تمكن الفلكيون من اكتشاف عشرات من الكويكبات الصغيرة باستخدام بيانات تلسكوب جيمس ويب، بما في ذلك أصغر كويكب يُرصد في الحزام الرئيسي بين كوكبي المريخ والمشتري.
هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم الكويكبات التي قد تشكل تهديدًا للأرض في المستقبل.
رغم أن الكويكبات التي قد تصطدم بالأرض ليست ضخمة بما يكفي لتدمير كوكب، إلا أن العديد منها صغير الحجم، يتراوح عرضها بين عدة أمتار وعشرات الأمتار فقط.
هذه الكويكبات الصغيرة أكثر عرضة للتأثيرات التي قد تدفعها للخروج من الحزام الرئيسي نحو الأرض، مما يجعل من الصعب رصدها في الوقت المناسب.
ومع ذلك، نجح الفريق في كسر هذا الرقم القياسي، حيث اكتشفوا كويكبًا بعرض 10 أمتار فقط (33 قدمًا) باستخدام بيانات تلسكوب جيمس ويب، التي كانت مخصصة في الأصل لدراسة الغلاف الجوي للكواكب الصخرية حول النجم القزم الأحمر "TRAPPIST-1".
وأوضح بورغانوف: "الآن لدينا طريقة لرصد هذه الكويكبات الصغيرة عندما تكون أبعد بكثير، مما يتيح لنا تتبع مداراتها بدقة أكبر، وهو أمر حاسم في مجال الدفاع الكوكبي".
اكتشاف الكويكبات في "الضوضاء" المخفية
عادةً ما تتضمن مهمة رصد الكواكب تصفية "الضوضاء" مثل الكويكبات والسحب الغبارية والغازات بين النجوم.
ولتقليل هذه الضوضاء، يستخدم الفلكيون تقنية التقاط صور متعددة لنفس المنطقة في السماء ودمجها معًا، مما يساعد على تحديد الكويكبات المتحركة بين النجوم البعيدة.
وقال جوليان دو ويت، أحد مؤلفي الدراسة: "بالنسبة لمعظم الفلكيين، تُعتبر الكويكبات نوعًا من الضوضاء في السماء، ولكن في هذه الحالة، كنا نبحث عن الكويكبات الصغيرة التي تظهر كومضات ضوء خافتة ومتحركة".
من خلال فحص 10 آلاف صورة لنظام "TRAPPIST-1"، اكتشف الفريق آثار ضوء خافت يمكن أن تكون لكويكبات في الحزام الرئيسي.
وبعد تتبع مداراتها، اكتشفوا 138 كويكبا صغيرًا لم يُكتشف من قبل، تتراوح أحجامها بين 10 أمتار وعدة مئات من الأمتار.
وأكد دو ويت: "لم نتوقع اكتشاف هذا العدد الكبير من الأجسام الجديدة، خاصة الكويكبات الصغيرة، مما يشير إلى أننا نحرز تقدمًا في دراسة هذه الكويكبات التي تتكون عبر التصادمات".
طالع أيضًا