علوم وتكنلوجيا
shutterstock - Anton Balazh

أسرار الأرض: اكتشاف قارة جديدة عمرها 61 مليون سنة

في عالم خفي تحت طبقات الثلوج الجليدية الكثيفة في شمال المحيط الأطلسي، تجلى كشف مذهل يعيد تشكيل مفاهيمنا حول تاريخ الأرض.


تخيل قارة صغيرة مدفونة تحت الأنهار الجليدية، عمرها يناهز 61 مليون سنة، تظهر فجأة من أعماق الزمن لتروي قصة غير مكتشفة بعد.


تقع هذه القارة في مضيق ديفيس بين جزيرة بافين وغرينلاند، حيث أدت التحركات الجيولوجية القديمة إلى تشكيل قشرة قارية جديدة.


ومع هذا الاكتشاف المذهل، تفتح أمامنا أبواب جديدة لفهم كيفية تشكل الأرض وتغيرها عبر العصور.


اكتشاف قارة مدفونة تحت الأنهار في شمال المحيط الأطلسي


اكتشف العلماء قارة صغيرة مدفونة تحت الأنهار الجليدية في شمال المحيط الأطلسي، حيث يُقدّر عمرها بحوالي 61 مليون سنة.


ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة "Gondwana Research"، تقع هذه القارة في مضيق ديفيس بين جزيرة بافين الواقعة جنوب شرق كندا وغرب غرينلاند.


تشكل المضيق قبل ملايين السنين نتيجة تحركات الصفائح التكتونية بين الجزيرتين، مما أدى إلى إعادة تشكيل قشرة الأرض.


نتيجة لذلك، تشكلت قشرة قارية كثيفة في المحيط، والتي تم الإعلان عنها الآن كقارة صغيرة أولية مكتشفة حديثًا، وهي كتلة مغمورة من القشرة القارية تمتد على طول حوالي 12 إلى 15 ميلاً (19-24 كم).


بدأت هذه القارة بالتشكل قبل حوالي 61 مليون سنة أثناء انفصال غرينلاند عن كندا، وشهدت تحركات الصفائح التكتونية خلال الفترة ما بين 33 و61 مليون سنة.


أهمية الاكتشاف: كيف يعزز فهمنا لتكوين القشرة الأرضية؟


وفقًا للدراسة التي أجراها علماء من المملكة المتحدة والسويد، تشكلت هذه الكتلة القارية التي تم التعرف عليها مؤخرًا نتيجة للتصدعات الطويلة وتمدد قاع البحر، مما أدى إلى تشكيل بحر لابرادور وخليج بافين.


استغرق تكوين هذه القارة ملايين السنين، وهي عملية تطورت في مضيق ديفيس خلال فترة تغير فيها اتجاه حركة الصفائح التكتونية من الشمال الغربي والجنوب الغربي إلى الشرق والغرب.


استخدام البيانات الجيولوجية في اكتشاف القارة المدفونة


اكتشف العلماء هذه الكتلة باستخدام مجموعة من بيانات سمك القشرة الأرضية المأخوذة من خرائط الجاذبية، وبيانات الانعكاس الزلزالي، ونمذجة الصفائح التكتونية.


ساهمت خرائط الجاذبية التفصيلية في رسم خريطة للقارة الصغيرة


زأثناء إعادة بناء تاريخ المنطقة مع انفصال غرينلاند عن كندا، اكتشف الفريق أن القشرة السميكة بشكل غير عادي هي في الواقع قارة صغيرة، وهي كتلة تكتونية منفصلة تحيط بها قشرة محيطية أرق.


يعد هذا الاكتشاف مهمًا لأنه يساهم في فهمنا للمشهد الجيولوجي للأرض.


كما أن موقع القارة الصغيرة مهم أيضًا، حيث إنها تقع في منطقة بعيدة نسبيًا عن النشاط البشري.


بوجه عام، تشكلت هذه القارة الصغيرة الأولية نتيجة لتحولات وتصدعات الصفائح التكتونية في مضيق ديفيس.


ويعتقد العلماء أن عملية التصدع، التي أدت إلى انقسام الصفائح التكتونية إلى قسمين، بدأت قبل حوالي 118 مليون سنة، أي قبل حدوث الانفصال القاري في بحر لابرادور منذ نحو 61.27 مليون سنة.


التحليل الجيولوجي: من انفصال غرينلاند إلى ظهور القارة الجديدة


استمرت القارات في الانجراف بعيدًا عن بعضها البعض حتى اصطدمت غرينلاند بصفيحة أمريكا الشمالية وانضمت إليها، وخلال هذه الفترة، نشأت القارة الصغيرة الجديدة.


ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على العمليات الديناميكية لتكتونية الصفائح وتكوين القشرة الأرضية عبر التاريخ الجيولوجي للأرض، ويقدم نموذجًا طبيعيًا لدراسة ظواهر مماثلة على مستوى العالم.


طالع أيضًا

بحجم برج إيفل| كويكب عملاق يمر بالقرب من الأرض في هذا التوقيت!

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.