تابع راديو الشمس

منذ بداية العام 19 شخصَا لقوا مصرعهم في حوادث مختلفة وثلثهم من المجتمع العربي

منذ بداية العام  19 شخصَا لقوا مصرعهم في حوادث مختلفة وثلثهم من المجتمع العربي

::
::

مع انتهاء شهر اب ينتهي شهر آخر من الأشهر الدموية على طرقات البلاد، ففي أسبوع واحد في هذا الشهر لقي 19 شخصَا مصرعهم في حوادث مختلفة، نحو ثلث هؤلاء الضحايا هم من المجتمع العربي ومَن يتابع البيانات لا تفاجئه هذه الأرقام. ففي العقد الأخير، بلغت نسبة العرب بين ضحايا حوادث الطرق في إسرائيل نحو الثلث – وهو أمر صادم علمًا أنّ نسبة العرب في الدولة تبلغ نحو 20% فقط.

للأسف، العديد من التعقيبات والتحليلات الجاهلة لواقع البلدات العربية قد تتهم وعيّ وثقافة المواطن العربي متجاهلة أنه من أجل الحد من عدد القتلى في حوادث الطرق، وخاصة في البلدات العربية، ثمّة حاجة أوّلًا إلى وجود طُرُق! فمستوى البنى التحتيّة للشوارع في البلدات العربيّة يتراوح بين المتهالك والمتردي. وبعد سنوات من الإهمال والاستهتار والضغط من جهة المجتمع العربي، بادرت الدولة في السنوات الأخيرة إلى خطّة واسعة النطاق وطَموحة لتحسين حالة الطرق. ووضعت ميزانية لخطّة غير مسبوقة في هذا المجال - 20 مليار شاقل؛ مع ذلك، حتى هذا الاستثمار ، في حال تم تطبيق الخطة بالكامل، لن يلبي حاجات البلدات العربية في مجال البنى التحتية للمواصلات، ففي حال تم تطبيق الخطة بالكامل، ستحصل كل بلدة على 2 مشاريع بنى تحتية فقط. يعني ذلك أنّ الأمر لا يتعدّى كونه تحسًّنًا طفيفًا. وبالرغم من ذلك، وحتى اليوم، لم يُخصص من أصل 20 مليار شاقل، سوى مليار واحد، فيما لم تتم المصادقة على باقي الميزانية حتى الان، ولم يتم إدراجها في أي قرار حكومي يضمن تخصيصها واستنفاذها في السنوات القادمة. وفي ظل الوضع السياسي القائم، فإنّ تنفيذ الخطة بحدّ ذاته تحوم حوله علامات استفهام.

بالعودة الى وضع الطرقات في البلدات العربية، فإذا كانت تعتبر كلّ سَفرة في السيّارة في البلدات العربيّة خطرة نوعًا ما، فالسير الآمن على الأقدام أمر شبه مستحيل. ففي عدد كبير من الأحياء لا وجود للأرصفة، وكلّ مرّة يسير فيها المرء على قدمَيه يخاطر بحياته. كما أنّ خدمة المواصلات العامّة في البلدات العربيّة ضعيفة أو غير موجودة، ما يزيد التعلُّق بالسيّارة الخصوصية التي أصبحت وسيلة النقل شبه الوحيدة. جرّاء ذلك، أصبح الضغط شديدًا جدًّا على الشوارع المتداعية أصلًا. وكلّ هذه الأمور تؤدي إلى النتيجة المأساويّة التي شاهدناها في الأسابيع الماضية. نعم، يجب أيضًا الحديث عن الحاجة إلى زيادة الوعي للسياقة الآمنة، كما ويجب الحديث عن ثقافة السياقة السيّئة التي تميّز سكن دولة بشكل عام، والتي تتضمن انعدام الاحترام المتبادل، عدم التسامح، والعُنف على الشوارع.

إنّ الحلّ للتقليل من حوادث الطرق في البلاد ليس أمرًا واحدًا، بل يجب أن يكون شاملًا ومتكاملًا. فالدولة يجب أن تبدأ بالنظر إلى المجتمع العربي وإلى احتياجاته وخاصيّته ، تخصيص الموارد له، وملاءمة الحلول بالتعاون مع خبراء مهنيّين من المجتمع نفسه. أمّا على مستوى المواصلات العامة، فلا بدّ من تحسين حالة الشوارع، بناء الأرصفة، إتاحة خدمات مواصلات عامّة ناجعة، وبناء مواقف للشاحنات خارج البلدات. لكن دون إنشاء حدائق ومساحات عامّة ومنح الأفق للشبّان العرب، سيبقى الموت - كالذي رأيناه الأسابيع الماضية - يطاردنا في المستقبل.

روعي براك مركز مجال المواصلات بجمعية سيكوي-أفق تحدث لإذاعة الشمس حول الموضوع..

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول