطر بعضهم، فكان من المصلحة العامة ارتجاعها منه واختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بها، فإن في ذلك رضا الجميع).

لذلك أحسن إليها النبي صلى الله عليه وسلم بأن أعتقها وجعل عتقها صداقها، كما في الصحيحين وغيرهما.


• زينب بنت جحش

كانت زوجة لزيد بن حارثة، فلما طلقها زيد، وكان قد تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قبل تحريم التبني، ثم نزل القرآن بتزوجه صلى الله عليه وسلم منها لهدف تشريعي، وهو رفع الحرج عن المؤمنين إذا أرادوا الزواج من مطلقات الأبناء بالتبني.

ونزل في ذلك قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [الأحزاب:37].


الحكمة من تعدد زوجات الرسول

أولئك هن الإحدى عشرة سيدة اللواتي تزوج بهن الرسول صلى الله عليه وسلم وبنى بهن، توفيت منهن اثنتان في حياته، خديجة وزينب أم المساكين، وتوفي هو عن التسع البواقي‏.

والحاصل أن زواجه صلى الله عليه وسلم كان لمصالح شرعية ودعوية، ومناسبات كريمة، ودواعٍ سامية، كتطييب الخواطر، وجبر المصائب، وتوثيق العلاقات لخدمة الإسلام، وبعضها بوحي من الله عَز وجل؛ وليس الداعي إلى ذلك مجرد الشهوة؛ لما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا ولا صغيرة إلا عائشة رضي الله عنها، وبقية نسائه ثيبات، ولو كانت شهوته تحكمه، لتخير الأبكار الصغيرات، وخاصة بعد أن هاجر وفتحت الفتوح، وقامت دولة الإسلام، وقويت شوكة المسلمين، وكثر سوادهم، أو لعرف ذلك في سيرته أيام شبابه وقوته يوم لم يكن عنده إلا زوجته الكريمة خديجة بنت خويلد وهي تكبره سنًا، ولعرف عنه الانحراف والجور في قسمه بين نسائه وهن متفاوتات في السن والجمال، ناهيك عن أن تعدد الزوجات لم يكن خاصاً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل حدث مع بعض الأنبياء قبله.


المراجع

أهـ [فتح الباري لابن حجر].

فتاوى اللجنة الدائمة" (19/171-173)

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

مقالات ربما فاتتك

تفسير حلم الافعى

تفسير حلم الافعى