أعادت الهجمات الإيرانية الأخيرة التي طالت منشآت قريبة من ميناء حيفا الإسرائيلي تسليط الضوء على الهشاشة الأمنية والاقتصادية في البلاد وتحديدًا في الشمال. فمع تصاعد التوتر العسكري، أصبحت مدينة حيفا، التي تضم أحد أهم المواني الاستراتيجية في إسرائيل، نقطة اختناق تهدد الاقتصاد الإسرائيلي بخسائر فادحة في قطاعات الشحن والطاقة والاستثمار.
أعلنت شركة "ميرسك" الدنماركية، ثاني أكبر شركة شحن بحري في العالم، اليوم الجمعة، تعليق جميع رحلات سفنها إلى ميناء حيفا الإسرائيلي، في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران.
قالت شركة ميرسك في بيان رسمي إن القرار يأتي "نظراً للمخاطر المتزايدة المرتبطة بالتوقف في الموانئ الإسرائيلية، وحرصًا على سلامة أطقم السفن". وأضافت أن التعليق مؤقت، وسيُعاد تقييم الموقف بناءً على تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وتُعد "ميرسك" من أكبر مزودي خدمات الشحن واللوجستيات عالميًا، ويشكّل قرارها ضربة جديدة للنشاط البحري الإسرائيلي، وسط حالة القلق المتصاعد في الموانئ نتيجة تبادل الضربات بين طهران وتل أبيب خلال الأيام الأخيرة.
ويأتي القرار بعد ساعات من إعلان شركات طيران عالمية تقليص رحلاتها من وإلى مطارات إسرائيل، في ظل اتساع نطاق المواجهة واحتمالات التصعيد الإقليمي.
ميرسك ليست الأولى
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، مرّت سواحل إسرائيل بعدة تهديدات أمنية أثّرت على قطاع الشحن والنقل البحري.
وفي الأشهر الماضية، استهدفت جماعة الحوثي في اليمن سفناً مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ما أجبر شركات شحن كثيرة على تغيير مساراتها والبحث عن بدائل أقل خطورة.
أثر اقتصادي على إسرائيل والمنطقة
يشكّل ميناء حيفا أحد أهم الموانئ التجارية في إسرائيل، ويُعد بوابة رئيسية لواردات البلاد من البضائع والمواد الخام، إضافة إلى كونه محطة ربط هامة بين آسيا وأوروبا.
ويُتوقع أن يؤثر قرار "ميرسك" سلباً على سلاسل التوريد إلى إسرائيل، خاصة إذا تبعته شركات شحن عالمية أخرى، مما قد يرفع تكاليف النقل ويؤخر حركة البضائع.
وكانت شركات طيران عدة قد أعلنت خلال الأيام الماضية تقليص أو إلغاء رحلاتها من وإلى المطارات الإسرائيلية، في ظل ازدياد التوترات الأمنية وتبادل الضربات.
اقرأ\ي أيضًا
الضربات الإسرائيلية على إيران| إلغاء وتأجيل مئات الرحلات وإغلاق واسع للمجالات الجوية