يرى المحلل السياسي هاني المصري، أن المشهد الفلسطيني أمام منعطف تاريخي كبير، مشيرًا إلى أن المسألة أبعد بكثير مما يجري في جنين، وهي استعداد للمرحلة القادمة بعد تولي ترامب السلطة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أنه ليس هناك تقديرات عند القيادة الرسمية الفلسطينية أنها إذا أثبتت وجودها في الضفة يمكن تجديد اعتمادها أو عودة السلطة لقطاع غزة، وتجنب ما وصفه بـ "الشرور الكبيرة" الناجمة عن تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أن هذه رهانات خاطئة لأن ترامب لن يأخذ حساب سوى القوة والمصلحة والصفقات، الأمر الذي يؤكد على أهمية ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل.
وأكد أن تمثيل الشعب مسألة مطروحة للاجتهادات، لأنه لا يوجد انتخابات ولا مؤسسات ولا توافق وطني، ولا يمكن قياس موقف الشعب، مضيفًا: "الشعب منحاز دائما للمقاومة والتي تحتاج حاليا إلى تقييم بعد كل التجارب من السابع من أكتوبر وحتى الآن".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ويرى هاني المصري أن أحد جذور ما يحدث في جنين سببه أن المقاومة تتصرف وكأنها في جزيرة معزولة، بينما السلطة تريد أن تفرض نفسها دون أن تراجع مسيرتها.
وأوضح أن العام القادم هو عام الحسم، وسيكون مختلفا لعدة أسباب أولها الإبادة الجماعية المستمرة التي تحدث لأول مرة بهذا الحجم، وثانيا اعتقاد الحكومة الإسرائيلية أنها قادرة على تصفية القضية وحسم الصراع، وثالثا وجود رئيس أمريكي جديد متطرف مُحاط بمجموعة من الأشخاص الأكثر تطرفًا.
واستطرد: "هذا لا يعني أن القضية سوف تنتهي، وهذا يتوقف على كيفية استعداد الفلسطينيين، لأنهم إذا استمروا في عملية التدمير الذاتي ستكون الخسارة كبيرة، الشعب سيبقى على أرضه والقضية تظل حجية، ولكنها تستمر في ظروف صعبة وسط تضحيات أكبر".
طالع أيضًا:
د. محمود خلوف: مبادرات حل الأزمة في جنين غرضها "الشو الإعلامي" وهذا سبب فشل المحاولات السابقة
