البث المباشر
بعد عشرة أشهر من الحرب، التي تعدّ الأطول في تاريخ إسرائيل، تقف الدولة اليوم على مفترق طرق، خاصة فيما يتعلق بإمكانية المواجهة مع إيران في أعقاب عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، الأسبوع الماضي، والتي تتهم إيران إسرائيل بالمسؤولية عنها.
ويقول الكثير من المحللين إنّ إسرائيل، من خلال خوضها لأطول حرب في تاريخها، غير قادرة حتى اللحظة على الحسم في أي من الجبهات، وإنّ الحرب تتوسع لتشمل جبهات أكثر، وهو وضع لم يسبق لإسرائيل أن تكون فيه، حيث أنّ إسرائيل محاطة بكم كبير من الأعداء، وكم هائل من الأسلحة النوعية التي لم يسبق لها أن واجهتها من قبل. واستدعى كل ما تقدم قيام الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الأخرى، بإرسال معداتها العسكرية إلى المنطقة من أجل الدفاع عن إسرائيل في حال استدعى الأمر ذلك.
وحول هذا الموضوع، أجرينا لقاء صباح اليوم ضمن برنامج يوم جديد، مع الجنرال احتياط، والمحلل العسكري، يسرائيل زيف، الذي قال إنّ هناك الكثير من المصالح لدى حزب الله ولدى ايران في أن لا يصعّدوا تصعيدًا كبيرًا، لأنّ لدى إسرائيل قوة كافية للرد بشكل قوي على أي تصعيد غير محسوب من جهتهم. وعبّر عن اعتقاده أنّ الرد الإيراني ورد حزب الله لن يستهدفا مراكز مدن، أو منشآت مدنيّة، وقد يتركزان في استهداف مواقع عسكرية.
وقال زيف إنّ الوقت الطويل الذي تنتظره إيران وحزب الله للرد، يعني أنّهما يبحثان عن رد منسّق، وفي نفس الوقت أن يكون الرد مفاجئًا. وقال إنّ لا سيطرة لإسرائيل على الأحداث المقبلة، وإنها تغوص أكثر وأكثر في الورطة.
وقال زيف إنّ المشكلة الأساسية في قطاع غزة هي أن إسرائيل لا تعمل على العثور على بديل لحركة حماس، وطالما الأمر كذلك، فحماس سوف تبني نفسها من جديد، وهذا ما كان على رئيس الحكومة قوله منذ البداية، فقد كان الأمر مطروحًا على الطاولة، ووزير الأمن طرح الموضوع، ولكن رئيس الحكومة رفضه.
وقال زيف إنّ إسرائيل فقدت قدرتها على المناورة في كافة المواجهات التي تخوضها، وفقدت القدرة على أن تقرر شيئًا في مسار الأحداث، والآن الطرف الوحيد القادر على الضغط لفرض كيفية سير الأمور هو الولايات المتحدة.
وقال إنّ إسرائيل لا تملك أية خطة عسكرية مرتبة، ولا تملك استراتيجية، خاصة وأنّ نتنياهو لا يستمع للأجهزة الأمنية، ويتصرف بشكل تلقائي، وتجاهل تام لنتائج هذا التدهور الذي بدأ بالخروج عن السيطرة. وقال إنّ توصية قادة الأجهزة الأمنية بوقف النار في غزة هي بالضبط ما نحتاجه من أجل وقف الانحدار نحو مواجهة شاملة تضع إسرائيل في دائرة الخطر، الأمر الذي قد يعيد بعضًا من السيطرة على الموقف.
