تخيل كوكباً قريباً جداً من نجمه لدرجة أن جاذبية هذا النجم تهدد بتمزيقه إلى أشلاء في أي لحظة. هذا ليس مشهداً من فيلم خيال علمي، بل هو حقيقة كشف عنها علماء الفلك حديثاً.
في أعماق الفضاء السحيق، وعلى بعد 65 سنة ضوئية من الأرض، يدور كوكب بحجم الأرض في مدار قصير وخطير للغاية حول نجمه.
اكتشاف كوكب يقترب من التمزق بفعل جاذبية نجمه
في اكتشاف استثنائي، عثر علماء الفلك على كوكب قريب جداً من نجمه لدرجة أنه على وشك التمزق بسبب قوة الجاذبية الهائلة للنجم.
هذا الكوكب الخارجي الذي أطلق عليه العلماء اسم (TOI-6255 b) يمثل ظاهرة نادرة وفريدة في عالم الفضاء.
نشرت دراسة حديثة في مجلة الجمعية الأمريكية للفلك تكشف أن هذا الكوكب الخارجي بحجم الأرض يدور حول نجمه في مدار قصير وخطير للغاية يستغرق فقط 5.7 ساعات.
يعتبر هذا المدار من أقصر الفترات المكتشفة حتى الآن، مما يعرض الكوكب لمخاطر جاذبية شديدة.
يُعرف (TOI-6255 b) بأنه "الكوكب الخارجي قصير الفترة للغاية"، وهو الآن على حافة أن يلتهمه نجمه في عملية تعرف بالاضطراب المدّي.
بحسب فريق البحث الدولي بقيادة الدكتورة في داي من جامعة هاواي، فإن الكوكب يبعد حوالي 65 سنة ضوئية عن الأرض.
كوكب حار وغير قابل للحياة
على الرغم من أن حجم الكوكب مشابه للأرض، إلا أن قربه الشديد من نجمه يجعله غير صالح للحياة بسبب درجات الحرارة العالية جداً.
كما أن الكوكب يقع على مسافة خطيرة من "حد روش"، وهي النقطة التي يمكن أن تمزق فيها جاذبية النجم الكوكب إلى قطع.
مصير محتم: تمزق الكوكب
تشير الدكتورة داي إلى أن الاضطراب المدّي قد يكون المصير النهائي للكواكب الصخرية مثل (TOI-6255 b)، والذي قد يتمزق تماماً في غضون 400 مليون سنة، وهي فترة زمنية قصيرة بمقاييس الكون.
كشفت الدراسة أن الجاذبية الهائلة للنجم قد تسببت بالفعل في تمدد الكوكب إلى شكل يشبه كرة القدم.
وهذا الاكتشاف لا يغير فقط فهمنا لتكوين الأنظمة الكوكبية وتطورها، بل يمنحنا أيضاً فرصة لدراسة التركيب الداخلي للكواكب الصخرية.
خطط مستقبلية لدراسة الكوكب
يعتزم الباحثون استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا لإجراء دراسات متابعة على (TOI-6255 b).
قد تؤكد هذه الدراسات الشكل المشوه للكوكب، وربما تكشف أيضاً عن وجود بحيرات من الحمم البركانية على سطحه.
طالع أيضًا