اتفاقية أوسلو
هي اتفاقية أبرمت بين الجانب الإسرائيلي والسلطة الوطنية الفلسطينية لإعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي الفلسطيني، وقد سميت الاتفاقية بـ(أوسلو) نسبة إلى مكان صياغتها وتوقيعها في مدينة أوسلو النرويجية، والتي استضافت المحادثات السرية بين الطرفين بشأن هذه الاتفاقية إضافة الى أطراف أخرى ووسطاء، وقد تم توقيع هذه الاتفاقية في العاصمة الأمريكية واشنطن عام 1993م بحضور الرئيس الأميركي "بيل كلينتون"، ومثل الطرف الإسرائيلي وزير الخارجية، في حينها، شيمون بيريز. وعن الجانب الفلسطيني كان الرئيس ياسر عرفات، وتعتبر هذه الاتفاقية هي الأولى التي يتم ابرامها بشكل مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين.
بنود اتفاقية أوسلو
وتتكون الاتفاقية من 17 بند أهمها:
- الانسحاب الإسرائيلي من غزة وأريحا، وينتهي هذا الانسحاب في غضون شهرين، ويجري انتقال سلمي للسلطة من الحكم العسكري والإدارة المدنية الإسرائيلية إلى ممثلين فلسطينيين تتم تسميتهم لحين إجراء انتخابات المجلس الفلسطيني.
لن يكون الأمن الخارجي والعلاقات الخارجية والمستوطنات من مهام السلطة الفلسطينية في المناطق التي سينسحب الجيش الإسرائيلي منها.
أما بالنسبة للأمن الداخلي فسيكون من مهام قوة شرطة فلسطينية يتم تشكيلها من فلسطينيي الداخل والخارج مع وجود لجنة للتعاون الأمني المشترك.
- تشكيل سلطة حكم فلسطيني انتقالي تتمثل في مجلس فلسطيني منتخب يمارس سلطات وصلاحيات في مجالات محددة ومتفق عليها لمدة خمس سنوات انتقالية.
- يتولى المجلس الفلسطيني حق الولاية على كل الضفة وغزة في مجالات الصحة والتربية والثقافة والشؤون الاجتماعية والضرائب المباشرة والسياحة إضافة إلى الإشراف على القوة الفلسطينية الجديدة، ما عدا القضايا المتروكة لمفاوضات الحل النهائي مثل: القدس، والمستوطنات، والمواقع العسكرية، والإسرائيليين المتواجدين في الأرض المحتلة.
- تبدأ المرحلة الانتقالية بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة وأريحا، وتستمر لمدة خمس سنوات تجرى خلالها انتخابات عامة حرة مباشرة لاختيار أعضاء المجلس الفلسطيني الذي سيشرف على السلطة الفلسطينية الانتقالية، وعندما يتم ذلك تكون الشرطة الفلسطينية قد استلمت مسؤولياتها في المناطق التي تخرج منها القوات الإسرائيلية خاصة تلك المأهولة بالسكان.
- البدء في مرحلة مفاوضات الوضع النهائي بعد انقضاء ما لا يزيد عن ثلاث سنوات، وتهدف إلى بحث القضايا العالقة مثل: القدس، والمستوطنات، واللاجئين، والترتيبات الأمنية، والحدود، إضافة إلى التعاون مع الجيران وما يجده الطرفان من قضايا أخرى ذات اهتمام مشترك، كل ذلك سيتم بحثه استنادا إلى قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338.
وبموجب هذه الاتفاقية وافقت منظمة "التحرير الفلسطينية" على التخلي عن 78% من الأراضي الفلسطينية، وتأسيس دولة فلسطينية على 22% فقط من الأرض المتبقية، متمثلة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
ورفضت فصائل فلسطينية اتفاقية أوسلو وعلى رأسها حركة "حماس"، بالإضافة إلى منظمات أخرى مثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" و"جبهة التحرير الفلسطينية"، حيث رفضت كل هذه المنظمات الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
وبعد عام من التوقيع على اتفاقية" أوسلو" حصل كل من اسحاق رابين وشيمون بيريز وياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام لسنة 1994، وذلك تقديرا لجهودهم في التوصل إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.