فقدان الإحساس الخلقي بالألم: حالة نادرة قد تعرض الأطفال لمخاطر صحية كبيرة

Shutterstock

Shutterstock

بينما يعاني معظم الأطفال من الألم حتى مع أبسط الإصابات، هناك فئة نادرة من الأطفال الذين لا يشعرون بأي ألم، حتى في حالات خطيرة مثل الكسور أو الحروق. 


تعرف هذه الحالة الطبية النادرة باسم فقدان الإحساس الخلقي بالألم، وهي اضطراب وراثي نادر يمنع الجسم من الشعور بالألم.


في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه الحالة الغريبة وأسبابها وأثرها على حياة الأطفال المصابين بها.


ما هو فقدان الإحساس الخلقي بالألم؟


فقدان الإحساس الخلقي بالألم هو اضطراب نادر يحدث بسبب خلل جيني يؤثر على قدرة الجسم على إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.


رغم أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يمكنهم الإحساس باللمس والحرارة والضغط، إلا أنهم لا يشعرون بأي نوع من الألم، حتى عند حدوث إصابات خطيرة مثل كسر العظام أو الحروق.


هذه الحالة تجعل التشخيص والعلاج في الوقت المناسب أمرًا بالغ الصعوبة.


الطفرات في جين "SCN9A" السبب الرئيسي


أظهرت الدراسات أن الطفرات في الجين "SCN9A" هي السبب الأكثر شيوعًا لفقدان الإحساس بالألم. يعمل هذا الجين على إنتاج قناة صوديوم حيوية تُستخدم في إرسال إشارات الألم من الأعصاب إلى الدماغ.


وعندما يحدث خلل في هذا الجين، يُمنع الجسم من إرسال إشارات الألم، مما يؤدي إلى عدم الشعور بأي ألم.


غياب الألم: خطر قاتل


رغم أن غياب الألم قد يبدو كميزة خارقة، إلا أنه يمثل خطرًا كبيرًا. فالألم ليس مجرد شعور مزعج، بل هو نظام إنذار بيولوجي يحذرنا من الأذى.


الأطفال المصابون بهذا الخلل معرضون للإصابات المتكررة بسبب عدم قدرتهم على الشعور بالألم، مثل عض لسانهم حتى النزيف أو المشي على أقدام مكسورة أو لمس مواقد ساخنة دون إدراكهم لخطر الحرق.


التأثيرات على حياة الأطفال المصابين


وثقت دراسة نُشرت في دورية "برين" حالة لطفلة فقدت معظم أسنانها اللبنية بسبب الجروح المتكررة التي لم تشعر بها.


والدة أحد الأطفال المصابين في بريطانيا تقول: "في البداية، ظننا أنه شجاع للغاية لأنه لا يبكي مهما حدث، ولكن اكتشفنا في ما بعد أن هذه الشجاعة ليست طبيعية، بل هي مرض خطير يهدد حياته."


الأمل في العلاج


حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لهذه الحالة، لكن الأبحاث مستمرة لفهم آليات الألم في الجسم. تعمل هذه الأبحاث على تطوير بدائل دوائية أو جينية لمعالجة هذه الحالة النادرة.


وفي الوقت الحالي، تعتمد الوقاية على التوعية الأسرية، استخدام أدوات حماية خاصة، ومتابعة طبية دقيقة لتفادي الإصابات غير المرئية.


تأثير الأبحاث على مسكنات الألم


دراسة هذا الخلل النادر ساهمت أيضًا في تطوير جيل جديد من مسكنات الألم التي تستهدف قنوات الصوديوم العصبية المسؤولة عن الألم المزمن، بما في ذلك تلك المرتبطة بأمراض مثل السرطان أو الالتهابات العصبية.


طالع أيضًا

خطوة جديدة نحو المساواة.. حبوب منع حمل للرجال بآلية غير هرمونية

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول