انتهت فجر الثلاثاء مهلة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله، وذلك بعيد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي عزمه إبقاء قواته في 5 نقاط إستراتيجية عند الحدود.
وقبيل انتهاء المهلة، أكّد مسؤول أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ القوات الإسرائيلية بدأت ليل الاثنين بالانسحاب من قرى حدودية مع تقدّم الجيش اللبناني للانتشار فيها، وفي الوقت نفسه عبّر الرئيس اللبناني جوزيف عون عن تخوّف بلاده من عدم تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان.
حول هذا الانسحاب والتطورات الممكنة مستقبلا على ساحة المواجهة العسكرية، وعلى الساحة السياسية اللبنانية، أجرينا ضمن برنامج "يوم جديد" مداخلة مع الصحافي والمحلل اللبناني علي الأمين، والذي أكد على أن أمر الانسحاب غير الكامل، جرى الحديث عنه.
الانسحاب الجزئي يعطي مؤشرات بعدم الالتزام بالاتفاق
وقال الأمين إن إسرائيل ذكرت أكثر من مرة أن الانسحاب لن يكون شاملًا، وأنها ستبقى في هذه المواقع لأجل غير مسمى، معتبرًا أن هذا البقاء هو تعبير عن عدم الالتزام بالاتفاق الذي يُفترض أن يلزمها بالانسحاب.
وأضاف أن عدم الانسحاب الكامل يعطي مؤشرًا إلى أن التطورات العسكرية والأمنية ستبقى مستمرة بأشكال مختلفة.
واستطرد قائلا: "لاحظنا استمرار الضربات الإسرائيلية في أكثر من موقع واستهداف سيارات منتمين لحزب الله، يبدو كأنه أمر سيستمر وبالتالي لا نعرف كيف ستكون تداعيات كل ذلك".
4 أسئلة حول الانسحاب الإسرائيلي
وتساءل المحلل اللبناني: "لا نعرف حتى الآن؛ هل نحن أمام فصل جديد من الحرب؟ أم مسار لاستمرار الوضع على ما هو عليه؟ كيف ستكون ردّات الفعل اللبنانية وكيف سيتعامل حزب الله؟"، مؤكدا أن إجابات هذه الأسئلة ستظهر ملامحها في الأيام المقبلة.
وتطرق الأمين إلى موضوع عودة سكان الجنوب، مؤكدا أن الفترة الأخيرة شهدت مظاهر تعبير عن إرادة العودة بأكثر من مناسبة خلال الانسحابات الأخيرة، لكنه اعتبرها "عودة منقوصة"؛ لأن إمكانية البقاء والوجود في هذه المناطق يحتاج لتوفير الحد الأدنى من شروط الحياة "وهي غير متوفرة حتى الآن".
الأمين: "هذا هو السؤال الأهم في الداخل اللبناني"
وأكد أن الطرق والبلدات مُدمّرة ولا توجد طرقات ولا كهرباء ولا مياه، مضيفًا: "نحن أمام تحد إضافي وهو كيف سيتم التعامل مع إعادة الإعمار لا سيما في ظل عدم وجود أي خطة حتى الآن، لا الدولة قدمت شيئا ولو نظريا، وليس هناك إشارات جدّية لمساعدة قد يتم تقديمها".
وأشار إلى أن هذا هو السؤال الأهم في الداخل اللبناني والذي يحتاج لإجابة من الدولة والحكومة والأطراف المعنية، مؤكدا "لا شك في أن الناس ترغب في أن تشعر بأن هناك إمكانية ليعودوا حيث كانت قراهم وأن تحاول فعل شيء من أجل البقاء وإعادة الإعمار ولو بالحد الأدنى".
علاقة الحكومة الجديدة مع حزب الله
أما عن علاقة الحكومة الجديدة مع حزب الله، فيرى الأمين أن حزب الله سلّم بأنه لا وجود عسكري له جنوب الليطاني، وأنه يُفترض ألّا يكون متفاجئا، "ولذلك هناك جدل ونقاش حول جنوب وشمال الليطاني، الرئيس قال إن مسألة حل هذه الإشكالية يعود إلى اللبنانيين ليحلوا مسألة السلاح".
