أثار اكتشاف أثري في القدس لهيكل عظمي مكبل بالسلاسل حالة من الجدل، خاصة بعدما اتضح أنّ هذا الهيكل يعود إلى امرأة راهبة، وهو الدليل الأول المكتشف لما يُسمى "الرهبنة المتطرفة" في الفترة البيزنطية.
الاكتشاف أعاد النظر في دور النساء في التقاليد الدينية خلال القرن الخامس الميلادي، وقد يغير الفهم السائد حول الرهبنة النسائية في العصور البيزنطية، حيث كان الرهبان، -وعلى ما يبدو الراهبات أيضًا-، يمارسون طقوسًا من التقشف المتطرف، تشمل تكبيل النفس بالسلاسل من باب الزهد.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، مع زبير عدوي باحث في سلطة الآثار، والذي قال إن الحفرية وُجدت في شمال غرب القدس، خارج أسوار البلدة القديمة، وتعود إلى القرن الخامس الميلادي.
وأضاف: " كنا نقوم بعملية توسيع للشارع الرئيسي، ووجدنا الهيكل في بقايا دير، وكنا نعتقد أن الهيكل يعود إلى راهب، ولكنه تبين بالفحص أن الهيكل يعود إلى راهبة أنثى، وموقع الهيكل بالقرب من المحراب يدل على مكانتها".
وتابع: "وجدنا العديد من السلاسل وكأنها مقيدة بها، كما وجدنا حلقات من الحديد على جسدها، وهي تشير إلى حركة رهبنة معروفة، ولكنها شديدة التطرف".
وأوضح: "الراهبة لم تتعرض للتعذيب، وإنما هي من قيّدت نفسها كنوع من تعذيب الذات، و كأنها تريد أن تنظف حالها من الخطايا والذنوب، وهذه الحالة ليست الأولى من نوعها".