"إنما يخشى الله من عباده العلماءُ" جاءت هذه الآية الكريمة في كتاب الله عز وجل، وقد رفع الله بها قدر العلماء. وجعلهم ورثة الأنبياء، وهم حجر الاساس في تقدم الامم وتطورها، وفي المقال التالي سنورد مقدمة موضوع تعبير عن العلم وباقي عناصره.
مقدمة عن العلم
"العلماء ورثة الأنبياء"، ولتثبيت قواعد العلم، اسس تقوم على إجراء التجارب والملاحظات على الإنسان، وكل ما يحيط به في هذا العالم.
كذلك فأن للعلماء فضل في إرساء قواعد التطور والتقدم وبناء الحضارات في مختلف المجتمعات، ولهذا فهم أول الأعمدة الرئيسية التي ترتكز عليها المجتمعات في حالات الشدة والرخاء.
ولا شك ان وجود العلماء ساعد في إدراك الكثير عن هذا العالم، وفي تأسيس الكثير أيضاً من نواحي المعرفة المختلفة.
ولكي تكون مثقفاً هذا يعني أن تعلم شيء عن كل شيء، أما ان تكون عالماً فهذا يعني أنك تعلم كل شيء عن شيء.
أنواع العلوم
ومع تطورت الإنسانية يسعى الإنسان نحو تأسيس العلوم، والذي بدأ بالاختراعات التي نتجت عن التجارب، والاستخدامات المختلفة، وهو ما تم اللجوء إليه بفعل "الحاجات" أو الاحتياجات.
فتعرف الإنسان على النار من ضرب حجري صوان ببعضهما البعض، ورأي نزول الأمطار وشعر بارتفاع درجات الحرارة، وظهور النباتات المختلفة، فعرف معنى أن تتعاقب فصول على مدار عام واحد، وما يرتبط بذلك من تأثيرات مناخية، ومحاصيل موسمية.
وكذلك فهم الإنسان بالفطرة والمحاولة كيف يزرع، وكيف يحصد. كما وعرف كيف يصنع، وكيف يتاجر، وكيف يتعلم الأمور العديدة، وكيف ينقلها لغيره.
وهناك العديد من العلوم التي ساعدت على تأسيس الحضارات، وتقدمها: علم الفيزياء، علم الكيمياء، علم الأحياء، علوم الجيولوجيا، وعلوم البيئة، وعلوم الفلك والطب.
وكذلك كان للهندسة، والتعدين والحرف المختلفة كالنجارة، والحدادة، والخياطة، والصيد، وغيرها من الحرف التي تعتمد على المجهود البدني دور في تقدم الإنسان، واعتماده على التعلم بنفسه.
وظهر كذلك تأثير واضح للعلوم الإنسانية والاجتماعية مثل علم النفس وعلم الاجتماع، وفروعهم التي اقتحمت في جميع الميادين التي يحيا بها الإنسان لتدرس وتقيم سلوكه، والمتوقع منه دائماً، وكيفية علاجه.
فضل العلم
لكل شخص رؤية خاصة به في تقديره الجانب العلمي بحياته، وهذا لا يتعارض من بلا شك مع اعترافنا بأهمية العلم، والتقدم العلمي في حياتنا جميعاً كأفراد، وكنواة للمجتمع.
إن اللجوء إلى مجالات العلم المختلفة يخلق بداخل الإنسان وعياً متفرداً عمن حوله، هذا بالإضافة إلى تحفيز إدراكه ومعرفته بشؤون الحياة جميعها عن طريق اتباع نهج "المحاولة" و "التجربة".
ان العلم يخلق لدينا التقدير لأبسط الخطوات التي نسعى إليها في حياتنا اليومية، حتى "الفاشلة" منها؛ حيث أن صعود سلالم الفشل بثقة هو أول الطريق للتعلم، واكتساب المعرفة، والوصول لأعلى درجات النجاح في الحياة.
كذلك السير في طريق العلم يساعد في زيادة ثقة الإنسان بنفسه، وحرصه على تطوير قدراته، والاهتمام بدوافعه وأهدافه، وهي أمور تزيد من التفاف الجميع حوله، وثقتهم في قيادته لهم بشكل حكيم.
إضافة الى ذلك الحرص على الجوانب الأساسية للدراسة العلمية من خلال توفير الأدوات والأساليب العلمية، ودعم البحث العلمي، وتشجيع الطاقات والقدرات المتفردة من أبناء الوطن، وتكريمهم من شأنه أن يرفع شأن الأمة. فما خابت أمة أهلها علماء!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ".
أهمية التعلم
لا شك ان تأسيس المدارس، والجامعات، والعمل بشكل دائم على تطوير الجانب التعليمي عن طريق وزارة التعليم، وجميع المعنيين بشأن التعليم بجميع المجتمعات يعتبر من الأولويات التي يجب أن تحرص عليها الدول المختلفة.
فعملية انتقال العلم من خلال المؤسسات التعليمية، ومن خلال طرق إيجابية لا حشو فيها ولا تعقيد، يساعد على خلق جيل ذكي وطموح. ولقد حققت أعظم الدول على مستوي العالم تجارباً فريدة ورائدة في التعليم بفضل نظامه المميز بها كاليابان، والصين، وفنلندا.
كما الدول الغربية، تحرص وكذلك والعربية على تكريم الرواد من العلماء، والمفكرين، وآخرين ممن لهم السبق في الميادين المختلفة.
ولقد قامت دولة الجزائر العربية بتخصيص السادس عشر من إبريل في كل عام كـيوم احتفالي بالعلم، فهو (يوم العلم). ولقد كرمت به المُعلم والمُربي الراحل (عبد الحميد ابن باديس).
هذا ويتم الاحتفال أيضاً بـ(يوم المعلم) في الخامس من أكتوبر في كل عام؛ تكريماً لما يقوم به من دور لا يستهان به في التأثير بالأجيال، وفي نقل العلم لهم.
الخاتمة
إن الاهتمام بالعلوم والعلماء لا زالت مهمة، ومستمرة على مدار السنين، ومتزامنة مع خطوات الأمم نحو الأمام. فالعلم هو الذي يضمن للدول النجاة في الأوقات الصعبة ووقت الازمات، وهو الذي يحفظ لها حاضرها، ويكتب تاريخها ويساعدها على اللحاق بركب الأمم المتقدمة.