ما هو حكم وصل الشعر في الإسلام؟

هل سبق لكِ أن حلمتِ بشعرٍ كثيفٍ وطويلٍ يُضفي سحرًا على جمالكِ؟ قد تلجئين حينها إلى وصل الشعر، ذلك الحلّ السحريّ الذي يُحقّق لكِ مبتغاكِ

لكن هل سبق أن سألت نفسك ما حكم وصل الشعر في الإسلام؟

ما حكم وصل الشعر؟

اتفق الفقهاء على تحريم وصل الشعر للزينة، مستندين إلى أحاديث نبوية تنص على لعن من يقوم بذلك، ومن بين هذه الأحاديث الآتي:

1-ما رواه الصحابيّ الجليل أبو هريرة رضي الله عنه قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لَعنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُستَوصِلَةَ، والواشِمةَ والمُستوشِمَةَ".

2- كما روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، حيث استفسرت عن تصفيف شعر ابنتها المصابة بالحصبة، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم باللعن على الواصلة والمستوصلة.

3-في صحيح البخاري، ذُكر أن معاوية رضي الله عنه عبر عن استيائه من ممارسة الواصلة للشعر، معتبرًا ذلك من عادات اليهود التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالزور.

(قدِمَ معاويّةُ المدينةَ، آخرَ قدْمةٍ قدِمَها، فخطبنا، فأخرج كُبّةً من شعَرٍ، قال: ما كنتُ أرى أحداً يفعلُ هذا غيرَ اليهودِ، إنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سمّاهُ الزورَ؛ يعني الواصلةَ في الشّعرِ).

حكم وصل الشّعر بشعر آدميّ

وافق فقهاء الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والظاهرية على أنه من الحرمة أن تصل المرأة شعرها بشعر آدمي بهدف التجمل أو التزيين.

سواء كان الشعر الذي يوصل به شعرها الخاص أو شعر أحد محارمها، ويستندون إلى الأحاديث الواردة التي تنهى عن وصل الشعر، وإلى مفهوم حرمة الانتفاع بشعر الإنسان وسائر أجزائه، حفاظًا على كرامته.

حكم وصل الشّعر بشعر غير الآدميّ

تعدّدت أقوال الفقهاء والمذاهب حول حُكم وصل الشعر بشعر غير الآدميّ.

القول الأول: جواز الوصل بشعر غير الآدمي.

من رأى جواز الوصل: بعض الحنفية والليث بن سعد.

حجتهم:

1- عدم وجود نص صريح يحرمه.

2- عدم حدوث تزوير أو خداع، حيث لا يُعتقد أن الشعر الموصول شعر طبيعي.

3- عدم استعمال جزء من جسد الإنسان.

القول الثاني: حرمة الوصل بشعر غير الآدمي:

من رأي الحرمة: المالكية والظاهرية.

حجتهم:

1- عموم الأحاديث النبوية الواردة في النهي عن وصل الشعر.

2- وجود عنصر التمويه والتدليس، حيث قد يوهم الوصل بكثافة الشعر.

3- تغيير خلق الله تعالى.

استثناء المالكية: جواز وصل الشعر بالخِرق وخيوط الحرير المُلوَّنة، لعدم شبهها بالشعر.

القول الثالث: التفريق بين الطاهر والنجس

من رأي التفريق: الشافعية.

تفصيلهم:

1- إذا كان الشعر الموصول نجسًا: فيحرم الوصل به مطلقًا.

2- إذا كان الشعر الموصول طاهرًا:

3- إن كانت المرأة متزوجة: يجوز الوصل بإذن الزوج.

4- إن كانت المرأة غير متزوجة: يحرم الوصل.

5- جواز وصل الشعر بخيوط الحرير الملوّنة: لعدم التدليس وعدم النهي عن استعمالها.

القول الرابع: التفريق بين الشعر والصوف ونحوه

من رأى التفريق: الحنابلة.

تفصيلهم:

إذا كان الموصول شعرًا: فيحرم الوصل به عمومًا لورود النهي عنه في الأحاديث.

إذا كان الموصول غير شعر: إن كان لحاجة مثل ربط الشعر وشدّه، فلا بأس به.

إن كان لغير حاجة، قولان:

1- الحرمة.

2- الكراهة.

حكمة تحريم وصل الشعر في الإسلام

يُحرم وصل الشعر في الإسلام لعدة أسباب:

1- الغش والتدليس: يُعدّ وصل الشعر نوعًا من الغش والتدليس، حيث يتم إظهار الشعر بشكلٍ غير حقيقي، كأن يبدو أكثر كثافة أو طولاً.

2- التغيير في خلق الله: يُعتبر وصل الشعر تغييرًا لخلق الله تعالى، حيث يتم إضافة شعرٍ اصطناعي إلى الشعر الطبيعي.

3- استخدام شعرٍ نجس: قد يكون مصدر الشعر المُستخدم في وصل الشعر نجسًا، مثل شعر الحيوانات الميتة، مما قد يُسبب ضررًا لفروة الرأس.

4- الانتفاع بشعر الآدمي: يُحرم الانتفاع بشعر الآدميين، سواء رجالًا أو نساءً، حفاظًا على كرامتهم وكرامة أجسادهم.

طالع أيضًا

ما حكم الوشم في الإسلام؟