تعتبر أزمة منتصف العمر، هي المرحلة الانتقالية والتي تتراوح بين سن الأربعين وحتى الخمسين أو ستين سنة بحسب بعض الأبحاث، حيث يختلف منظور الشخص للأشياء، وكأنه يقوم بتكوين شخصيته من جديد.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "بيت العيلة" مع الدكتور ياسر بشير، الأخصائي النفسي، والذي أكد أن أزمة منتصف العمر مرحلة تترافق مع الشخص اضطرابات داخلية فيما يتعلق بهويته وخياراته، حيث يفكر في أنه قطع نصف العمر من حياته، وبدأ العد التنازلي من حياته، مما يشعره بالخوف والقلق.
وأشار إلى أن هذه الفترة تمتاز بنوع من محاسبة الذات، ونوع من محاسبة الذات على تحقيق الأهداف والطموحات.
وأكد على أن المراحل الانتقالية يرافقها قلق، والقلق في أزمة منتصف العمر أمر غير بسيط، ولابد من التعامل معها بعقلانية، وينصح بضرورة طلب المساعدة من الأشخاص المقربين في بعض الحالات.
وشدد على أن فكرة الوعي والإدراك بهذه المرحلة هي جزء مهم في كيفية التعامل معها، لافتًا إلى أن هذا الوعي يساعد في تخطي هذه المرحلة، إضافة إلى دعم العائلة والأفراد المحيطين به.
وتابع: "بعض الناس لا يدركون كيفية التعامل مع هذه المرحلة، ويتعرضون للصدمة، ويمرون بمشاعر متخبطة سواء من الحزن والغضب والقلق والأرق، وأحيانا أحلام اليقظة، ويسأل نفسه: هل أنا قادر على تحقيق أهداف وخطوات في حياتي بعد، هل أنا موجود ولي كيان أو وجود في هذه الحياة؟".
وأوضح الدكتور ياسر بشير، أن معظم الأشخاص الذين يمرون بتلك المرحلة، لا يشعرون بالتغيرات الحاصلة، حيث تحدث في الغالب بشكل تدريجي، مشددًا على أن الأشخاص المحيطين بدائرة الشخص هم من يلتفتون إلى تلك التغيرات.
ونوّه إلى أن أزمة منتصف العمر ليست قاصرة على الرجال، وإنما يمر بها الرجل والمرأة على حد سواء، مشددًا على أن هناك تغيرات هرمونية في الجسم تؤثر على المزاج الموجود، ويحدث تغير في السلوك والرغبات بشكل عام.