أقدمت فتاة في الثالثة عشرة من عمرها على الانتحار بسبب فرض مقاطعة عليها من قبل فتيات أخريات في صفها الدراسي، الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة في البلاد.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، مع الدكتور ياسر بشير، طبيب نفسي وباحث في الصحة النفسية، والذي تحدث عن أسباب إقدام الأطفال والمراهقين على الانتحار وكيفية التصدي لتلك الظاهرة.
وقال إن قضية انتحار الفتاة ليست فقط بسبب المقاطعة وإنما تراكم خبرات سيئة في العلاقات الاجتماعية، وأن يصل الطفل لشعور أنه لا قيمة لوجوده، وتصبح لديه نظرة متدنية، وأن وجوده في الحياة سلبي، وأن تواجده قد يؤثر بالسلب على أي شخص في محيطه، مما قد يدفعه إلى وضع حدٍ لحياته.
وأكد "بشير" أن الأشخاص الذين ينتحرون، تكون لديهم محاولات سابقة، بمعدل 3 محاولات للذكور و3 للإناث، مُشددًا على ضرورة أن يكون هناك تكاتف وتكافل للجهود بين الأهل والمجتمع والمدرسة.
وقدم الدكتور ياسر بشير نصيحة للأهل بضرورة متابعة أولادهم وأن يكونوا قريبين منهم وبناء جسر من الثقة معهم والحديث معهم بشكل مستمر، وفي نفس الوقت يجب ألا يتم حرمانهم من التكنولوجيا واقتناء الهواتف الذكية، وإنما يجب التنبيه عليهم والمتابعة المستمرة لما يحدث معهم.
وتابع: "يجب على الأهالي أن يشعروا بأي تغيير في سلوكيات أولادهم، حيث تظهر أعراض مثل الميل إلى الوحدة والشعور بالإحباط والاكتئاب، وتغير مواعيد النوم والتقلبات المزاجية، إذا كانت مستمرة وتتدهور بشكل مستمر وتتطور إلى الوحدة والاكتئاب، ويجب على الأهل ألا يتركوا ابنهم يصل إلى تلك المرحلة".
كما أكد على دور المدرسة في مواجهة تلك الظاهرة،وأشار إلى أن الطواقم التعليمية في المدارس لديها الكثير من الأدوات للتعرف على الطلاب ومن منهم في دائرة الخطر من خلال متابعته طوال فترات اليوم في الحص أو الاستراحة، والتعرف عليه من خلال علاقته بأصدقائه، ومستوى التحصيل الدراسي، وهل هناك تدني في علاماته الدراسية أم لا.
وأوضح في ختام حديثه إلى أن المدرسة يجب أن يكون لديها برامج للتعامل مع هؤلاء الطلاب من خلال كوادر تربوية مؤهلة، خاصة وأن فترة المراهقة يعيش الطالب خلالها مرحلة بها الكثير من التغيرات والتحديات والصراعات.
وفقاً للقناة 13 العبرية، فإن طفلة إسرائيلية (13عاماً) تدعى “أدڤا ميريام عوفاديا” من عكا، أقدمت على الانتحار الأسبوع الماضي، إثر معانتها من التنمر الاجتماعي لفترة طويلة في مدارس عكا. وأكدت والدتها أن النظام تجاهل معاناتها رغم محاولات عديدة، فيما تدرس وزارة التربية والتعليم الحادثة دون إيجاد رابط رسمي بين التنمر والحدث المأساوي.