سيدة واحدة من أصل 7 إلى 8 نساء سيتطور لديها خلال حياتها سرطان الثدي. لذلك، فإن فحوصات الكشف المبكر قادرة على كشف المرض في بدايته وبذا يمكن تفادي الخضوع لعلاجات قاسية. بدءا من أي جيل ينبغي إجراء فحص الميموغرافيا؟ في أية حالات سيقوم الطبيب بتحويلكنّ لإجراء هذا الفحص؟، ما هي ميزات ومخاطر هذا الفحص؟، ومن يتوجب عليها الخضوع للفحص مرة واحدة في العام؟
يعدّ سرطان الثدي السرطان الأكثر انتشارا في أوساط النساء. فالأرقام المفزعة تتحدث عن ذاتها: ففي حين كان الحديث يدور في الماضي عن واحدة من كل تسعة نساء سيتطور لديها سرطان الثدي خلال مراحل حياتها، فالأرقام اليوم تقترب من سيدة واحدة من كل سبعة نساء. على ضوء هذه الحقيقة، تتصاعد أهمّية الكشف المبكر عن المرض، فكلما تم اكتشاف هذا المرض في مرحلة مبكرة، تتزايد فرص المصابة به في الشفاء.
تقليديّا، هنالك طريقتان رئيسيتان تتمان من أجل الكشف المبكر عن المرض، الفحص اليدوي للثدي وفحص التصوير الشعاعي للثدي (الميموغرافيا).
الفحص اليدوي للثدي
يعد الفحص اليدوي للثدي الفحص الأكثر أهمية والأكثر نجاعة، حيث يتمكن الطبيب من العثور على تشخيصات عبر جس الثدي. هذا الفحص ينصح بالخضوع له بدءا من سن 20 عاما. لمرة واحدة على الأقل في العام. يتم إجراء هذا الفحص لدى جرّاح الثدي. وخلال الفحص ننصح بطلب توجيهات ونصائح من الطبيب حول كيفيّة إجراء الفحوصات الذاتية للثدي، هذا الفحص يتيح للسيدة جس الثدي والبحث عن الكتل المشبوهة بنفسها.
هنالك حالات يصعب فيها على السيدة العثور على الكتل لوحدها، حين تكون السيدة حاملا مثلا، وعندها يتطلب الأمر خبرة الطبيب من أجل العثور على الكتل المشبوهة.
فحص الميموغرافيا
يساعد فحص الميموغرافيا في إجراء تشخيص للحالات التي لا تنجح فيها الفحوص اليدوية، حيث يكشف هذا الفحص في الثدي عن وجود كتل يقل حجمها عن سنتمتر واحد مما يجعل من المستحيل العثور عليها بالفحص اليدوي. إن الميموغرافيا هي، عمليا، "فحص مسحي"، بمعنى فحص يتم إجراؤه على المجموعة السكانية غير المريضة، وهو قادر على العثور على نتائج تشير إلى الحاجة إلى استمرار الفحص. وأحيانا، وفي أعقاب الفحص اليدوي أو الاطلاع على نتائج الميموغرافيا، يتم الاستعانة أيضا بفحوصات الألتراساوند من أجل الكشف عن الكتل وتشخيصها في الثدي.
يستند فحص الميموغرافيا إلى تصوير صورة أشعة رنتغن للثديين بتقنية الإشعاع على الأنسجة الناعمة. حيث يتم وضع الثدي بين قرصين ويتم تصويره من زاويتين: يتم تصوير الثدي من الأعلى ، ومن ثم يتم تصويره من الجانب. هنالك عدة خصائص إشعاعية لسرطان الثدي، واكتشافها في فحص الميموغرافيا يُلزِم استكمال الفحوصات.
يعد فحص الميموغرافيا فحصا حساسا، ولكن من المهم الاهتمام بالتوزيع المختلف للفئات العمرية. ففرصة كون النتيجة التي يتم الكشف عنها في أثناء الفحص هي بالفعل سرطان ثدي، لا تتجاوز الـ 20 في المائة فحسب لدى النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 50 عاما، وهذه الاحتمالات ترتفع إلى 60 إلى 80 في المائة لدى النساء في المجموعة العمرية للنساء اللواتي يتراوح جيلهنّ ما بين 50 - 69 عاما.